«التوتر الصامت» بين أنقرة وطهران يتسرب إلى العلن وتركيا تُغلق قناة إيرانية تروج للحشد الشعبي

حجم الخط
3

إسطنبول ـ «القدس العربي» : مع تصاعد «التوتر الصامت» بين تركيا وإيران على خلفية الأزمة المتزايدة بين أنقرة وبغداد حول التدخل التركي في شمال العراق، أغلقت السلطات التركية قناة تلفزيونية إيرانية قالت إنها تبث الدعاية لجرائم الحشد الشعبي الشيعي في العراق ووصفتها وسائل إعلام تركية بالقناة «الصفوية».
وأوضحت وسائل إعلام تركية أن قوات الأمن وبناءاً على قرار من الهيئة العليا للإذاعة والتلفزيون التابعة للحكومة التركية اقتحمت، مساء الثلاثاء، مقر الفضائية في مدينة إسطنبول وأبلغت العاملين بقرار إغلاقها قبل مصادرة جميع المعدات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية التابعة لها ونقلها إلى مقر الأمن المركزي بالمدينة.
وأوضحت مصادر أن القرار جاء على خلفية بث الفضائية التي تحمل اسم «القدس»، «دعاية داعمة لجرائم الحشد الشعبي الشيعي ضد المسلمين السنة في العراق وبث مواد دعائية طائفية ومعادية للسنة»، لافتةً إلى أن القناة تركز بشكل عام على دعم حزب الله وعملياته في سوريا، وتأييد الحوثيين في اليمن.
كما عملت الجهات المختصة على حظر الموقع الإلكترونية الرسمي التابع للقناة، وقامت بحذف ترددات القناة عن القمر الفضائي التركي «تورك سات».
وتأتي هذه الخطوة في ظل اتهام العديد من الأطراف التركية إيران بالتسبب في الأزمة المتزايدة بين الحكومتين التركية والعراقية على خلفية تصميم حكومة بغداد على رفض مشاركة الجيش التركي في عملية تحرير الموصل، ومطالبتها الجيش التركي بسحب قواته من معسكر بعشيقة في شمالي العراق.
والأربعاء، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ياسين أقطاي، إن إيران وراء رفض العراق مشاركة تركيا في معركة تحرير الموصل من تنظيم الدولة، مضيفاً: «إيران لها تأثيرها على الحكومة العراقية وترفض التدخل التركي، لكنها لا تقول ذلك صراحة، وإنما تترك لغيرها أن يقول هذا نيابة عنها».
وتابع في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول: «العبادي (رئيس الحكومة العراقية) يكذب بدافع من إيران، فبعد أن طلب من تركيا تدريب عناصر من القوات العراقية في بعشيقة عاد وأنكر ذلك، لأن من وراءه (إيران) فقط رأوا أن تركيا تتصدى لكل أجنداتهم ومؤامراتهم، لكن تركيا ستواصل لأن لها حقًا أكثر من الكل، وهي تدفع فاتورة التدخل الخارجي في العراق وسوريا وتستضيف 3 ملايين من اللاجئين، وهي تدفع هذه الفاتورة وحدها».
ويحُذر محللون أتراك وعرب من أن أي تدخل عسكري تركي في شمال العراق قد يقود إلى مواجهة مباشرة بين الجيش التركي من جهة والجيش العراقي والمليشيات الشيعية من جهة الأخرى، وأن إيران ستكون طرفاً مباشراً في دعم العراق ضد تركيا ما قد يوسع رقعة المواجهة.
وفي آخر تهديد له، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إنّ بلاده لا ترغب في خوض حرب ضدّ تركيا، ولكنها مستعدة لهذا الاحتمال في أي وقت كان، معتبراً أن «أي اعتداء من الجانب التركي على الأراضي العراقية، سيكون بمثابة انهيار تركيا، نظراً لقوة الرد التي سنظهرها القوات العراقية».
ورداً على تهديدات العبادي، شن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الأربعاء، هجوماً عنيفاً على العبادي، قائلاً: «لا تقومون بالحرب على الإرهاب في بلدكم، بعد ذلك تحاولون عرض بطولاتكم علينا، نحن نقوم بالعمل من أجل حماية حدودنا ولا نلتفت للكلام الفارغ».
والثلاثاء، دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية غير مسبوقة إلى الحدود التركية مع العراق في ثاني حملة تعزيز للقوات التركية منذ تصاعد التوتر واحتمال قيام أنقرة بعملية عسكرية برية في شمال العراق.
ويرى محللون أن تركيا باتت مضطرة لاتخاذ مواقف أكثر صرامة من الدور الإيراني في المنطقة وذلك في إطار مساعيها لتعزيز علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي التي شهدت تطوراً كبيراً خلال الأشهر الأخيرة لا سيما مع السعودية وقطر، وحديثاً مع حصول بوادر تحسن أكبر مع الإمارات.
وقبل أيام، أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة، إطلاق المليشيات الحوثية في اليمن صاروخًا باليستيًا باتجاه مكة، ورحبت الخارجية باعتراض المنظومة الدفاعية السعودية للصاروخ الباليستي وتدميره. حيث تدعم تركيا التحالف السعودي في اليمن وتنتقد دعم إيران للمتمردين الحوثيين.
وتوصف العلاقات التركية الإيرانية بأنها مبنية على قاعدة «تحييد الخلافات»، فعلى الرغم من التباعد الكبير في مواقف البلدين حول معظم القضايا المشتعلة في المنطقة وخاصة بسوريا والعراق واليمن، إلا أن البلدين يتمتعان بعلاقات اقتصادية متزايدة وتتجنبان الحديث المباشر حول الملفات الشائكة.

«التوتر الصامت» بين أنقرة وطهران يتسرب إلى العلن وتركيا تُغلق قناة إيرانية تروج للحشد الشعبي

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    مع الأسف أن رئيس وزراء دولة عربية كالعراق يكون الناطق الرسمي لإيران من خلال توجيهه التهديدات الفارغة للجارة تركيا !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول مراقب.المانيا:

    السيد العبادي يعرف تماما ماذا يحدث أو ماذا سيحدث في العراق..إيران لها اليد الطولى في العراق .وأي قرار سياسي خطير في بغداد لا بد من أن يكون بالتنسيق مع طهران. لكن التدخل التركي أكثر من خطير .أن الأخوة قي اتقرة يقولون وبكل صراحة .الموصل لنا ويجب إعادة كتابة التاريخ وإلغاء الاتفاقيات الي حصلت بعد الحرب العالمية الأولى .إذا ربما سنكون تحت حكم عثماني لمئات السنين. وما شاء الله علينا نحن العرب .لغينا أساسا من قاموسنا كلمة التحرير .ورمينا في سلة المهملات شعار التحرر .ربما أملنا بمؤتمر فتح القادم .بأن يكتب من جديد شعارا وعملا .حركة التحرير الفلسطيني .ليعطينا قليلا من الأوكسجين الذي نحن بأمس الحاجة له.

  3. يقول سلام عادل العراقي _المانيا:

    إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون

    أيخون إنسان بلاده؟

    إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟

    الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام

    حتى الظلام – هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق

    واحسرتاه ، متى أنام

    فأحسّ أن على الوسادة

    من ليلك الصيفي طلاّ فيه عطرك يا عراق ؟ حقيقة لا اعرف كيف يمكن ان اكون بغير خانة العراق والعراقيين لقد حاربنا ايران وغزونا الكويت رغم عدم قناعتنا بما يقوم به صدام ولكننا لم نقف مع ايران ولا مع تدمير العراق.لك الله يا عراق

إشترك في قائمتنا البريدية