نهض نوبل منتصرا للمقهورين!
نهض نوبل منتصرا للمقهورين! لا توجد وصفة جاهزة اسمها كيف تكون مثقفا قدوة، كما لا توجد وصفة لعلاقة المثقف بالسياسي او العكس، كما لا توجد وصفة للمثقف ذاته الشيء الوحيد الذي نصف ونصنف به هذا عن ذاك هو الابداع وحتي الابداع ذاته لا توجد وصفات وموديلات لتمييزه سوي شكله ومضمونه الانساني ودرجة تمثله وابعاده لتصوير وتحوير وخلق شكل انساني يخرج للتجاوز حتي يلاقي متلقيه المبدعين بدورهم في امتاع حواسهم برؤي نقدية للنص او الفيلم او المسرحية او القصيدة او المقال، اذن المبدع بحس انساني راق منفعل ومتفاعل هو شيء مهم وجوهري في المثقف وفي المثقف القدوة، وعندما يتوحد المثقف بالسياسي المسلكي (الموظف) حزبي او حكومي ينتج عنه ماينتج من مخلوق مشوه وازدواجي ويحجم هذا من فضاء ابداعه الحقيقي، اما اذا توحد المثقف بالسياسي الحر المنحاز لانسانيته وكل تداعياتها ودون قيود او مداراة او تحزب فذلك ذروة في الاتساق والانطلاق نحو فضاءات ارحب. ان السياسي حي مطلق والمثقف حي مطلق في تجربة هارولد بينتر، بل انه لا وجوه متعددة هنا هو وجه واحد مثقف خلاق يحتوي الحياة بكل شجونها والسياسة واحدة من هذه الشجون انه ببصيرة ناقدة وثاقبة يدفعها لان تكون ما يريدها ان تكون، لم يمت المثقف عنده ما دام حسه الانساني حي يرزق. لقد كتب هارولد بنتر نصه المسرحي (الحرب) 2003 ليعلن فيه لا انسانية حرب الثنائي غير المريح وغير المرح اصحاب حرف الباء بوش وبلير الذين تخجل الحروف من وصف بشاعتهما.وادهشني مشهد مسرحي بعنوان (مؤتمر صحافي) كنت قد استمعت اليه من الاذاعة السويدية وهو من نصوصه، عندما جسد عمق برودة وزيف المدافعين عن الحرب باسلوب بسيط يعكس لااخلاقية القائمين عليها. انه يحمل المعاني، معاني قد تكون مشاكسة ومشاغبة لاصحاب القرار ولكنها سهلة ممتنعة وتقود الي حرية الوضوح لكل انسان له قدرة علي التمييز، عندها تذكرت قولة اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية زمن كلينتون عندما سألها احد الصحافيين عن ضحايا الحصار المفروض علي العراق وبالنص (قال لها هل موت مئات الآلاف من الاطفال العراقيين هو ثمن يستحق علي العراق دفعه قالت نعم يستحق) هذه الامرأة المجردة من اي احساس انساني لا تستحق سوي ان لا نصنفها من البشر الذين قد تأنسنوا انها روح شيطانية شريرة بثوب انسان. اتمني علي نوبل ان ينهض كل عام لينقذ جائزته من دائرة الشذوذ السائدة. جمال تقيرسالة علي البريد الالكتروني6