اذا ارتبط صوت العقل بصوت الضمير الانساني، فأنت لا تريد الله الذي خلقك بغرائزك البيولوجية ثم يحاسبك عليها أن أخطأت في أستخدامها.. الزنا والسرقة والقتل وشرب الكحول وتعاطي المخدرات كلها أعمال بيولوجية كان الله قادراً على منعك من أرتكابها .صوت العقل قد يكون صوتاً شريراً وقد يكون غير ذلك فأي صوت العقل أو صوت الضمير تريد؟ في مقال سابق قلت آه لو كنت حماراً.. أما اليوم فأنا أقول آه لو كنت أمياً أو بدون عقل.. في الصين تذهب لتناول الغداء أو العشاء فتحيط بك عشر فتيات لخدمتك.. هذه عبودية.. في الصين يعمل المواطن كالحمار براتب زهيد يكاد لا يكون راتباً، وذلك من أجل انتاج سلعة تصدر الى الولايات المتحدة لتأخذ الحكومة الصينية الدولارات أو سندات الخزينة الامريكية لتخزنها كعمله صعبة لا يستفيد منها المواطن الصيني شيئاً. في الصين 1.5 مليار منهم يعيشون على الكفاف وهم عبيد، في الهند اكثر من مليار انسان أغلبهم لا يجدون حتى الكفاف. في مصر ايضاً هذا هو الحال.. ماذا يهم المصري البسيط الذي لا يجد حتى الكفاف أن يكون الرئيس مرسي أو السيسي.. ماذا يهمة ان يحكم الأخوان أو الجيش، وماذا يهمه اصلاً من أمر الدولة بجيشها وأمنها وحكامها ومترفيها ولصوصها؟ الجيوش العربية لا تحارب وان حاربت تهزم.. هي فقط تستهلك ميزانية الدولة التي تؤخذ من جيوب المواطنين.. والغريب ان الجميع يمتدح هذه الجيوش مع أنها جيوش هزائم جنرالات هزايم وعزايم.. ووسيلة لخفض نسبة البطالة وتشغيل الاقل عقلاً.. واذا فتحت فمك يقولون لك: ‘الله دانت بتهين الجيش.. الله دانت بتهين الريس !’ في أغلب دول العالم اذا لم تكن من طبقة النخبة أو الطبقة المخملية فأنت مجبر على عبادة ملك أو رئيس أو مدير أو صاحب عمل أو كلهم معاً في سبيل أن يسمح لك بمجرد الحياة البائسة ولا تدري من الذي خلقك من هؤلاء لمجرد أن يستعبدك لمجرد الحياة. في مصر قبل سنوات غادرت الفندق متوجهاً الى المطار ومنذ خروجي من الغرفة في الفندق وأظنه كان الماريوت، عليك أن تدفع خمسة جنيهات مقابل كل سنة وأنت طيب يا سعادة البية أو سعادة الباشا أو أي خدمة يا أفندم.. عندما وصلت الى الضابط الذي يفحص حقيبتك على الماكينة ناولته خمسين جنيهاً، فقال لي: أيه ده هل يوجد في حقيبتك قنابل.. قلت له لا ولكن كان معي كثير من الخمسات ولكنها خلصت من الفندق حتى الوصول الى سعادتك. الوضع على الحدود السورية كان أسوأ من ذلك لانه كان عليك أن تدفع الجزية صاغراً بدون كل سنة وانت طيب او يا بية أو يا أفندم، وكان ذلك عندما كان لسورية حدود في الاردن عليك أن تكون سارقاً أو مسروقاً أو الاثنين معاً.. راشياً أو مرتشياً أو الأثنين معاً.. عبداً أو مستعبداً أو الاثنين معاً.. محتالاً أو محتالاً عليه والحكومة غالباً طرفاً في المعادلة. صدقوني أنه من الأفضل في مثل هذا العالم وهذه الدول الافضل أن لا يكون لك عقل أو صوته وأن لا يكون لك ضمير أو صوته بل ومن الافضل ان لا يكون لك عقيدة بشيء أو أيمان بشيء. الدكتور محمود احمد ذويب [email protected]