غزة – «القدس العربي» : كشف مسؤول كبير في حركة الجهاد الإسلامي، عن قرب توجه وفد من الحركة إلى مصر، من أجل مناقشة المبادرة التي طرحها الأمين العام رمضان شلح، قبل أسابيع، وتشمل عشر نقاط لحل الأزمة الفلسطينية، تبدأ بإنهاء العمل بـ «اتفاق أوسلو». ونفى أن تكون المبادرة تشمل «حل السلطة» رغم أنه قال إن الأمر «ليس من المحرمات».
وقال زياد النخالة نائب الأمين العام للجهاد، في مقابلة نشرتها «صحيفة الاستقلال»، و»وكالة فلسطين اليوم» التابعتان للحركة، في رده على آخر تطورات الاتصالات مع مصر «الاتصالات بيننا وبين الأخوة في مصر لم تنقطع، وهناك بوادر انفراج مهم في الموقف المصري تجاه قطاع غزة نأمل أن ينعكس إيجاباً بفتح معبر رفح وإنهاء الحصار». وأشار إلى أن الموقف المصري من طرح مبادرة شلح «إيجابي»، لافتا إلى أن مصر رعت في السابق حوارات فلسطينية مختلفة. وأضاف «مبادرة حركة الجهاد هي رؤية شاملة للخروج من المأزق الحالي، وهذا يتطلب استمرار التواصل مع الجميع بمن فيهم مصر»، وتابع يقول «قريباً سنتوجه في زيارة إلى القاهرة إن شاء الله، بدعوة من الجهات الرسمية، لمناقشة المبادرة ومجمل الوضع الفلسطيني والعلاقة مع الشقيقة مصر».
ومضى النخالة يقول إن حركة الجهاد، لم يكن عندها أي أمل ولو «واحد في المئة» بأن يقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذه المبادرة، و»لكن نحن توجهنا له بالخطاب كي يتحمل مسؤوليته تجاه شعبنا وقضيتنا، ولأن الأمر مرتبط بمستقبل ومصير فلسطين وأهلها، فهذا لا يقرره فصيل أو تنظيم بمفرده».
وكان شلح قد طرح المبادرة قبل أسبوعين، خلال خطاب ألقاه في مهرجان أقامته الحركة بذكرى انطلاقتها في مدينة غزة، وذلك عبر البث المباشر.
وتضمنت المبادرة إنهاء العمل بـ«اتفاق أوسلو»، وسحب اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل، وإعادة بناء المنظمة، لتكون الإطار الوطني الجامع لكل الفلسطينيين، وإعلان المرحلة الحالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني كـ «مرحلة تحرر وطني»، وكذلك إنهاء الانقسام، وصياغة برنامج وطني لتعزيز الصمود الفلسطيني، والاتصال بكل الجهات العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها تجاه فلسطين، ووقف ما وصفه «قطار الهرولة» نحو إسرائيل، وأن تقوم منظمة التحرير بملاحقة إسرائيل، وإطلاق حوار فلسطيني شامل لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية.
وعن موقف حركة فتح من هذه المبادرة، قال النحالة إنهم في الجهاد سمعوا مواقف متعددة لحركة فتح، منها تأييد ومباركة من أعضاء لجنة مركزية وصف أول في قيادة فتح، إضافة إلى وجود مواقف مؤيدة لأشياء في المبادرة ومتحفظة على أشياء أخرى، ومواقف أخرى رافضة «حفاظاً على المصالح والامتيازات التي توفرها لهم إسرائيل في ظل أوسلو».
وعن موقف حماس، قال إن الحركة رحبت في بيان رسمي بالمبادرة، وأن قادة كبارا في غزة مثل الدكتور محمود الزهار وغيره أيدوا، والمجلس التشريعي أصدر بياناً مؤيداً للمبادرة.
وأضاف «هذا هو موقف حماس المُعلن ونحن نثمنه ونقدره هو وموقف كل القوى المرحبة، أما الأخ أبو الوليد خالد مشعل فكان من أوائل المتصلين بالدكتور رمضان وبارك ذكرى الانطلاقة والخطاب، وكذلك نائبه الأخ أبو العبد إسماعيل هنية، وأظن هذا يكفي».
وعن رفض البعض للمبادرة كونها «غير واقعية» بطلبها إلغاء «اتفاق أوسلو»، قال النخالة «اتفاق أوسلو لعنة كبيرة في تاريخ الشعب الفلسطيني، فهو قسم الشعب وضيع الأرض والحقوق»، لافتا إلى أن إسرائيل عملياً ألغته منذ سنوات وتستفيد منه كـ «مظلة لتهويد الضفة الغربية والقدس». وأكد أن الدعوة لإلغاء اتفاق أوسلو هي «دعوة لتصحيح المسار بإلغاء اتفاق تجاوزت مدة صلاحيته».
وفي رده على الموقف الإسرائيلي من المبادرة كونها تعني حل السلطة، وأنها أيضا تعني من وجهة نظر مسؤولين في السلطة بقاء سلطة حماس في غزة، قال «هذا تحريض إسرائيلي وسوء فهم في رام الله، الدكتور رمضان لم يتحدث عن حل السلطة، وإن كان هذا ليس من المحرمات في نظرنا لأنها سلطة بائسة لا تملك أي سلطة في ظل الاحتلال».
وقال «هو تحدث عن إنهاء الانقسام وإنهاء وجود كيانين وسلطتين»، مضيفا على شكل تساؤلات عن بديل ذلك «سلطة موحدة بوظيفة مختلفة، أم انتفاضة ومواجهة شاملة، أم إعلان دولة، هذا متروك للشعب الفلسطيني وقواه السياسية، ولمجرى الصراع بيننا وبين العدو».
ورأى النخالة أن «التفاعل الكبير» مع مبادرة شلح، يعود إلى «القناعة الراسخة لدى شعبنا بفشل خيار التسوية ووصوله إلى طريق مسدود، ورغبة الجميع في الخروج من الوضع الكارثي الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية على كل المستويات، والبحث عن مسار آخر».
وقال «وجد كثيرون أن المبادرة هي مقترح جاد ومسؤول لمسار وطني بديل».
وخلال المقابلة التي أجريت مع النخالة، سئل الرجل عن موقف الجهاد من الخلاف القائم بين الرئيس عباس، والنائب المفصول من فتح محمد دحلان، فقال «هذا شأن داخلي في حركة فتح لا نتدخل فيه، مع أملنا وحرصنا في حركة الجهاد أن تكون فتح موحدة وقوية، وكذلك كل القوى، لأن قوة أي فصيل تزيد من قوة الكل الفلسطيني».
أشرف الهور