الجزائر ‘القدس العربي’: نظمت حركة مجتمع السلم ( إخوان الجزائر) أمس الجمعة وقفة احتجاجية ضد ما اعتبرته انقلابا عسكريا على الديمقراطية والإرادة الشعبية في مصر، وتضامنا مع الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم الدكتور مرسي، واعتبر المشاركون في الوقفة أن الاعتداء على الشرعية في مصر تراجع خطير عن الحرية التي كرستها الثورة على نظام مبارك.
ورفعت خلال الوقفة التي نظمت أمام المقر المركزي للحركة الواقع بأعالي العاصمة، والتي حضرتها قيادات الحركة، وفي مقدمتهم رئيسها عبد الرزاق مقري، عدة شعارات مثل ‘الديمقراطية كل لا يتجزأ’، و’لا للانقلاب على الشرعية الشعبية في مصر’، و’ نعم لسلمية المظاهرات، ولا للعنف والاستفزاز’، وأخرى منددة بالفريق السيسي وبقيادة الجيش المصري التي نفذت الانقلاب العسكري على الرئيس مرسي المنتخب بطريقة ديمقراطية.
وتعاقب على المنصة عدد من قيادات الحركة وشبابها، والذين أجمعوا على إدانة الانقلاب والانقلابيين والدعوة إلى عودة الشرعية، وكان آخرهم هو عبد الرزاق مقري الذي أكد في كلمة ألقاها على أن هناك مؤامرة على مصر وعلى الأمة الإسلامية والعربية، مشيرا إلى أن البشرية كانت تعرف تقاتلا على السلطة، وكانت تخوض الحروب التي تهلك الملايين، قبل أن تهتدي إلى طريق العقد الاجتماعي والديمقراطية من أجل الفصل بين المتخاصمين والحسم فيمن يتولى الحكم، مشيرا إلى أن الاختلاف في الرؤى أمر عادي، وأن الله أقر هذا في القرآن الكريم، ولكن المرفوض هو الاحتكام إلى القوة والعنف من أجل تسوية هذه الاختلافات.
واعتبر أن الديمقراطية هي أن يحكم من فاز بالأغلبية ولو كان الفارق بينه وبين الخاسر ضئيل، وأن هذا لا يعني أن الخاسر الذي معه 49 بالمائة ينزل إلى الشارع وينقلب على من فاز، مذكرا بأن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لما شارك في الحرب على العراق، نزل الملايين إلى الشوارع لمعارضة سياساته، فخاطبهم قائلا بأنه من حقهم أن يرفضوا سياساته، لكن عليهم انتظار الانتخابات لتغييره، وأن الانتخابات حان وقتها بعد ذلك وتم إسقاط بلير بطريقة ديمقراطية، بأسلوب حضاري.
وأوضح مقري أن الحركة الإسلامية الوسطية بذلت جهودا من أجل جلب الملايين من الشباب للإيمان بالعملية السياسية والديمقراطية، مؤكدا على أن الانقلابيين والذين ساندوهم يقولون لهؤلاء الشباب أنه لا معنى للعملية السياسية، ويدفعون به إلى أحضان التيارات العنفية، متسائلا عن الرابح عندما تنغلق الآفاق السياسية، وأن الذين قاموا بالانقلاب والذين دعموه يغامرون ليس باستقرار ووحدة مصر، بل باستقرار العالم ويساعدون على الفتنة والفوضى.
وشدد على أن المؤامرة ليست بسيطة، بل هي مؤامرة علي الأمة، لأن الذين تحالفوا وتآمروا مع فلول النظام السابق مع رجال مبارك، هي قوى إقليمية أخافها وأزعجها أن تخرج مصر من سيطرتهم وتسترجع سيادتها، لأن الأمريكان يريدون ان تبقى مصر خاضعة للمساعدات التي تمنحها لها، ولا يريدون أن يكون جيش مصر قويا ومتطورا بموارده الخاصة.
واعتبر أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين صادمة ومؤسفة لما يقولون إن إسرائيل شعرت الآن فقط بالأمن والأمان، لأن الجيشين المصري والسوري لم يعودا قادري على تهديد أمنها القومي، متسائلا عن شعور الانقلابيين اليوم ونصف الشعب المصري يتهم الجيش في ولائه، ‘ألا يحزنون لانقسام الجيش، لأن هناك وطنيين داخله يرفضون الانقلاب، ويقفون إلى جانب الشرعية’.
وأكد زعيم إخوان الجزائر على أنه لا وجود لحل إلا من خلال التعايش وقبول الطرف الآخر، والاحتكام إلى الديمقراطية، مشيرا إلى أن الإسلاميين هم أكثر التيارات السياسية حرصا على الديمقراطية، وليس أولئك الذين يتشدقون بها لما تخدم مصالحهم وينقلبون عليها لما تتعارض ومصالحهم.
وذكر بتصريح رئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل باروسو الذي زار الجزائر مؤخرا، والذي قال على هامش الزيارة تعليقا على ما حدث بمصر إن الديمقراطية تصنع مع الديمقراطيين، واعتبر مقري أن هذا التصريح المتعجرف إهانة للشعب المصري، مشيرا إلى أن باروسو جاء إلى الجزائر طمعا في احتياطي العملة الصعبة الموجود لديها، والذي يسيل لعاب أوروبا التي تتخبط في أزمات عسيرة.
وشدد عبد الرزاق مقري في الأخير على ضرورة حفاظ معتصمي الميادين المختلفة في مصر على سلمية المظاهرات في مصر، وعدم الوقوع في فخ الاستفزاز، والثبوت على نفس الموقف، إلى غاية عودة الشرعية، وأنه لا خوف على الإخوان ولا على الحرية التي صنعتها ثورة 25 يناير، لأن عجلة التغيير تحركت ولا يمكن أن تعود إلى الوراء.
موقف رجولي يا استاذ مقري نتمناك هكذا دائما
السلام عليكم .نقول لكل الاخوه والاخوات المعتصمين اثبتو وعليكم ان تكونو على يقين ان الله معكم….واصبروا لان الله مع الصابرين.اختكم الجزاءريه