الجيش التركي على أبواب «العاصمة الثانية» لتنظيم الدولة في سوريا ويسابق الزمن لدخولها قبل الوحدات الكردية

حجم الخط
0

إسطنبول ـ «القدس العربي»: باتت قوات المعارضة السورية المدعومة جواً وبراً من الجيش التركي على مسافة قريبة جداً من مدينة الباب السورية الإستراتيجية التي تعتبر بمثابة «العاصمة الثانية» لتنظيم «الدولة» في سوريا.
وتقدمت هذه القوات لتصبح على بعد كيلومترين فقط من المدينة بعد أن دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية شملت 40 دبابة و15 عربة مدرعة و1500 جندي من قوات «الجيش السوري الحر»، حسب وسائل إعلام تركية، لتسريع حسم المعركة قبيل وصول وحدات حماية الشعب الكردية التي تسعى لدخول المدينة قبل الجيش التركي.
وبدأت قوات «الجيش السوري الحر»، صباح امس الأحد، هجوماً استعادت خلاله قرى سوسيان، والدانا، وعولان، وقديران، وحوزان، من تنظيم «الدولة»، في حين قالت وكالة الأناضول الرسمية إن الفصائل سرّعت من وتيرة هجومها باتجاه مدينة الباب خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعد رصدها محاولات تقدم من قبل وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني تجاه المدينة.
وفي وقت سابق الأحد، قال بيان صادر عن القوات المسلحة التركية، إن مجموعة قوة المهام الخاصة بـ»السوري الحر» سيطرت إلى حد كبير على 6 قرى، بينها حجي كوسا، وحليصة، وتلجة الشرقية، وحجر أبيض، في ريف حلب، وأن العمل مستمر من أجل تطهيرها من الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة التي خلفها تنظيم «الدولة».
ولفت إلى أن اثنين من عناصر المعارضة قُتلا وأصيب آخر جراء انفجار لغم، وذكر البيان أنه جرى قصف 24 هدفًا لتنظيم «الدولة» ما أسفر عن تدمير مخابئ، ومواقع دفاعية، ومقرات قيادة، وأسلحة، وسيارات للتنظيم، حسب البيان.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان تأكيده تقدم «الجيش الحر» نحو مدينة الباب، وأوضح أن «فصائل المعارضة المدعومة من قوات تركية باتت على بعد كيلومترين شمال وشمال غرب مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، والتي تتعرض حاليا لقصف جوي ومدفعي تركي».
وأكد المرصد أن الفصائل المعارضة والقوات التركية طردت مسلحي التنظيم من مساحة تبلغ «2500 كيلومتر مربع في المنطقة الحدودية مع تركيا»، حيث تقع الباب على مسافة 30 كلم من الحدود التركية.
وفي أكثر من تصريح أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية درع الفرات ستحرر مدينة الباب ومن ثم ستتجه لمنبج لطرد الوحدات الكردية منها وإصابة منطة آمنة على مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع شمالي سوريا.
في سياق متصل، قتل شخصان وأصيب 11 آخرون، الأحد، جراء تفجير سيارة مفخخة في مدينة إعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة حلب شمالي سوريا قرب الحدود التركية، حيث جرى نقل بعض الجرحى الذين أصيبوا بجراح خطيرة إلى مستشفيات بداخل تركيا.
وقبل أيام، حذرت أوساط تركية من «مؤامرة أمريكية جديدة» تستهدف إفشال أهداف عملية «درع الفرات» التي يقوم بها الجيش التركي في شمالي سوريا من خلال دعم الوحدات الكردية لمهاجمة مدينة الباب قبل وصول الجيش التركي إليها وبالتالي إعادة إحياء وربط ما يسمى بـ»الممر الكردي» شمالي سوريا.
وأوضحت صحيفة «يني شفق» اليومية المقربة من الحكومة في تقرير لها أن منطقة عين عيسى التي أعلن أنها ستكون بوابة الهجوم على الرقة تبعد عن المدينة 54 كيلومتراً وأن الهدف الحقيقي هو التقدم من هذه النقطة نحو مدينة الباب، وذلك حسب ما نقلت عن مصادر ميدانية واستخبارية.
ولفت التقرير إلى أن الخطة الحقيقية لما تم الإعلان عنه على أن معركة الرقة تنص على أن تتقدم الوحدات الكردية بدعم جوي أمريكي من مناطق سيطرتها في منبج نحو مدينة الباب ومن ثم التقدم لوصل هذه المناطق بمدينة تل رفعت والمناطق التي تسيطر عليها الوحدات شرق الفرات، ما يعني فعلياً وصل جميع المناطق التي تسيطر عليها الوحدات في شرق نهر الفرات وغربه، ومن ثم حصار الرقة بالتعاون مع نظام الأسد والسيطرة عليها لاحقاً.
و»الممر الكردي» هي المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في شرق وغرب نهر الفرات وتسعى إلى وصلها مع بعضها البعض من خلال السيطرة على الشريط الرابط بينها والممتد على الحدود التركية شمالي سوريا، وهو ما تعارضه تركيا وترى فيه تهديداً لأمنها القومي.

الجيش التركي على أبواب «العاصمة الثانية» لتنظيم الدولة في سوريا ويسابق الزمن لدخولها قبل الوحدات الكردية

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية