اتهامات متبادلة داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية في العراق على خلفية اختراقات أمنية لتنظيم «الدولة»

بغداد ـ «القدس العربي»: تبادلت قيادات أمنية وعسكرية عراقية الاتهامات على خلفية الاختراقات الأمنية لتنظيم «الدولة» (داعش) في مدن عراقية عدة، من بينها الرطبة.
وقال ضابط من الجيش العراقي في الرمادي، إن «قيادات من الجيش تبادلت الاتهامات مع قيادات أمنية تابعة للشرطة الاتحادية بعد أن تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مدينة الرطبة قبل أكثر من أسبوعين».
وأضاف أن «الأجهزة الأمنية تتحمل مسؤولية عودة الخلايا النائمة للتنظيم في الرمادي حيث فجرت قبل أيام عبوة ناسفة على سيارة لعاملين أجانب في إحدى الشركات الأمنية المتخصصة بكشف الألغام بمدينة الرمادي»، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.
وقال الضابط إن هناك «ظاهرة» تثير الانتباه خلال الأسابيع القلية الماضية حيث «عاد تنظيم الدولة إلى أسلوب العمل الأمني في الفلوجة والرمادي وعدد من المناطق الأخرى التي سبق أن حررتها القوات العراقية».
وأشار إلى أن «التنظيم استطاع بناء خلايا خاصة به بدأت تنشط بعد خروجه من المدن بسبب عدم تطهيرها بشكل كامل من قبل الأجهزة الأمنية التي استلمت الملف الأمني لتلك المدن من الجيش العراقي الذي قام بتحريرها».
وأكد على أن «وحدات الجيش العراقي ومعها فصائل الحشد الشعبي قامت بتحرير المدن وطرد مقاتلي التنظيم بالقوة العسكرية وهذه مهمتها، وهي غير مسؤولة عن تطهير المدن من عناصر التنظيم المتخفية بين الناس أو ما يعرف باسم الخلايا النائمة، وهي مسؤولية الأجهزة الأمنية المحلية أو المرتبطة مباشرة بحكومة بغداد»، حسب تعبيره.
وأشار الضابط، إلى أنه «متاكد من أن تنظيم الدولة استطاع اختراق بعض وحدات الأجهزة الأمنية حيث يركز عليها أكثر من وحدات الجيش لتنفيذ عمليات أمنية داخل المدن وحاجته إلى مثل تلك الاختراقات التي تتم أما عن طريق المال لبعض المنتسبين أو عن طريق وجود متعاونين معه في هذه الأجهزة، أو أن بعضهم يقدم معلومات في مجالسه الخاصة دون أن يعلم أن هناك متعاونين في هذه المجالس مع تنظيم الدولة»، حسب قول الضابط في الجيش العراقي في حديث مع «القدس العربي».
من جهته تحدث ضابط في الشرطة الاتحادية برتبة نقيب قال إنه كان في مدينة الرطبة أثناء هجوم تنظيم «الدولة» عليها في 24 اكتوبر/تشرين الأول 2016، ان «وحدات الجيش عندما حررت الرطبة في المرة الأولى لم تقم بكل واجباتها بعد اقتحام المدينة وطرد تنظيم الدولة منها».
وأضاف أن من مسؤولية «القوات العسكرية التي حررت المدينة التأكد من عدم وجود أي مخازن للسلاح في المدينة قبل تسليمها للقوات الأمنية، وهذا ما لم تفعله لحاجة جبهات القتال الأخرى لمثل هذه القوات الاقتحامية، وهذا ما سمعناه من أحد قادة قوات النخبة عندما طالبناه بالتاكد من خلو المدينة من مخازن السلاح أو البيوت المفخخة»، على حد قوله.
كما قال إن «هناك مجموعات من تنظيم الدولة في الصحراء ومنها تنطلق لشن هجمات على المدن ومن المفترض ان تقوم وحدات الجيش بتطهير المناطق الصحراوية أو الريفية المكشوفة حول المدن قبل أن تغادر المنطقة لأن مهمة القوات الأمنية الدفاع عن المدينة ومنعها من السقوط وضبط الأمن داخلها وليس مطاردة عناصر التنظيم في الصحارى والقرى».

اتهامات متبادلة داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية في العراق على خلفية اختراقات أمنية لتنظيم «الدولة»

رائد الحامد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية