القرضاوي يؤكد اختيار الله لمرسي.. ومبايعة السيسي له على السمع والطاعة

حجم الخط
3

القاهرة ‘القدس العربي’ أبرز ما في صحف مصر السبت والأحد كان عن استمرار المشاورات لتشكيل الوزارة الجديدة، والاعتراضات على بعض مواد الإعلان الدستوري المؤقت، وعرض للإخوان للمشاركة في الوزارة ورفضهم واشتراطهم عودة الرئيس السابق، وإلغاء كل الإجراءات التي اتخذها الانقلاب العسكري كما يسمونه وإعلانهم الاستمرار في التظاهر، والإقامة في ميادين رابعة العدوية ونهضة مصر إلى درجة أن صفوت حجازي نقل الى المعتصمين بشرى سعيدة، وهي انه سيتم إنشاء أفران في الميدان لعمل كعك العيد، وإقامة إفطار جماعي، وتبادل الفريقان الدعاء على الآخر في الصلاة، وهنا لم يعد في يد الإخوان والمؤلفة قلوبهم حجة بأن المعارضين من كفار قريش، لأنه لا يمكن لكفار أن يصوموا ويصلوا التراويح ويدعون على الإخوان، فهل يمكن الثقة في دعاء الدكتور صلاح الدين سلطان الذي كان أميناً عاماً للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف وطار المنصب منه، ان يدعو في خطبة الجمعة أمام المعتصمين في تمثال نهضة مصر، قائلاً: اللهم كما رددت موسى إلى أمه، نسأله ان ترد مرسي إلى شعبه وأهله وعشيرته، وكانت نتيجة دعائه سريعة فبدأت تحقيقات النيابة معه بتهمة التخابر، وما أن سمع المؤمنون المسلمون في رابعة العدوية من ميكروفون المنصة أن بارجتين وصلتا إلى قرب السواحل المصرية حتى هللوا وكبروا على المدد الذي وصل إليهم اعتقادا منهم أن الأمريكان سوف يضربون الجيش المصري، ويعيدون رئيسهم وحكم الجماعة والمؤلفة قلوبهم، وهللوا مرة ثانية بعد أن علموا ان انجيلا ميركيل رئيسة وزراء المانيا ثم أوباما طالبا بالإفراج عن مرسي وايقاف الاعتقالات في صفوف الإخوان، رغم انه لا اعتقالات تمت، وإنما استدعاءات من النيابة في بلاغات ضد أشخاص معينين واحتجازهم بأوامر رهن التحقيق، كما اعلن عن بدء تحقيقات النيابة مع محمد مرسي.
وظهرت المطربة الشعبية والراقصة الجميلة سما المصري في أكثر من برنامج تليفزيوني وتحدثت مع مقدمة البرامج وزميلتنا الجميلة بقناة ‘التحرير’ رانيا بدوي، وأعادت غناء مقاطع من أغنيتها، يا خروف يا استبن، ماء، ماء، وقالت انها راقصة ومكشوفة والدور والباقي على الرقاصين الخفيين، وأن عضو مجلس الشعب السابق والسلفي أحمد البلكيمي الذي ترك المجلس بعد حادثة كذبه في تجميل أنفه، انه اتصل بها وعرض عليها الزواج بشرط التوقف عن الرقص، فوافقت بشرط أن يحلق لحيته، فرفض ولما سألتها رانيا، وليه عايزاه يحلق دقنه، قالت علشان لما يبوسني هتشوكني، فتحسست ذقني فوجدتها ناعمة كالحرير فابتسمت، بيني وبين نفسي.
وانتشرت إشاعات عن تفشي جهاد النكاح بين المعتصمين والمعتصمات من غير المتزوجين، في شقق تم تأجيرها في محيط اعتصام رابعة العدوية، ولاستخدامها ايضاً من جانب المتزوجين مع زوجاتهم، وذلك لإجبارهم على البقاء في الاعتصام، ولا يعرف احد الحقيقة، كما ألقى الجيش منشورات عليهم أكد لهم انه لا اعتقال أو احتجاز أو تحقيق بالنسبة لمن يترك الاعتصام ويغادره الى بلدته، وقبل ان يقرأ المنشورات عدد كبير أخذ القائمون على المنصة يلقون الكلمات ضد الجيش لإلهاء المعتصمين عن القراءة والنقاش حول ما جاء في المنشورات.
وإلى بعض مما عندنا:

اعتصام الاخوان مستمر
وتعطيل المرور فوق كوبري اكتوبر

استشهاد ضباط وجنود جيش وشرطة وبدء الجيش عمليات واسعة ضد الإرهابيين، ومحاولات الإخوان الاعتصام في أماكن جديدة بميدان رمسيس والعباسية وتعطيل المرور فوق كوبري اكتوبر، وسد الطرق الرئيسية، ولكن الأهالي والجيش والأمن أعادوا فتحها وإلقاء القبض على عناصر فلسطينية تنتمي الى حركة حماس، وأصدر وزير الزراعة الإخواني الدكتور أحمد الجيزاوي قبل مغادرته منصبه تسعة قرارات كان قد اصدرها بتعيين إخوان في المناصب في إطار خطة أخونة الوزارة حتى لا تتم محاكمته بسببها كما ظهر في إمارة رابعة رئيس مجلس الشورى المنحل وعدد من أعضائه وعدم اعترافهم بقرار رئيس الجمهورية المؤقت بحل المجلس، ويبدو أن المساكين سيطالبون بصرف مكافأة الشهر الحالي مع هدايا رمضان وعيد الفطر.

نساء يصلين بالرجال المعتصمين
في رابعة العدوية

وأدى المعتصمون في رابعة صلاة المغرب والعشاء والتراويح، وقد شوهدت النساء والفتيات يصلين في المقدمة وخلفهن الرجال والشباب، وهذا محرم شرعاً، وعلى منصة رابعة ايضاً عندما ذكر أحد المتحدثين بشماتة هزيمة يونيو عام 1967 ارتفعت التكبيرات وسجدوا شكرا لله عليها، وهو ما يثبت مدى صدق وطنيتهم، وعقد عدد من قادتهم مؤتمرات اتهموا فيها أمريكا والغرب بمحاربة تجربة الحكم الإسلامي، وقد أخبرني زميلنا الرسام في ‘أخبار اليوم’ هاني شمس، انهم يريدون التغطية على ما اكتشفه ويخصني به دون غيري، قال، وأنا أصدقه، انه شاهد أوباما وقد غير اسمه الى أوباما بن لادن، وهو يحرك الإرهابيين في مصر، كما شاهد عجباً، وهو يد تشير إلى ثورة الثلاثين من يونيو، وقد أمسكت برجل مرسي اليسرى وأسقطته ومعه أسلحة إرهاب واعلام إسرائيل وأمريكا.

الجيش يحذر الاخوان
الاقتراب من منشآته

واليوم – الاثنين – ينظم الإخوان والأحزاب المتضامنة معها مسيرات نحو الحرس الجمهوري ووزارة الدفاع، ووجه الجيش تحذيراً شديدا من الاقتراب من منشآته أو محاولة اقتحامها أو الاعتداء عليها.
كما قام الجيش بتوزيع مئات الألوف من شنط رمضان وكثفت الجمعيات الخيرية جهودها في هذا المجال لتغطي النقص الذي كان الإخوان وغيرهم، يقومون به في هذا الشهر، وواصلت الجمعيات الخيرية وسلاسل المحلات التجارية نشر إعلانات تؤكد فيها انه لا دخل لها بالسياسة ولا تنتمي الى جماعة، رداً على الاتهامات الموجهة اليها بأنها تعمل لحساب الإخوان وآخرها جمعية رسالة وسبقها من قبل سلاسل محلات مؤمن وخير زمان وأولاد رجب وعلق مول هيبر بيافطات تأييد للثوار.

‘الشروق’: القضية هي سرقة
ثورة 25 يناير وكل مكتسباتها

وإلى توالي ردود الأفعال على ما حدث ويحدث، وما أصاب الإخوان المسلمين، والمؤلفة قلوبهم من صدمة تكاد تقضي على ما بقي لهم، بعد أن استغل الجيش المصري، فرصة خروج ثلاثة وثلاثين مليون مصري علماني على نصراني للمطالبة باستقالة أمير المؤمنين محمد مرسي، وساعدهم في ذلك السعودية، ولدرجة انهم يهددون بالزحف من إمارتي رابعة العدوية وتمثال نهضة مصر في كل الاتجاهات على مواقع الكفار، فيوم الخميس صرخ أحمد منصور قائلاً في ‘الشروق’ في عموده اليومي، بلا حدود: ‘لم أهتف بحياة شخص في حياتي ولم أهتف مهما كان أداؤه أو انجازاته وإنما أنا أهتف دائماً للوطن والقيم والمبادىء والمثل العليا، أناشد الجموع التي خرجت تهتف لمحمد مرسي أن تعي أن قضية مصر الآن ليست محمد مرسي وإنما القضية أكبر من ذلك بكثير، القضية هي سرقة ثورة 25 يناير وكل مكتسباتها وانجازاتها، قابلت في ميدان رابعة العدوية مساء الثلاثاء أمس الأول مجموعة من السيدات اللائي ينتمين للطبقة الارستقراطية سألتهن ما الذي جاء بكن الى هنا؟ قلن لقد جئنا دفاعاً عن صوتنا الذي أدلينا به في الصندوق، وعن مصر التي أصبحت ملكاً لنا بعد 25 يناير ولن نسمح لأحد أن يسلبها منا، إن الملايين التي خرجت في ميادين مصر في كل المدن والقرى في مليونية الشهيد مساء الثلاثاء الماضي لم يكونوا جميعاً من الإخوان المسلمين وإنما هم من عموم الشعب وأطيافه والدليل على ذلك قائمة الشهداء والجرحى والمعتقلين لمذبحة الحرس الجمهوري والمذابح التي جرت قبلها في كل أنحاء مصر يا شعب مصر اهتفوا لثورة 25 يناير واهتفوا لمصر ولا تهتفوا بحياة الأشخاص فالأشخاص إلى زوال والأوطان هي الباقية والتي من أجلها يضحي الإنسان بروحه ودمه’.

محاولات لتفريغ اعتصام رابعة
من محتواه السياسي والأخلاقي

وبعده تقدم زميلنا الناصري السابق الذي كان يعمل في جريدة ‘العربي’ لسان حال حزبنا العربي الديمقراطي الناصري، الذي تبخر وجوده من مدة ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأصبح أكثر تحمساً للإخوان من أعضائها، وعضو في جبهة الضمير التي ضمت المؤلفة قلوبهم وتبخرت كما تبخر حزبنا، وهو وائل قنديل أحد مديري تحرير ‘الشروق’، ليخاطب المرابطين في ثغور الإسلام لقتال الجيش المصري، المتحالف مع السعودية ومطالباً المعتصمين بالصمود، إلى أن يأتي المدد من أمريكا، فقد صرخ قائلاً في نفس العدد: ‘أيها المرابطون في رابعة العدوية وغيرها من ميادين رافضة للانقلاب انتبهوا لما يجري من الآن فصاعدا بالإضافة إلى التعتيم على الحشود الهائلة من المعتصمين، سيحاولون تصوير الأمر على انه نوع من الفلكلور السياسي والاجتماعي أقرب إلى السهرات الرمضانية والتراويح والتهجد في محاولة لمحو أي ملمح سياسي في وقوفكم ضد الانقلاب، سيحاولون أيضاً تذويبكم في أوعية ضخمة من المبادرات الاجتماعية والتكافلية والترفيهية لتفريغ الاعتصام من محتواه السياسي والأخلاقي.

علاقة السعودية
بالانقلاب على مرسي

احكوا القصة للعالم بلا تشنج قولوا لهم انه قبل أن تنشر صحيفة ‘الأهرام’ المصرية ‘والرسمية’ نبأ عزل الرئيس محمد مرسي انقلابا نشرت صحيفة ‘عكاظ’ السعودية سيناريو وزير الدفاع المصري للإطاحة برئيسه وقائده الأعلى.
وعندما يقرأ بعد الانقلاب ان العاهل السعودي أول من هنأ وأول من بحث مع وزير الدفاع المصري الأوضاع في القاهرة وأول من أمر بمنح مليارات خمسة من الدولارات لمصر المنقلبة، فإن دوائر الحيرة تتسع أكثر وأكثر غير أن الدهشة الأكبر تأتيك من انقلاب واشنطن على تقاليدها الديمقراطية والدستورية العريقة، والقدرة على تبين ما إذا كان الذي حدث في مصر انقلابا عسكريا أم لا لكي يتهرب مما يفرضه القانون الأمريكي الذي ‘يحظر تقديم أي مساعدات لحكومة دولة يطاح فيها برئيس حكومة منتخب بطريقة صحيحة من خلال انقلاب أو مرسوم عسكري’.
والمشكلة هنا، إذا قامت أمريكا بقطع المعونة ولم يستجب الجيش المصري اعتمادا على دعم إخوانهم من السعودية والكويت والإمارات، فما هو الحل؟ ان يرسل خليفة المسلمين المؤمنين أوباما قواته لمساندة المرابطين المؤمنين في ثغور رابعة العدوية وتمثال نهضة مصر؟

‘الأهرام’: الاخوان مستعدون
لكل شيء كي لا يهزم مشروعهم

وقد فوجئت بأن زميلنا في ‘الأهرام’ محمد أبو الفضل يشد على يدي بقوة لأنني اكتشفت حكاية ثغور الإسلام والمرابطين فيها في رابعة وتمثال نهضة مصر، وأراد مشكورا تصحيح معلوماتي، بانها إمارة، وليست ثغورا، وشرح لي الأمر وقال:
‘جماعة الإخوان المسلمين على استعداد لإقامة إمارة خيالية على مساحة كيلو متر مربع فقط انتظاراً لأمل ‘لن يأتي أبداً’ يمكن فيه زيادتها وتضم مساحات مجاورة يتم احتلالها والسيطرة عليها بحكم الأمر الواقع.
هذه الفكرة ليست من قبيل أحلام اليقظة لكنها عقيدة كامنة في عدد كبير من أدبيات الجماعة وفروعها المختلفة والتي ثبت فشلها في غزة حيث راهنت حماس على تمددها في الضفة الغربية وإسرائيل وعندما فشلت في تحقيق حلمها تاجرت بمعاناة شعبها من الحصار ومرارته دون أن تقدم حلولا عملية للخروج من النفق بل تسببت خطوة حماس لفصل قطاع غزة عن الضفة بضياع اللحمة الوطنية الفلسطينية، انظر الى اعتصام أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان عند ميدان رابعة العدوية وسوف تكتشف انهم على استعداد للبقاء في هذه البقعة فترات طويلة، فتحت ستار مساندة عودة الرئيس المعزول جرى إنشاء مستشفى ميداني متطور يفوق عشرات المرات ما كنا نراه من خيم على شكل مستشفيات متنقلة في ميدان التحرير وغرف سرية لإدارة الأزمة تشعرك بأنك في إحدى غرف عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة وأجهزة بث فضائي ‘مسروقة من التليفزيون’ لا توجد في كثير من المحطات العالمية، ناهيك عن الاستعدادات الكبيرة لتوفير الأمن الداخلي والملبس والمأكل والمشرب للمعتصمين وحتى دورات المياه وخلافه وكلها تشير إلى الرغبة في البقاء الرمزي لأجل غير مسمى حتى لا تموت الفكرة ويختفي المشروع الوهمي’.

ثورة أم انقلاب

ولا تزال المناقشات مستمرة حول اعتبار ما حدث ثورة شعبية ساندها الجيش، أم انقلاب عسكري؟
الشيخ يوسف القرضاوي الذي ضاع حلمه ان يكون مرشدا عاماً للمسلمين السنة، وأن يعتبره أهل السنة إمامهم، كما أعلن بنفسه منذ سنوات، بأنه رفض عرضاً أن يكون مرشداً عاماً للإخوان المسلمين ولكنه لم يقبل وفضل أن يكون مرشدا عاماً للأمة وإماماً لها، وهو ما أشرنا إليه في حينه بنص كلامه، اصدر فتوى قال فيها:
‘ان المصريين عاشوا ثلاثين سنة، ان لم نقل ستين سنة محرومين من انتخاب رئيس لهم، يسلمون له حكمهم باختيارهم، حتى هيأ الله لهم لأول مرة رئيساً اختاروه بأنفسهم وبمحض إرادتهم وهو الرئيس محمد مرسي وقد أعطوه مواثيقهم وعهودهم على السمع والطاعة في العسر واليسر، وفيما أحبوا وكرهوا، وسلمت له كل الفئات من مدنيين وعسكريين وحكام ومحكومين ومنهم الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي كان وزير الدفاع والانتاج الحربي في وزارة هشام قنديل، وقد اقسم وبايع أمام أعيننا على السمع والطاعة، حتى رأيناه تغير فجأة ونقل نفسه من مجرد وزير الى صاحب سلطة عليا، علل بها ان يعزل رئيسه الشرعي ونقض بيعته له، وانضم الى طرف من المواطنين ضد الطرف الآخر بزعم انه مع الطرف الأكثر عدداً’.
والملاحظ هنا استخدامه تعبيرات يريد بها اضفاء القداسة على مرسي، مثل أن الله هيأ لهم رئيساً، والمشكلة أن الله لو أراد مرسي فعلا لكان مؤيدوه وصلوا الى تسعين في المائة على الأقل، أما أن يهيىء له واحدا وخمسين في المائة ويهيء لخصمه شفيق يا راجل تسعة وأربعون في المائة، وأن يمتنع نصف من لهم حق التصويت عن الإدلاء بأصواتهم، فانه يتصادم مع القدرة الإلهية، إذا أراد شيئاً يقول له، كن فيكون، هذه اختيارات البشر، لا الله، الذي يختار أنبياءه ورسله فقط، كما أن القرضاوي ادعى أن الشعب والسيسي اقسموا على الطاعة والمبايعة، وهو ما لم يحدث أبداً، وقسم الوزراء أمام أي رئيس في مصر يذاع علنا وليس فيه لفظ عن السمع والطاعة، والبيعة؟
ويوم الخميس كتب صديقنا والشاعر الكبير والموهوب عبدالرحمن الابنودي في بابه بجريدة ‘التحرير’، مربعات الابنودي يقول:
يا شلة المرضى
يا أساتذة التهويش
لا وقعنا في الفوضى
ولا كرهنا الجيش.

‘الوطن’:
في مصر اليوم فتنة أخرى

وحتى نعرف الفرق بين الأمانة والموضوعية وغيرها، فإننا سنذهب الى ‘الوطن’ في نفس اليوم الخميس، لأن الكاتب والمتحدث الإعلامي السابق للتنظيم الدولي للإخوان كمال الهلباوي دعاني أن اقرأ له في ‘الوطن’ قولا يختلف عن قول القرضاوي، فاعجبني جدا، كلامه لأنه من نوع: ‘في مصر اليوم فتنة أخرى يدافع عنها الشباب الإسلامي أو يقع فيها وهي فتنة ما يسمى بالدفاع عن الشرعية والتضحية في سبيلها، نعم كانت هناك شرعية للدكتور مرسي وهي شرعية الصناديق ووقف الى جانبها معظم الشعب وفرحوا بها لأنها انقذت مصر من عودة النظام القديم أي الدولة العميقة وممارساتها العجيبة المعيبة ولكن الصناديق فقط جانب من جوانب الشرعية في النظام الديمقراطي يكملها في الجانب الآخر شرعية العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم وبهذا تكتمل الشرعية وتصبح حقيقية أما الإخلال بأي منهما فهو إخلال بتلك الشرعية.
وقد انتخب الشعب مرسي ليقوم بواجباته ومسئولياته كحاكم عادل نزيه وأن يفي بوعوده الكثيرة، ولكنه أخل به ولم يف بتلك العهود والوعود، ويتعجب الإنسان العاقل لماذا يقبل الإسلاميون حماية الجيش لثورة 25 يناير 2011 ويتعاونون مع المجلس العسكري الحاكم في الفترة الانتقالية ولا يحترمون حماية الجيش لثورة 30 يونيو 2013 ويرفضون التعاون معه بل ويهاجمونه ويعتبرون ما قام به انقلاباً على الشرعية الصندوقية الانتخابية ولا يريدون سوء أداء الرئيس وأخطائه القاتلة والإجراءات التي أشار إليها في خطابه قبل ثلاثة أيام فقط من 30 يونيو بقيادة ‘تمرد’ تلك الحركة الشعبية الواسعة الانتشار التي كان يراها الإخوان والإسلاميون مجرد ‘زوبعة في فنجان’ علينا أن نراجع أنفسنا قبل أن نتهم الآخرين أو نقع في حبال الفتنة’.

‘الجمهورية’: الفوائد
التي حققها مرسي لمصر

أما زميلنا بـ’الجمهورية’ محمد فتح الله، فقد ربت على كتف القرضاوي وجامله يوم الخميس ايضاً، بالحديث عن الفوائد التي حققها مرسي لمصر، وعدد بعضها له قائلاً:
‘أول انجازاته تلاحم كل فئات الشعب والوقوف بجانب جيشه العظيم وقائده الوطني المخلص والملهم الفريق أول عبدالفتاح السيسي.
وهذا التلاحم بمثابة امتداد للعلاقة التاريخية بين الجيش المصري والشعب وهي علاقة حب واحترام لم تتغير فزاد الود وزادت الثقة بينهما، ولعل عودة لشرطة لحضن الشعب من ثاني انجازات د. مرسي فالثقة عادت بين الطرفين في أجمل صورة بعد أن نشاهد رجل الأمن محمولا على الأعناق وداخل ميدان التحرير.
مما دفع وزير الداخلية بإزالة الحواجز الأسمنتية من أمام لشوارع الجانبية في محيط وزارة الداخلية، أما الانجازات الخامس فهو نجاحه في عودة الابتسامة للشعب المصري بعد غياب طويل لمدة عام وخروجه من حالة الاكتئاب الى حالة من الرضا والتفاؤل.
ولا ننسى فضل د. مرسي في عودة مصر إلى حضن الأمة العربية بعد أن خرجت مصر من رحم الوطن العربي في عهده ما عدا دولة واحدة، ومن ثمار عزل مرسي تجلي الوحدة الوطنية في أروع صورها بين المسلم والمسيحي وهما جناحا الأمة وهو ما يذكرنا بأحداث 25 يناير المجيدة فتحقق الانجاز السابع، والانجاز الثامن هو أن د. مرسي أعطى درسا خصوصيا لرئيس الجمهورية الجديد حتى يكون في أحسن صورة أمام شعبه، وذلك بعد أن كشف مرسي عن كل عيوب منصب رئيس الجمهورية ولا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير للرئيس السابق مرسي على جهوده في عودة روح ثورة 25 يناير مرة أخرى بعد أن ضاعت وسرقت بفعل فاعل فاختفت لمدة عام’.

ثورة الشباب وقفز العواجيز
على كراسي السلطة

وإلى المعارك السريعة والخاطفة وعندنا اليوم اثنتان منها، الأولى لزميلنا وصديقنا الإخواني خفيف الظل محمد حلمي الذي يعاني من فترة من صدمة الإطاحة بأصحابه من الحكم، أراد خوض معركة يمسك فيها العصى من الوسط بأن قال امس – في بروازه اليومي – صباحك عسل – بجريدة ‘المصريون’:’من غير المعقول ولا المقبول بأي حال أن نقوم بثورة الثلاثين من يونيو المجيدة ثم يقفز العواجيز على كراسي السلطة، أين محمود بدر؟ أين فضيلة الشيخ عبدالله نصر الشهير بميزو؟ أين السيد الاستاذ الدكتور توفيق عكاشة؟ أين قارئة بيان اعتصام المثقفين الفنانة الجميلة سهير المرشدي، ولو أني اتحفظ على المرشدي بالذات، حتى لا يعود هتاف، يسقط يسقط حكم المرشدي’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول اسماعيل:

    اتمنى من شباب الاخوان المتعلمين والمثقفين ان يفكروا – ان الله منح الانسان العقل ليفكر – وعليهم ان يتعايشوا مع العصر ولغته وباعمل العقل والمنطق بعيدا عن قرف السمع والطاعة – ان المسع والطاعة فقك موجودة فى المعسكرات الحربية والبوليس – اما الحياة المدنية الحدبثة فتقوم على التافهم والمحاورة الحجة بالحجة والنقاش الهادئى المقنع لا بالصريخ والعويل والتهليل الذى لا طائل منه – عليهم ان ينتموا الى اى حزب سياسى ويمارسوا الحياة الطبيعية ويفكروا ويبدعوا ويتشاروا لا ان ينصاعو كالقطيع لابد من ابدائهم للاراء والافكاروالوصول بوجدانهم الى الفكر الصائب لما فبه مصلحة مصرنا اولا ومن بعدها ما يعود عليه بالنفع مع الاتسماع الى الاراء المختلفة وفى الناهية يصل الى فكره النابع من حسه ووجدانه – عليد الاختلاط بباقى الشباب من مختلف الاتجاهات لتبادل الاراء حتى الوصو الى راى وسطى يرضى عنه غالبية الشعب والشباب عن اقتناع وليساهوا فى بناء دولتهم وتقلد المناصب بها حسب خبراتهم وغليهم الاندماج فى القاءات والاجتماعات اشعبية لمعرفة نبض الشارع ورغباته حتى يعمل الجميع لصالح الوطن

  2. يقول Safwan:

    هل الجيش العظيم المزعوم يقتل شعبه أثناء صلاة الفجر وما إدراك ما صلاة الفجر فهذا دليل كافي على ان الأنظمة والجيوش العربية ضد الإسلام و الدليل على ذلك الحكومة السعودية اول من هنأ الرئيس المؤقت المصري كما هنأ الفريق السيسي على هذا هذا الانقلاب (خروج على الحاكم الشرعي ) إضافة إلى تدفق المليارات إضافة إلى تهنئته على قتل الأبرياء أثناء صلاة الفجر

  3. يقول شرفاء مصر:

    ماذا كان يفعل الارهابيين اثناء الفجر يخزنون السلاح و المتفجرات في المساجد لقتل الشعب المصري ؟؟

إشترك في قائمتنا البريدية