برلين- أ ف ب- يجتمع القادة الأوروبيون الرئيسيون الجمعة في برلين للقاء أخير مع باراك أوباما، آملين في الحصول على تطمينات حول القفزة في المجهول التي تمثلها رئاسة دونالد ترامب في الولايات المتحدة بالنسبة لأوروبا والعالم.
ويلتقي الرئيس الأمريكي المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ورؤساء وزراء بريطانيا تيريزا ماي واسبانيا ماريانو راخوي وايطاليا ماتيو رنزي، للمرة الاخيرة قبل رحيله من البيت الأبيض.
وأعرب فرنسوا أولاند الخميس عن “تفاؤل حذر” حيال سلوك خلف اوباما، بعدما كان حذر من وصوله خلال الحملة الانتخابية، مشددا على أن المنصب بحد ذاته يفرض على من يتولاه الالتزام بمعايير صارمة واعتماد مواقف متماسكة.
وفي تحذير في غاية الوضوح، دعا إلى عدم “التقليل” من أهمية الحلف بين أوروبا والولايات المتحدة.
وذكر بأن الحلف الاطلسي الذي وصفه بأنه “حجر الزاوية للسياسة الخارجية الأمريكية منذ نحو سبعين عاما”، يستحق الدفاع عنه بشدة من جانبي المحيط.
وقبل مغادرته البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير عن سن 55 عاما، حض اوباما اوروبا على أن تبقى “قوية وموحدة” في فترة من التقلبات والاضطرابات، وأن تبدي المزيد من الثقة بدورها في العالم.
وقال “إن الاتحاد الأوروبي يبقى من أعظم الانجازات السياسية والاقتصادية في العالم”، داعيا إلى الدفاع بقوة عن هذه الانجازات.
ومن المتوقع أن تدعى رئيسة الوزراء البريطانية التي تشارك في هذه القمة المصغرة للمرة الاولى منذ وصولها الى السلطة، لتوضيح الشروط التي تعتزم في ظلها قيادة عملية خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي.
– الانتخابات الفرنسية ماثلة في الاذهان
وقال المتحدث باسمها إن “بريكست ليس على جدول اعمال المحادثات، لكن سيتم التطرق حتما إلى الموضوع خلال المناقشات”.
ودعا اوباما مجددا في برلين الى عملية انتقالية “سلسة”، بعدما كان ألقى بكل وزنه لتفادي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي خلال الحملة التي سبقت استفتاء البريطانيين على الموضوع.
وسيغتنم القادة الاوروبيون الستة لقاءهم لبحث الملفات الراهنة الكبرى مثل سوريا ومحاربة تنظيم الدولة الاسلامية واوكرانيا والمناخ، وللتطرق ايضا إلى الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
ومن هذه الاستحقاقات الانتخابات الرئاسية الفرنسية في ربيع 2017 التي تتابع عن كثب، اذ يرجح أن تبرز فيها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.
وساهم فوز أنصار بريكست في بريطانيا وبعده صدمة انتخاب رجل الاعمال الثري رئيسا للولايات المتحدة، في صعود حركات اليمين الشعبوي في أوروبا.
وشدد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته في أثينا التي زارها قبل ألمانيا وفي برلين، على ضرورة الأخذ بشكل أفضل بمشاعر الاحباط والقلق التي يعبر عنها الناخبون.
وحذر بان تزايد التباين الاجتماعي وتزايد الوعي حول وجوده يشكلان “مزيجا خطيرا”، وحض على التثبت من أن فوائد العولمة “يتم تقاسمها بشكل أوسع وبين عدد أكبر من الأشخاص”.
وبين القادة الأوروبيين الخمسة الذين سيشاركون في الاجتماع الجمعة، وحدها انغيلا ميركل كانت في السلطة حين وصل اوباما الى البيت الابيض عام 2008، بعد حملة ركزها على رسالة أمل اختزلها في شعار “نعم نستطيع”.
وكان الرئيس المنتهية ولايته يأمل بأن تخلفه الديموقراطية هيلاري كلينتون وترسخ إنجازاته بعد ثماني سنوات من الحكم. ولم يكن يتصور يوما أن يحل محله ترامب الذي لا يلتقي معه لا سياسيا ولا إنسانيا. وبدت خيبة أمله واضحة خلال جولته الوداعية في أوروبا.
ووعد أوباما الذي يقوم بزيارته السادسة والاخيرة الى المانيا بصفته رئيسا، أن يعود بعد انتهاء مسؤولياته الرئاسية.
وقال الخميس ممازحا خلال مؤتمر صحافي سيطرت عليه أجواء قاتمة “لطالما فوتت على نفسي مهرجان أكتوبرفست (مهرجان البيرة الضخم الذي يجري في شهر أيلول/ سبتمبر من كل سنة في ميونيخ)، وهو أمر من الأفضل ربما أن أقوم به كرئيس سابق”.
وأضاف “سيكون الأمر أكثر طرافة لي”.