الرباط – «القدس العربي» : كشف عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة المغربية المكلف، أنه التقى رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، في مراكش وأن هذا اللقاء «بدد قليلاً من سوء التفاهم بيننا والاتصال ساهم ولله الحمد في تجاوز التشنج».
وأشار بن كيران، في تصريحات صحافية نقلها موقع الحزب الى أن اللقاء الذي عُقد بمدينة مراكش، على هامش مشاركتهما في القمة الإفريقية الأولى لم تتم برمجة أي شيء فيه حتى الآن بخصوص استئناف مشاورات تشكيل الأغلبية الحكومية.
وتواجه جهود بن كيران، مأزقا في تشكيل اغلبية لحكومته، واتهمت اوساطه التجمع الوطني للاحرار الذي فاز بالمرتبة الثالثة، بالابتزاز من خلال اشتراطه للمشاركة ابعاد حزب الاستقلال الذي فاز بالمرتبة الثانية.
ونفى رئيس الحكومة المكلف، وجود أي اتصال بينه وبين قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، معبراً عن انزعاجه من تصريحات قيادة هذا عقب انعقاد اللقاء الأخير للجنته الإدارية واعتبر «أن ما قالوه يتطلب مني ثلاث سنوات للفهم»، مضيفاً «من يتلاعب بالكلام يجعلني عاجزاً عن أي انفتاح تجاهه وأنا الآن في حالة غير ايجابية نهائياً مع هذا الحزب».
وأكد مصدر مسؤول بحزب العدالة والتنمية إن عبد الإله بن كيران، الذي عينه الملك محمد السادس رئيساً للحكومة في احترام تام للمنهجية الديمقراطية، محل إجماع داخل الحزب، وأنه يطبق قرارات الأمانة العامة في مشاورات تشكيل الحكومة، وهو ما يعني أن تعيين أي شخص آخر بدله سيكون معزولاً، وبعيداً عن الحزب.
وشدد المصدر على أن عدم التراجع عن التحالف مع حزب الاستقلال، والتقدم والاشتراكية، وضرورة احترام إرادة المواطنين، قرارات اتخذتها الأمانة العامة، وليس عبد الإله ابن كيران لوحده حتى يتم التراجع عنها.
وأوضح أن بن كيران من المرتقب أن يعقد لقاءات أخرى مع عزيز أخنوش من أجل ضم حزب التجمع الوطني للأحرار إلى الأغلبية الحكومية المقبلة، لكن ذلك متوقف على تراجع الأخير عن الشروط، التي وضعها في أول لقاء مؤكداً أن بن كيران لن يقبل من يملي عليه مع من سيتحالف، وكيف سيتكلم، والمواضيع، التي لا يجب أن يتكلم فيها، «لا يمكن أن يقبل بن كيران أن يكون مجرد ديكور إلى جانب رئيس حكومة آخر غير منتخب، أو معين».
من جهة اخرى قالت صحيفة الصباح المغربية أن رئيس الحكومة المكلف، عبد الإله بن كيران، التقى عزيز أخنوش، لكن شبح الباب المسدود جعله يطلب من ضيفه معاودة المحاولة صبيحة اليوم التالي الا أن هذا اللقاء لم يدم إلا 25 دقيقة، إذ افترق الرجلان دون أمل في مواصلة المشاورات، باعتبار أن اخنوش (وزير الفلاحة) سيرافق الملك في جولة إفريقية جديدة بدأها الخميس وقد تستمر شهرا كاملا، وقالت أن الهوة كبرت مع مرور الوقت، ولم يتنازل بن كيران عن إعمال منطق الولاءات الحزبية في تشكيل حكومته، في حين ظل أخنوش متشبثاً بضرورة الارتكاز على معيار الكفاءة في اختيار الوزراء.
واضافت أن أخنوش استمات في الدفاع عن فكرة فريق حكومي متكامل وتقسيم عقلاني للقطاعات الوزارية بعيداً عن أي حسابات حزبية ضيقة رافضاً استعمال سلاح تفتيت الحقائب الوزارية لمواجهة «بلوكاج» المشاورات، والابتعاد عن منهجية الحكومات الجادة والمسؤولة وذات الحقائب القليلة كما هو الشأن في تلك المعلنة في الجارة الشمالية، في إشارة إلى حكومة رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي المشكلة من 13 وزيراً.
وقالت الصحيفة ان خطة بن كيران تقسيم كل الوزارات التي شكلت وزناً مضاداً لرئاسة الحكومة خلال الولاية المنتهية، خاصة وزارات الاقتصاد والمالية، والفلاحة والصيد البحري والداخلية، وذلك لضرب عصفورين بحجر واحد، إذ ستمكن الحزب الحاكم من إيجاد العدد الكافي من الوزارت لتغطية طلب الأحزاب المتهافتة على المشاركة، وتقسيم القطاعات الإستراتيجية التي يطالب بها الحلفاء المرتقبون خاصة الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار.
وقالت القيادية في فيدرالية «اليسار الديمقراطي» المعارض إن «هناك أزمة في تشكيل الحكومة للدفع بها إلى الباب المسدود والعودة إلى سيناريو ما قبل 2011، أي قبل مجيء ما اصطلح عليه بـ»الربيع الديمقراطي» الذي انطلقت معه حركة «20 فبراير» بالمغرب.
وقالت نبيلة منيب الامينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد في ندوة بالرباط إن المغرب في الفترة الحالية يمر بحالة «البؤس السياسي» حيث أن «الدولة سنة 2008 خلقت حزبها وهو حزب الأصالة والمعاصرة»، وفاز هذا الأخير بالأغلبية سنة 2009، وفي 2012 كان السيناريو معداً لكي يأتي هذا الحزب في المرتبة الأولى في احتقار تام للمكون السياسي للبلاد كما لو أنه لا وجود لشيء اسمه الشعب المغربي والإرادة الشعبية».
وأضافت منيب أنه «في السنوات الماضية كان التزوير في الانتخابات عن طريق حمل بعض الصناديق أو النهب، أما الآن فالسلطة تتدخل لنصرة حزب الاصالة والمعاصرة، هذا الحزب الذي قدموا له كل المساعدات ولم ينجح» وعبرت عن استغرابها من عدد المقاعد التي حصلها عليها هذا حزب في انتخابات السابع من تشرين الاول/ أكتوبر الماضي مقارنة مع انتخابات 2011، «من 47 مقعد إلى 102 مقعد.. سبحان الله العظيم لا نعلم كيف فعل هذا، لكن الآن الدولة العميقة تقول، هذا مانجحش خاصنا نشوفو كيف نديرو ليه باش نرجعوه» (اذا لم تنجح علينا العمل من اجل ان ترجع).
محمود معروف