الرباط ـ «القدس العربي»: حفل المشهد السياسي المغربي بهجمات متبادلة بين الاحزاب المرشحة للمشاركة في الحكومة التي كلف الزعيم الاسلامي عبد الاله بن كيران بتشكيلها، دون ان تظهر حتى الان مؤشرات حول مصير المحاولات التي يجريها مع هذه الاحزاب، الا انه يؤكد انه متمسك بالشرعية وارادة المواطنين ولن يخضع للابتزاز.
وقال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي فاز بتشريعيات 7 تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، إن الفرق بيننا كأبناء للحركة الإسلامية بالمغرب وبين باقي الحركات الإسلامية بالوطن العربي، يتمثل في أننا لا ننازع السلطة ولا ننظر إليها كوسيلة لتنزيل ما نؤمن به أو نتصوره من أفكار.
وأضاف خلال في لقاء بأعضاء اللجنة الوطنية لشبيبة حزبه مساء أول أمس السبت ببيته في الرباط، أن باقي الحركات الإسلامية ظنت أن التحدي أو الإشكال موجود في السلطة، فذهبت تنازع في السلطة لاسترجاعها أو انتزاعها من الذين يملكونها لكي تطبق ما هي مقتنعة به، هذا ليس لدينا، «نحن آمنا بالمشاركة والمساهمة، لأجل إصلاح بلادنا، التي هي المركب الذي يقلنا جميعاً».
وشدد على أنه «ليس هناك إنسان لا يمكن أن يساهم في إصلاح هذا المركب الذي يقل الجميع، وهو الوطن، ونحن جئنا من أجل الإصلاح، ونكتفي بالقدر المعقول والقانوني الذي يسمح به»، ومن الطبيعي، أن الذين يتعاملون مع هذا المجال على أنه ريع سوف يتضايقون منا.
قال إنه كان يتوقع أن يتلقى حزبه «هزيمة» في الانتخابات الأخيرة، نظراً ما كان يدبر في الخفاء لمنع وصوله إلى رئاسة الحكومة مرة أخرى «لكن ما وقع كان كرماً من عند الله وان هذه الانتصارات التي حققها تعني أن أساليب المكر والخداع الذي كان يقوم بها خصومه «لم يكن لها أي نتيجة» واعتبر أن تصويت المغاربة، بكثافة، لصالح العدالة والتنمية لتأكدهم من نظافة يد قياداته وفهمهم أن ما يشاع عن هذا الحزب غير صحيح واكد أن حزبه ظل وسيظل دائما وفياً للقانون وللمؤسسات وللملكية، حتى لو اقتضى الأمر حل الحزب اذا اقتضت مصلحة البلاد ذلك وأن حزبه «لن يتسبب في أي أذى لبلده، وسيستمر في هذا الطريق إلى النهاية مهما حصل».
وتجنب بن كيران الحديث سواء ايجاباً أو سلباً عن التجمع الوطني للأحرار الذي احتل المرتبة الرابعة بالانتخابات (37 مقعداً) ويترأسه عزيز اخنوش، رجل الاعمال والذي بدأ يوصف ب»صديق الملك»، والذي حمله بن كيران في وقت سابق مسؤولية «المأزق» الذي تعرفه البلاد، لوضعه اشتراطات لمشاركته بالحكومة التي يعرف انها مشاركة مرغوبة من الجهات العليا بالبلاد ومن بين هذه الاشتراطات استبعاد حزب الاستقلال الذي احتل المرتبة الثالثة بالانتخابات (46 مقعداً) واعلن رسمياً موافقته على المشاركة بالحكومة القادمة واستبعاد حزب التقدم الاشتراكية (12 مقعداً) الذي قال بن كيران انه شكل مع حزبه «تحالفاً صلباً» حيث ابان حزب التقدم والاشتراكية عن وفاء كبير، رغم أنه أدى فيه الثمن غالياً، لاسيما الأمين العام للحزب نبيل بنعبد الله، في إشارة لا تخلو من دلالات سياسية كبيرة، باعتبار المحنة التي واجهت بن عبد الله مع القصر الملكي وأضاف أن هذا التحالف تعزز وتقوى أكثر بعودة حزب الاستقلال، إلى مكانه الطبيعي إلى جانب الأحزاب الوطنية الكبرى.
وشدد بن كيران على أن حزبه «سيحترم إرادة المواطن وسيدافع عن قرار الشعب المغربي بقوة» ولن يتخلى عن حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية من تشكيلة الحكومة الذي يحاول تشكيلها لان جوهر القيم التي يتأسس عليها حزبه، إنه إذا اقتضت مصلحة الوطن حل حزب العدالة والتنمية، فإنه لن يتردد في ذلك، «لكن المصلحة الآن تقتضي من حزب العدالة والتنمية ومن شبابه الحرص على القيم، وعلى تحقيق الانتقال الديمقراطي الحقيقي لأن حزبه لم يأت لا لمنصب ولا لجاه وان هذا النموذج الذي يتبناه أصبح يغري الكثير من الطبقة السياسية ورجال الاعمال وغيرهم، وأصبحوا يقبلون عليه بقوة.
وأضاف «نحن لا نتعامل مع المجتمع مثل ما يفعله صراف العملة، الذين تعطيهم عملة داخلية فيمكنونك من عملة خارجية او العكس بل نتعامل بقواعد أخرى.
واكد بن كيران، أنه لا يعيش محنة بعد فشله في إقناع الأحزاب السياسية بالانضمام إلى أغلبيته وإعلان تشكيل الحكومة، بالرغم من مرور قرابة الشهر ونصف الشهر على إجراء الانتخابات «لست في محنة، ولا أغادر كثيراً المنزل إلا في الاستثناءات وإذا كتب الله أن أستمر في هذه المهمة (رئاسة الحكومة) سأستمر، وإذا لم يكتب «بلاش منها». وقال «ليس هناك دواع للهول، وليس هناك ما يستدعي ذلك؛ لأننا لا نلعب، ولكون منهجنا أصيلاً ومتكاملاً ومبنياً على قواعد صلبة لان الفرق بيننا وبين الآخرين هو أننا لا نتصارع مع أحد على السلطة، ونشتغل في القانون، وهذه الصورة المشرقة التي قدمنا سلاح لا يوجد سلاح مضاد له» وأكد أنه بعدما كان حزبه وحيداً فإن اليوم «أحد أحزاب الحكومة صمد معنا، ودفع الثمن وثبت»، في إشارة إلى حزب التقدم والاشتراكية، وأن «حزباً آخر اتهمنا بالغرائب والعجائب، وانسحب من الحكومة الأولى؛ لكنه اليوم يقوم بأدوار بطولية، ويقف مواقف مشرفة»، في إشارة إلى حزب الاستقلال و»حتى الأحزاب الأخرى، بالرغم من التصرفات ستقتنع؛ فالتجمع الوطني للأحرار، مثلا، رفع رئيسه عزيز أخنوش شعار «أغراس أغراس» بعد انتخابه وهذا الكلام يقتضي أننا لن نقوم بالإصلاح لوحدنا».
وقالت اوساط حزب الاستقلال أن السبب وراء خروج عدد من الأحزاب التي لم يكن يسمع لها صوت للمطالبة اليوم باستبعاد حزب الاستقلال من الحكومة، راجع إلى أن الذين يقفون وراء هذه الأحزاب لا يقبلون أن يكون هناك حزب مستقل بقراره ويرفض الإملاءات.
وأضافت «أن حزب الاستقلال سعيد بموقفه، ومستعد لكل الاحتمالات، ويكفيه فخراً أن بعض الأحزاب التي لم تكن تعقد حتى اجتماعات مكاتبها السياسية، اصبحت مواظبة على إصدار البيانات بشكل منتظم، كما أن مفهوم الأحزاب الإدارية الذي كان قريباً من الاندثار منذ مشاركتها في حكومة التناوب، عاد بقوة هذه الايام، ليتحقق الفرز بين الأحزاب الوطنية والديمقراطية، والأحزاب الإدارية».
وأكدت هذه الاوساط «أن اليد الخفية التي تتحكم بهذه الاحزاب تعتقد أنها قادرة على معاقبة حزب الاستقلال على مواقفه، ولكن هيهات فالشعب المغربي أصبح واعياً ويعرف كيف تجري الأمور».
وعرف المشهد الاعلامي خلال الايام الماضية «تحليلات» دستورية لـ»خبراء» التي تكاثرت كالفطر، حول مآل مشاورات بن كيران وما بعدها اذا ما آلت للفشل، ومن هذه التصورات تكليف الملك لشخصية ثانية بحزب العدالة والتنمية، حيث ان الفصل ال7 من الدستور المغربي يقول بتكليف الملك لشخصية بالحزب الفائز دون ان يشترط ان يكون أمينه العام، وهو ما استبعده مصطفى الرميد وزير العدل وعضو الامانة العامة للحزب واكد ان الناخبين اختاروا بن كيران والمك اختاره وكلفه وليس هناك أي شخصية غيره مرشحة.
كما دعا «خبراء» الى تكليف الحزب الثاني، حزب الاصالة والمعاصرة وهو ما يخالف الدستور بل ذهب بعض من هؤلاء الى اقتراح اخنوش الذي فاز حزبه بالمرتبة الرابعة، الا ان الحل الدستوري اذا ما فشل بن كيران يبقى العودة لصناديق الاقتراع وهو ما يمكن ان يؤدي الى فوز العدالة والتمية بأغلبية اوضح. وانتقدت جريدة «العلم»، لسان حال حزب الاستقلال، فرضية العودة إلى الحزب الذي حل ثانياً في الانتخابات التشريعية الأخيرة من أجل تشكيل الحكومة، واصفة مناضليه بـ»سراق الشرعية».
واعتبرت الصحيفة اللجوء إلى الحزب الثاني لتشكيل الحكومة في حالة ما إذا عجز بن كيران عن ذلك بمثابة «تجاوز للشرعية»، وسيكون الأمر «سابقة خطيرة» دستورياً، و»إذا ما تم الانتقال للحزب الثاني ستكون المهمة سهلة، وفي المرات المقبلة من الممكن اللجوء للحزب الثالث أو الرابع أو العشرين، بمقتضى هذا الاجتهاد لا يمكن حصر القائمة».
وقال خالد أدنون، الناطق الرسمي باسم حزب الأصالة والمعاصرة «ما ينشر من مواقف الأحزاب، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لا تهمنا، ونحن غير معنيين بالتحالفات الحزبية لا من قريب ولا من بعيد» ونقلت هسبريس عن ادنون «كل ما نطمح إليه هو تشكيل الحكومة في أقرب وقت؛ لأن هناك عطالة خطيرة في المؤسسات الدستورية والسياسية» و»موضوع التحالفات وما يرتبط به عبّرنا عن موقفنا منه ضمن بلاغ سابق للحزب، ونحن غير معنيين بهذا النقاش».
واتهمت صحيفة العلم «بعض الجهات» بالعمل على تعقيد مهمة بن كيران حتى يستحيل عليه تشكيل حكومة جديدة، ويعلن عن العجز والإفلاس، وبالتالي ينصّب «سراق الشرعية» أنفسهم عوض ما قررته صناديق الاقتراع.
وتتوجه الانظار الى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (20 مقعداً) والمرشح للمشاركة بالحكومة الا ان مواقفه لا زالت تثير قلق بن كيران من خلال ما يتم تسريبه من تصريحات ومواقف من بينها ربط مشاركته بمشاركة التجمع الوطني للاحرار.
ونفى يونس مجاهد، الناطق الرسمي باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن يكون حزبه قد ربط مشاركته في الحكومة بالتجمع وقال إن هذه التصريحات قد تكون بمثابة حجة «للتملص من استدعاء الحزب للمفاوضات في جولة ثانية».
وقال مجاهد إن تصريحات رئيس الحكومة المكلف بشأن ربط مصيرنا بالتجمع الوطني للأحرار «لا نعلم ما مصدرها، ولا السند الذي ارتكز عليه رئيس الحكومة للإدلاء بمثل هذا الخبر، ولا المرجع الذي اعتمد عليه» وأضاف «مواقفنا نعبر عنها إما ببلاغات أو بتصريحات مسؤولة رسمية لقياداتنا، وإلى حد الآن لم يصدر أي شيء بهذا الشأن».
لم يتعرض الكاتب للشق الديني من الخطاب حيث قال السيد بنكيران : ” نحن هذا قمنا فيه لله عز وجل, ومادام قمنا فيه لله عز وجل ,هذا واحد الهدف لاينتهي إلا بانتهاء نفس الإنسان فوق هذه الأرض حيث يلقى الله عز وجل ويرجو أن يتقبل منه سبحانه وتعالى ويجازيه عليه ..”إنتهى.
أنا لم أفهم أهل لازلنا نتحدث في السياسة والمفاوضات والأخد والرد وحماية المصالح , أم المهمة أصبحت رسالة سماوية وتفويض من الله ؟
اخي عبد الكريم، اتفهم جيدا ما تريد ان تقوله، و انا لا اجد تناقضا البتة في تصرف الاستاد بن كيران.
كل السياسيون لهم خلفيات ثقافية او ارضية فكرية لتجسيد ما يريدون القيام به. كلهم على ما يبدو
يرفعون شعار تقدم البلد و العدالة … منطلق بعضهم هو فكر شيوعي، و آخرين اشتراكي معتدل، و آخرين
راسمالي متوحش تحث مسميات لكل اجره، فمن عمل كثيرا يربح كثيرا … و هكذا …
.
بما ان القوانين في العالم تبقى جامدة بدون روح، ارى هنا ان التعاليم الدينية تعطي الروح للقانون. و كما تعلم
رغم القوانين الصارمة يمكن للانسان ان يسرق مالا و بدون ترك اي بصمة تادي الا اعتقاله، و اتلاف كل الوتائق
و و. و … و لك في ابناك اوفشور خير مثال … الجن الاحمر لا يمكنه تتبع معملات الزبائن …
.
إذا، كيف للمجتمع ان يضمن ان هذا الشخص لن يسرق، او على العموم، احصائيا ان تقل السرقة و اختلاس المال العام؟
.
هنا ياتي دور القيم، moral، و كل حزب ناجح تكون عنده مجموعة قيم يرتكز عليها. فنجاح ميركل في المانيا بثلات ولايات و سسترشح الى الرابعة، ناتج على ان حزبها لا يخشى ان يقول ان اسمه الديموقراطي المسيحي … نعم المسيحي، و هو يرتكز على قيم المسيحية و هذا في عقر اوروبا، و ذائما ما يصرحون بانهم
يستمدون قيمهم من دينهم. و السؤال، هل ممكن لاي حزب عندنا ان يستعمل اسم الاسلامي ….؟
.
ما يقوم به بن كيران يرتكز على قيم اسلامية عليا، و هذا ما يعطيه مصداقية، نضافة اليد، الاستقامة …
و ان ذكر بن كيران بين الفينة و الاخرى، قيم حزبه، فلمذا ننتقده و لا ننتقد الاحزاب المسيحية في اوروبا؟
عزيزي ابن الوليد.
اعتراضي على خلفية بن كيران ليس من الزاوية الدينية,عن إيمانه من عدمه, كما هو حال ميركل, ( كل فرد حر في حياته ) ليست المشكلة هنا , المشكلة والمعضلة أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته أصبح يرى نفسه حاملا لرسالة سماوية يجب تأديتها إلى حين لقاء ربه, فاتخد الخلاف مع مع منتقذيه منحى آخر ( فريق يعمل من أجل إرضاء الله وآخر لا ) لقد خرجنا من ميدان السياسة ودخلنا إلى مايشبه صراعات مقدسة بين من يخاف الله ويريد صالحا ومع من لايخافه ويفسد, مالذي أوصنا هنا؟ لاتوجد علاقة بين الأمرين.
ياعزيزي , المغرب دولة مدنية وليست دينية فحتى فكرة شعار حزبهم “دولة مدنية بمرجعية دينية” مجرد تحايل لاغير, لأنهم لاحقا سيصادرون حريتك بمرجعيتهم الدينية التي تسمو فوق كل شيء بحسبهم لأنها قيمة لسلطة مطلقة, ثم متى سمعت ( ميركل ) تحمد وتسبح وتذكر أسفارا من الإنجيل عندما تفعل السياسة ؟.
الاخلاق الحميدة والسلوك الحسن ينبثقون عن فكرالحامل لهما وليس لامن العقيدة ولا من الإيمان أو من وضع التسبحة في اليد والعلامة على الجبهة. الناس تريد سياسة, حزبه حزب سياسي, معارضوه يفعلون السياسة , يتفاوضون من أجل كسب أفضل مايمكن , لماذأ إدخال الله في الموضوع؟
تحياتي.
اخي العزيز عبد الكريم، انا اوافقك على انه ربما ما يقوم به بنكيران شيئ مبالغ فيه بالمقارنة
مع ميركيل التي تظهر في الكنيسة، و تقسم على الانجيل … المشكلة التي اردت الانتباه لها،
هي انه ان لم يتم تشكيل حكومة بن كيران، سوف تعود حليمة الى عادتها القديمة …
.
بصراحة، هذا الظرف هو ظرف الاسطفاف مع بن كيران من اجل الديموقراطية الجنينية،
و تكريس العرف القانوني ان رئيس الحزب الفائز هو من يعين لتشكيل الحكومة، و هذا في مصلحة الاحزاب الاخرى كذلك. كما ذكرت من قبل، هم يخافون من ما يقوله فقهاء القانون
الا و هو ان تكرر تقرر، و هذه آخر فرصة لهم.
.
لنترك الجدال الايديولوجي الآن، و لنحينه الى بعد تشكيل الحكومة. و انا ارى ان حزب
التقدم و الاشتراكية الشيوعي سابقا قد ادرك هذا جيدا. و بعدها يمكن لنا مسح الارض بالسبد
بن كيران. انا ارى انه لا يجب علينا ان نقدم العربة قبل الفرس. هناك مصلحة عليا يجب ان يتفق عليها الجميع، و هي تكريس الاصلاح الديموقراطي.
قال متمسك بالشرعية قال ! أين هي هذه الشرعية ؟ وهل يملك البرلمان شرعية بالحكم أم بالبصم على قرارات الملك ؟
الشرعية تؤخذ ولا تُعطى ! والسؤال هو : ما الذي أخذه هذا البرلمان من شرعية ؟ لا شيئ غير عطايا الملك
ولهذا فالشعب المغربي أذكي من أن يضيع وقته معهم ولذلك قرر معظمهم مقاطعة الإنتخابات !!
ولا حول ولا قوة الا بالله
عزيزي داود الكروي او عزيزتي اسمهان، كما تحب او تحبين،
.
انا بهذا لا اريد ان امس بشخصك الكريم، و اقول انك هذ المرة اصبت شيئا من الصواب في ما بخص المغرب.
.
صحيح، الشرعية تأخذ و لا تعطى، و جوهر المسألة تكمن في طريقة اخد المشروعية:
.
هل نأخذها بثورة عارمة تأتي على البلد و من فيه، و ترجعنا سنوات ضوئية الى الوراء؟
.
او نأخذها شيئا فشيئا في ضل الاستقرار، و بتدافع سياسي مع المكونات الاخرى و باشراك الرأي العام.
.
ان قمت بعملية حسابية، ستجد ان الطريقة الثانية، رغم ظاهرها، هي الاسرع لتقدم البلد، و لكم امثلة كثيرة …
.
و رغم مقاطعة الانتخابات، فالمشاركين هم في تزايد تصاعدي. الحكمة تجمح المغامرة، و هذا هو الصحيح.
أخي ابن الوليد.
أرجوك وأنت إنسان نشيط ومحبوب أن لاتسمي أخانا داود الكروي إلا باسمه ” داود “. إختلافي أنا مثلا في الرأي مع دواد لايحتاج تعريفا, لكن في إطار الصداقة والأخوة والمحبة. لداود أراؤه ولك أراءك ولي آرائي تنناقش فيها بكل ود واحترام .
داود إنسان طيب فلا تقسو عليه.
تحياتي لكما وللإخوة كافة.
يا اخي عبد الكريم، لقد حاولت، صدقني انني لا استطيع، و انا لا افتري على احد،
.
و الوطن فوق كل اعتبار.
.
و انا فعلا لا ادري من اخاطب. ارجو المعذرة.
تتمة، حشى ان امس بشخص احد، لكن الاسمين هما لشخص واحد.
يا اخي عبد الكريم، طلبك النبيل قد اخد مني …
.
انا اعاهدك امام الملأ ان لا اخاطبه او اخاطبها الا ان هاجم او هاجمت المغرب.
.
و كل مداخلاته او مداخلاتها الاخرى، سوف امتنع. ارجو ان يكون هذا حلا وسطا يرضي الجميع.
يبدو أن الدولة العميقة كسبت الرهان في آخر المطاف وأثبتث أنها أكثر حنكة ودهاء في الاستفادة من تشتيت المشهد السياسي بالمغرب. لم تنجح الخطة رقم1: بدعم حزب صديق الملك ومستشاره للفوز بالإنتخابات التشريعية، الخطة رقم2: كانت إجتماع بين قادة أحزاب سياسية بعد الإنتخابات طالب فيها أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة بتعهد الأحزاب بعدم قبول عروض المشاركة من طرف ابن كيران لقطع الطريق حول إمكانية تشكيله لأغلبية، رفض حزب الإستقلال المشاركة في المؤامرة مما جلب له عداوة الأحزاب الإدارية واتضح ذلك جليا من تصريحات زعيم حزب الأحرار وبعده زعيم حزب الحركة الشعبية اللذان طلبا بوضوح من السيد ابن كيران استبعاد الإستقلاليين من تشكيل الحكومة كشرط لقبولهما التحالف معه!! بذلك يتضح أن رموز الدولة العميقة لازالت تمسك بخيوط اللعبة السياسية بالبلد تحرك بيادقها وفق أجندة مدروسة لتخلق توازنات تخدم مآربها.
تحليلك صحيح, يا شيخ آدم
إتضح اليوم أن الدستور الممنوح سنة 2011 قد تم طبخه على عجل ولم يخضع لتمحيص وتزكية الخبراء والأكادميين المستقلين ولا حتى نقاش مستفيض من الفاعلين السياسيين!! دستور تم تفصيله على مقاص المؤسسة الملكية ولاغرابة فالمشرفين على ديباحته في الغالب هم تقنوقراط مقربين من القصر! الآن فقط إنتبهت النخبة السياسية أن مواد الدستور لم تتطرق إلى الخطوات المتبعة في حالة ما إذا فشل الحزب الفائز في الإنتخابات في تشكيل حكومته!! هل يتم تفويض الحزب الحائز على المرتبة الثانية؟ أم أن للملك سلطة إختيار شخصية مستقلة يوكل لها مسؤولية رئاسة وتشكيل الحكومة؟ أم يلزم إعادة الإنتخابات؟
ثغرة عجيبة مرت دون أن تلتقطها رادارات الأحزاب السياسية حين تم تقديم هذا الدستور ومن شأنها أن تتسبب في نشوب قلاقل وتوثرات في الشارع المغربي إذا ما تم إستغلال هذا النفق المظلم في الدستور للخروج بقرارات تعسفية أو غير مدروسة.
لا غرابة في مواقف الأحزاب السياسية المصنفة في المغرب “أحزاب إدارية” إذا اتهمت بمحاولة عرقلة نجاح حزب العدالة والتنمية الإسلامي التوجه. فإذا دعى حزب الأصالة والمعاصرة في إجتماع مع زعماء أحزاب سياسية الى التآمر للحيلولة دون نجاح بن كيران في تشكيل حكومته فالأمر غير صادم. وإذا طالب حزب الأحرار وحزب الحركة الشعبية من رئيس الحكومة إقصاء حزب الإستقلال من المشاركة كشرط للدخول في مشاورات لتشكيل الحكومة فيمكن أن نبرر ذلك بتخوفهم من إمكانية عدم رضوخ الإستقلاليين للإملاءات والتحكم من طرف ما يصطلح عليه في المغرب *بحكومة الظل*.
لكن الذي يستعصي على الفهم هو وقوف حزب الإتحاد الإشتراكي وهو الحزب الوطني العريق المعروف بمواقف تاريخية في المشهد السياسي المغربي موقف المتفرج (حتى لا نقول موقف المتشفي) من محاولات الإلتفاف على الإرادة الشعبية وحيال الهجمة المنظمة والممنهجة من طرف الأحزاب الإدارية على أي تحالف بين الأحزاب الوطنية؟!!
كلمة للأخ الكروي
كلمة الشرعية في المجال السياسي المغربي هي مفهوم يقصد به الالتزام بالقاعدة الدستورية وعليه فالامر يتعلق هنا بالدستور فقط
اما مداخلتي فتقارب سبب هذه الأزمة وهي للتذكير تشبه أزمة اسبانيا والذي اساسه هو قانون الانتخابات الذي يجب ان يحين وان يصبح على دورين حتى يفرز أغلبية واضحة
مادام الحل والربط بيد الملك ولا يكون إلا مايقوله ، فلماذاالإنتخابات ؟ولماذا االبرلمان إذا.. ؟في هذه الحال فليكلف الملك من يراه أهل ثقته من الناس ليتولي أمور تسييرمايسمى بالحكومة .
وكفى الله المؤمنين القتال، ويكفوا عن التنافس على أمور هي خارج ارادتهم..
.
– الآخ الكروي .
.
– شرعية السيد عبد الإله بن كيران تكمن في الأصوات التي أوصلته للقمة أكثر من مرة .
.
– والمملكة المغربية ليست حلبة للملاكمة أو للجيدو بين النظام وزعيم حزب سياسي إسلامي معتدل ، بل معايشة يضبطها الدستور والقوانين وقرون من تاريخ مجيد .
.
– للملكة المغربية حض هائل بأن يكون لها عاهل من طراز محمد السادس . والنتائج الدولية الأخيرة لدليل قاطع على ذلك .
.
– زعماء الأحزاب السياسية المغربيية لم ينضجوا بعد لأن تضيف لها بعض صلاحية الملك ، والتي يضمنها له تصويت المغاربة .. ربما في المستقبل . لكن ليس بالكاد الآن .
.
– أعطيك مثل بسيط ، هل تعتبروتقدر نتائج زيارة العاهل لبعض دول إفريقيا مؤخرا ؟ .
.
– ومن الكاد أن اي زعيم حزب مغربي قادر على تحقيق نفس النتائج ولعدة أساباب .
.
– ليس من باب النتكة أن أضيف لمعرفتك الواسعة أن بعض زعماء الاحزاب السياسية المغربية عاجزون عن رسم خريطة دقيقة لدول إفريقيا ، دول سقطوا في أطروحة ومؤامرة تخذير الدبلوماسية الجزائرية المناهضة للمغاربة في كل شيء . كل شيء . بدون استثناء .
كان من المنتظر والواضح أن يواجه السيد بنكيران صعوبات جمة في تشكيل الحكومة. هذا الوضع كان منتظرا حتى قبل فوز حزبه في الانتخابات الأخيرة. تحسب لحكومته السابقة جرأتها في إصلاح صندوق المقاصة وإصلاح قوانين التعاقد واتخاذ إجراءات اجتماعية أخرى كالزيادة في قيمة منح الطلبة ورفع الحد الأدنى لمعاشات التقاعد…غير أن حزب السيد بنكيران كان يسير الشؤون العامة ويمارس في ذات الوقت دور الحزب المعارض خاصة تجاه القطاعات التي لا يشرف وزراؤه عليها ويوزع الانتقادات الحقيقية والوهمية والمجانية أحيانا على الخصوم وعلى الحلفاء أيضا. وخلال الحملة الانتخابية توجه بمعية الكتائب الالكترونية للحزب بعاصفة من الانتقادات والذم والهجو لكل مخالف لرأي الحزب. ويحق لنا التساؤل هل الفشل في تشكيل الحكومة يرجع للشخص أم للمحيط الذي يحاوره ؟
المقارنة مع المملكة الاسبانية مفيدة في هذا الإطار، فقد حصل الحزب الشعبي ثلاث مرات على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية ولما لم يتمكن في المرتين الأوليتين من تشكيل الحكومة كلف الملك الاسباني قائد الحزب الاشتراكي الذي حصل على الرتبة الثانية….ليس من الضروري أن يحدد الدستور بتفصيل دقيق تعيين الملك للشخصية التي تقود الحكومة ذلك أن المنهجية الديمقراطية تقتضي أن يلتزم الملك بتعيين رئيس الحزب الفائز في الانتخابات مع تأويل إيجابي للبند 47 عندنا يتيح للملك تعيين رئيس الحزب الذي يحتل المرتبة الثانية في حالة عدم تمكن الفائز الأول من تكوين الحكومة.
وأخيرا كثيرا ما ردد السيد بنكيران أنه في حالة التعذر سيسلم المفاتيح لصاحبها ( الملك ) فما الذي يمنعه من ذلك ؟ ومن المؤكد أن الحكومة ستتشكل بعد رجوع الملك من رحلاته إلى البلدان الإفريقية حيث سيلقى مؤازرته في هذا الباب خاصة وأنه أكثر ملكية من الملك كما يقول. ولعل الصعوبات التي يلقاها بنكيران في تشكيل الحكومة تنطوي في العمق على رسالة مرموزة مفادها أن رئيس الحكومة في المغرب لا ينبغي أن يلبس جلبابا أكبر من حجم صلاحياته الدستورية.
اخ هيثم، كون على يقين انه ان كان هناك انتخابات، فسوف يحصل الاحزاب التلاتة على الاغلبية الساحقة،
.
و pam و ما جاورهما لا يريدون هذا، هم الآن يبتزونه للتفريط بالوزارات المهمة، و اعطائها اما لتقنراط او
.
الاحرار. و ربما سيفعل بن كيران هذا، اي ارجاع المفاتيح. تانيا ان رئيس الحكومة لا يلبس جلبابا اكبر مما
.
خوله الدستور، بل اصغر من هذا بكثير. هو الآن يحاول استرجاع صلاحياته في رأيي. انا لا ارى لمذا هذا
.
الصراع و لي الدراع لتشكيل حكومته. احترام الديموقراطية يجب ان تكرس، و لو اننا لا نشارك
.
السيد بن كيران كل افكاره. هذا رايي.
وهل من العدل أن ينتظر من غريمه أن يتحالف معه رغما عنه؟ عن أي مصداقية يتحدث هذا الحزب؟