غزة – «القدس العربي» : بعد عامين ونصف على وقوع جنود إسرائيليين في قبضة المقاومة، أعلن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، أنه بصدد إثارة موضوع إعادة هؤلاء الجنود، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان قد أبدى استعداده للتوسط لدى حركة حماس الجهة التي تأسر الجنود.
وقال ريفلين في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية إنه ينوي التوجه مرة أخرى إلى الرئيس التركي أردوغان بطلب التدخل وممارسة نفوذه على حركة حماس في قطاع غزة، من أجل إعادة جثماني الجنديين المحتجزين لديها هدار غولدين وأورون شاؤول. وأشار الى أنه سبق له أن تحدث حول هذا الموضوع مع الرئيس التركي خلال المفاوضات لاستئناف العلاقات الثنائية. وقال إنه ينوي طرح هذا الطلب لدى تقديم السفير التركي الجديد لدى البلاد أوراق اعتماده خلال الأسابيع القريبة. وفي السياق أكد أن علاقات اقتصادية متينة تربط بين إسرائيل وتركيا.
ومن المقرر أن يبدأ سفيرا كل من تل أبيب وأنقرة عملهما قريبا، بعد أن جرى اعتمادهما من قادة بلادهما، في إطار اتفاق تطبيع العلاقات الذي أبرم بين الطرفين، وأنهى الخلاف الذي انفجر وأجج الخلافات الدبلوماسية وأدى إلى سحب السفراء في عام 2010، بعد هجوم الكوماندوز الإسرائيلي على قافلة بحرية تقل مساعدات لغزة، وقتل عشرة متضامنين أتراك كانوا على متن السفينة «مافي مرمرة».
وجاءت تصريحات الرئيس الإسرائيلي بعد يوم واحد من تصريحات لأردوغان، أكد خلالها استعداده للتوسط بإعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، في حال طلب الطرفان منه ذلك. وقال خلال لقاء مع إحدى القنوات الإسرائيلية التلفزيونية إنه سيكون على إسرائيل حال قام بالوساطة، أن تعلن بأن حماس ستطلب الإفراج عن أسرى مقابل الجنود.
ونقل عن أردوغان خلال المقابلة نفيه معرفة اسمي الجنديين الإسرائيليين اللذين وقعا في قبضة مقاتلي حركة حماس، وذلك خلافا لما كان يدعيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه تم وضع قضية الأسرى على طاولة البحث مع الأتراك طوال فترة المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق التطبيع. وكثيرا ما صرح نتنياهو أن هناك اتصالات ووساطات تجري من أجل إطلاق سراحهم، وهو أمر نفاه قادة من حماس. وفي أعقاب نفي أردوغان طرح ملف الجنود خلال مباحثات المصالحة مع إسرائيل، استشاطت عوائل الجنود غضبا، وأصدرت عائلة الضابط غولدن، الذي تم أسره قرب حدود مدينة رفح الشرقية، بيانا هاجمت فيه الحكومة واتهمت نتنياهو بـ»التضليل».
يشار إلى أن توقعات كبيرة كانت تشير إلى أن تركيا هي من أكثر الدول تأهيلا للتوسط في إبرام صفقة تبادل الأسرى بعد تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، في ظل احتفاظها بعلاقات قوية مع حركة حماس، وذلك بعد توتر علاقة الحركة مع مصر الوسيط السابق في صفقة التبادل.
وكانت كتائب القيامة الجناح العسكري لحركة حماس قد أعلنت عن أسر جنديين إسرائيليين خلال حرب صيف عام 2014، لتعلن بعدها عن وقوع إسرائيليين آخرين أحدهما من أصل إثيوبي، والآخر بدوي ويحمل جنسية إسرائيل في قبضتها بعد دخولهما غزة.
وترفض حماس وكتائب القسام تقديم أي معلومات حول الإسرائيليين الذين وقعوا في قبضتها، ولم تتحدث عن مصير الجنديين اللذين أسرتهما في أرض المعركة خلال التوغل البري الذي صاحب الحرب على غزة، رغم أن إسرائيل تؤكد مقتلهما قبل أسرهما.
وتطلب كتائب القسام قبل أن تشرع في أي صفقة تبادل أو مفاوضات أن تطلق إسرائيل سراح الأسرى الفلسطينيين الذين أفرج عنهم في صفقة التبادل الأولى معها عام 2011، مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، وهم أسرى كثر من الضفة الغربية اعتقلتهم إسرائيل في عام 2014.
وقبل أيام أعلن مسؤول في حركة حماس أن الطريق الوحيد لإبرام صفقة تبادل أسرى جديدة مع إسرائيل، يكون من خلال تنفيذ حكومة إسرائيل للشروط التي وضعتها كتائب القسام.
وقال مشير المصري النائب عن حركة حماس «إن عامل التأخير في أي صفقة تبادل للأسرى مع الاحتلال لن يكون إلا لصالح المقاومة». ودعا إسرائيل للاستجابة لشروط المقاومة من أجل إتمام إبرام صفقة أسرى جديدة. وقال إن استجابة الاحتلال لشروط حركته ستكون الطريقة الوحيدة لخروج الجنود الإسرائيليين من قبضة حماس.
وتعهد القيادي في حماس بألا ترى إسرائيل جنودها الموجودين، حتى يعود الأسرى الفلسطينيون إلى أهاليهم. وأكد أن حركته تدير بحكمة ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، وأن المحاولات الإسرائيلية لاستدراجها نحو تقديم معلومات لن تنجح.
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدم اتباع سياسة سلفه أيهود أولمرت، بمماطلة إبرام صفقة التبادل الجديدة، مشددا على أن عامل الزمن سيكون في مصلحة المقاومة. وتطمح حركة حماس بأن تطلق سراح جميع الأسرى من ذوي الأحكام العالية، وتعمل على تبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، في أي صفقة تبادل مقبلة.
أشرف الهور