بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: أعلن الجيش اللبناني، أمس الجمعة، اعتقال 11 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينهم مسؤول عن تفجيرات «إرهابية» ويمتلك معلومات عن العسكريين المخطوفين، وذلك خلال عملية في منطقة عرسال، شرق البلاد.
وبحسب بيان لقيادة الجيش، فإنه «في عملية استباقية نوعية وخاطفة، هاجمت قوّة خاصة من مديرية المخابرات فجر الجمعة، بمؤازرة وحدات الجيش المنتشرة في منطقة عرسال، مركزاً لتنظيم داعش الإرهابي في وادي الأرانب في جرود المنطقة، حيث اشتبكت مع عناصره بمختلف أنواع الأسلحة، وتمكنت من اقتحام المركز، وأسر 11 عنصراً على رأسهم الإرهابي الخطير أمير داعش في عرسال أحمد يوسف أمون الذي أصيب بجروح بليغة. وقد أنهت القوّة العملية من دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصرها، وصادرت كمية من الأسلحة والذخائر والأحزمة الناسفة».
وأمون متورّط بتجهيز سيارات مفخخة وتفجيرها في مناطق لبنانية عدة منها الضاحية الجنوبية، إضافة إلى اشتراكه في جميع الاعتداءات على مراكز الجيش خلال أحداث عرسال، وقتل مواطنين وعسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي بتهمة التواصل مع الأجهزة الأمنية، وتخطيطه في الآونة الأخيرة لإرسال سيارات مفخخة إلى الداخل اللبناني لتنفيذ تفجيرات»إرهابية».
وأفيد أن أمون، الملقب بـ»الشيخ» نقل بعد عملية عرسال بطوافة للجيش اللبناني الى المستشفى. وأوردت معلومات أولية أبرز الأعمال التي اشترك فيها أمون حيث «استهدف في «عام 2013 مع عدد من عناصره دورية للجيش اللبناني في وادي رعيان في عرسال، ما أدى إلى مقتل ضابط. وزرع عبوات ناسفة وتفجيرها بدوريات الجيش اللبناني في عرسال. كما شارك بفعالية في إعداد وتجهيز وتفجير السيارات المفخخة لا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت. وكان مسؤولا بشكل مباشر عن إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر على المدن والبلدات البقاعية لا سيما في الهرمل واللبوة والنبي عثمان وبلدات أخرى، فضلاً عن قيامه بالإعداد والمشاركة في اقتحام مواقع الجيش اللبناني في آب/أغسطس عام 2014 في عرسال، ومسؤوليته عن عمليات الخطف التي طالت مواطنين لبنانيين وسوريين في عرسال».
ونوّه رئيس الجمهورية، ميشال عون «بالعملية الأمنية الاستباقية» وذلك بعدما أطلع على تفاصيلها مبكرا. وشدد على أن «مثل هذه العمليات النوعية تعزز الاستقرار وتضع حداً للمخططات الإرهابية وتكشف القائمين بها». وأعطى عون توجيهاته «لمتابعة التحقيق مع الموقوفين لمعرفة المزيد عن الشبكات الارهابية».
من جهته، أطلع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، سعد الحريري، على نتائج العملية من قائد الجيش العماد جان قهوجي، وهنأه على هذا الإنجاز. كذلك، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال، تمام سلام، اتصالاً هاتفياً، بنائب رئيس الحكومة، وزير الدفاع، سمير مقبل وبقائد الجيش، اللذين أطلعاه على وقائع العملية، حيث نوّه سلام بها، وبـ»دور الجيش في الذود عن الوطن في مواجهة الارهاب والارهابيين حيثما تواجدوا توطيداً للأمن والاستقرار في البلد».
هذا وأشاد «حزب الله « بالعملية الاستباقية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني فجر أمس، وقال في بيان «يشيد حزب الله بالضربة النوعية التي وجّهها الجيش اللبناني للمجموعات الداعشية الإرهابية في جرود عرسال، ويرى فيها تأكيدا لدوره الأساسي في حماية الحدود وتخليصها من الإرهابيين، دفاعاً عن لبنان وأهله».
وأضاف البيان «أن هذه العملية البطولية هي التعبير الحقيقي عن التزام القوى المسلّحة اللبنانية بالعمل على توجيه الضربات الاستباقية للإرهابيين، حيث يجب، لمنعهم من التحضير لعملياتهم الإجرامية بحق اللبنانيين، بما يحدّ من خطر هؤلاء القَتلَة، تمهيداً للقضاء عليهم وتفكيك منظومتهم التي تهدّد لبنان وأمنه».