دعوة لتغيير المناهج العربية

حجم الخط
0

منذ أكثر من نصف قرن ومناهجنا التعليمية واحدة وهي، هي لم يتغير منها شيء اللهم إلا اليسير والقليل وعدد سنوات الدراسة ثابتة لم يطرأ عليها أي نقصان أو زيادة اللهم إلا إذا هجر الشباب الدراسة وضاعوا في المقاهي والشوارع من غير حساب ورقيب.
نصف أعمارنا نقضيها تقريبا ونحن ما زلنا في الدراسة ولم نحدد بعد مستقبلنا والهدف من الدراسة بل لم يضمن لنا حتى التعليم حق العيش والوظيفة فلا يقبل الصبي في الدراسة حتى يبلغ السابعة ويقضي ست سنوات في الابتدائية وثلاثة في المتوسطة ومثلها في الإعدادية واثنين في المعهد وأربعة أو خمسة في الكلية ليتخرج بعدها فيجلس في البيت أو الشارع لأن دراسة نحو ربع قرن من الزمن لم تضمن له حق الحصول على وظيفة ضمن اختصاصه الذي أنهاه، فنصف أعمارنا قد ضاع بنص قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف (أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين وأقلهم من يجوز ذلك) السلسلة الصحيحة، فأعمارنا بين الستين والسبعين والقليل منا من يتجاوز السبعين.
فإذا ضاعت نصف أعمار الشباب بالدراسة فمتى سيبني الشباب أنفسهم ومتى سيبنى الوطن فهل منهج وعدد سنوات الدراسة وضعه الاستعمار أم من سانده أم هي مكيدة منه أهداها لنا بزي المشورة والمساندة وفي كل الأحوال ضاع ما ضاع ومات ما مات ونحن في العصر الحديث ألا يحق لنا أن نلغي كل ما هو قديم ونأتي بكل ما هو جديد وحديث فلماذا لا نستبدل القديم بحديث ألا تكفي الصبي عشر سنوات حتى يتعلم القراءة والكتابة ثم يكملها بعشر على أكثر تقدير يدرس فيها دراسة تفصيلية كل ضمن هدفه واختصاصه ويتقن فيها اللغة الانكليزية كل من يريد طلب العلوم التي لا تنال إلا بها فهي أصبحت مصدر العلوم والدراسة شريطة أن تقوم الدولة بتوفير مراكز البحوث والدراسة وبناء المعامل والمصانع لاستيعاب الشباب واستثمار طاقاتهم كل حسب تخرجه واختصاصه فهكذا نتقدم وهكذا نبدع لا أن نبقى ندرس علوما وكتبا وضعت قبل عقود ونحن ما زلنا نقرأها وندرسها فقد سئمناها وسئمنا النظر فيها بل حتى سماعها فكل ما أخذناه لم يزدنا أي نفع أو فائدة بل أصبح أكثرها عكس الواقع الذي نعيشه ونراه فقرأنا أمة عربية واحدة فإذا بها أمم متفرقة.
وقرأنا مصيرنا مشترك وواحد فإذا به مختلف ومتفرق، وكلنا نقاتل إسرائيل فتركنا إسرائيل وقاتلنا بعضنا البعض، وسؤالي أليس هناك جديد فنأتي به أم ليس هناك حديث فنأخذه وندرسه أم أن عقولنا جامدة ولا تقبل التجديد والتحديث أم هو أمر مفروض علينا بالقوة شئنا أم أبينا، ولكن هل يجب علينا الخضوع والانقياد حتى نموت ونسلم أبنائنا لواقع مجهول يتحكم به غيرنا وغيرهم .
عقيل حامد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية