اليمن: الجامعة العربية و«التعاون الخليجي» يستنكرون تشكيل الحوثيين لحكومة في صنعاء

حجم الخط
0

تعز ـ «القدس العربي»: استنكر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أمس قيام ميليشيا الحوثي والرئيس السابق علي صالح الانقلابية بتشكيل حكومة في صنعاء، وصف هذا الإجراء بأنه «عار من الشرعية»، وقال انه «يُمثل امتداداً للنهج الانقلابي الذي لا يُريد الانقلابيون التخلي عنه».
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجامعة العربية محمود عفيفي ان «الأمين العام للجامعة العربية اعتبر هذه الخطوة تصعيداً يعكس عدم استعداد الحوثيين للتعاطي بشكل إيجابي ومسئول مع جهود الوساطة الجارية حالياً والتي يُباشرها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ «.
وأكد أن «مثل هذه الخطوات تكشف بوضوح عن الطرف الذي يُعرقل التوصل إلى حل سلمي للأزمة». مضيفا أن الأمين العام للجامعة العربية أوضح «أن طريق الحل واضحٌ للجميع، وأنه يمر عبر قرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2216 والمُبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومُخرجات الحوار الوطني الشامل».
وشدد أبوالغيط على أن «كل ما يُتخذ من خطوات أو إجراءات للالتفاف على الشرعية اليمنية، ممثلة في الرئيس هادي وحكومته، ليس له أية قيمة قانونية أو سياسية».
إلى ذلك أعلنت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن رفضها واستنكارها لإعلان الإنقلابيين الحوثيين وصالح عن تشكيل حكومة بصنعاء.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني «إن دول المجلس ترفض رفضا قاطعا تشكيل حكومة الحوثي وصالح في اليمن، باعتبار أن حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي هي الحكومة الشرعية دستوريا وقانونيا، والتي تحظى باعتراف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة».
واكد أمس «إن تشكيل حكومة الحوثي وصالح في صنعاء يبرهن أن الحوثيين وأتباع صالح غير جادين في الدخول في المفاوضات السياسية ويسعون إلى تعطيل الجهود الحثيثة التي يقوم بها المبعوث الأممي لوقف الحرب في اليمن وإعادة احياء المفاوضات السياسية بموجب خارطة الطريق الأممية للتوصل إلى حل سياسي وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216».
من جانب آخر عاد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر امس الثلاثاء إلى العاصمة الموقتة عدن برفقة بقية أعضاء الحكومة.
وأوضح بن دغر عند وصوله إلى عدن ان عوته إلى عدن تأتي واليمن يعيش ظروفاً استثنائية، وحالة حرب تشنها القوى الإنقلابية على اليمنيين. وأكد استمرار الحكومة اليمنية في تطبيع الحياة العامة في المحافظات المحررة من الانقلابيين ورفع مستوى أداء الخدمات العامة، وتذليل الصعوبات أمام المنظمات الدولية والإنسانية من أجل وصول المساعدات الإغاثية إلى جميع المحافظات دون استثناء.
وقال رئيس الوزراء «تعرضت الدولة لدمار شبة كامل وخاصة المؤسسة المالية والادارية… وبحمد الله استطعنا الخروج من هذه الأزمة. وأكد أن عودته إلى عدن «سوف تساعد على إعادة الاعتبار للعمل المشترك ومؤسسات الدولية».
وقالت مصادر سياسية لـ(القدس العربي) «جاءت عودة بن دغر إلى عدن بعد أيام من عودة الرئيس عبدربه منصور هادي إليها، السبت الماضي، وعودتهما جاءت لقطع الطريق امام محاولات القوى الانقلابية في صنعاء اللعب بآخر ما لديهم من كروت سياسية للضغط على السلطة الشرعية من أجل القبول بخريطة الطريق التي تحاول الأمم المتحدة تمريرها بما فيها من مآخذ وملاحظات جوهرية تعزز الوضع الانقلابي على الشرعية في اليمن».
وأشارت إلى أن الفترة الراهنة شهدت سباقا محموما بين الحكومة الشرعية والانقلابيين، كل طرف باستخدام الأدوات التي يملكها، حيث تحركت السلطة الشرعية خلال الأيام الماضية عبر قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية لها، وحققت بعض المكاسب العسكرية في العديد من جبهات المواجهات، فيما تحرك الانقلابيون عبر إعلان تشكيل حكومة بدون أي غطاء شرعي، بعد أكثر من سنتين من عمليتهم الانقلابية، وهي محاولة لممارسة الضغط بوسيلة جديدة، رغم تلقيهم العديد من الرسائل الدبلوماسية الواضحة منذ وقت مبكر، من كافة الدول الغربية والمنظمات الدولية بعدم الاعتراف بأي حكومة إذا قرروا تشكليها.
وأوضحت هذه المصادر ان «خطوات الانقلابيين نحو تشكيل حكومة في صنعاء ما هي إلا آخر وسيلة لممارسة الضغط الضغط على الجانب الحكومي الشرعي من أجل تعزيز وضعهم التفاوضي، مع تسارع المواقف الاقليمية والدولية نحو الضغط على كافة الاطراف من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة اليمنية قريبا».
وكانت الرئاسة اليمنية قالت في بيان رسمي أمس «ان الخطوات التي أقدمت عليها ميليشيا الحوثي وصالح في إعلان ما أسموه حكومة في صنعاء هو تأكيد جديد لشعبنا وللعالم ان هذه القوى الانقلابية تعزز من نهجها الانقلابي وتدمر وتنهي اي خطوة ممكنة للحوار والسلام وتؤكد حقيقة هذه الميليشيات في ضرب اي مسعى للسلم والاستقرار، مستمرة في غيها بنشر الفوضى والخراب ورعاية الإرهاب والسعي لتمزيق الوطن».
وأضافت أن ما اقدمت عليه الميليشيا الانقلابية في صنعاء ما هي إلا «خطوة تؤكد للعالم ولكل من كان لا يزال ينظر بحسن نية لهذه الفئة المارقة انها جبلت على صنع الدمار وتمزيق المجتمع وإشعال الحروب، واكدت ما كنا نقوله للعالم ومعنا كل القوى الوطنية والمحبة للسلام زيفهم في تعاطيهم مع دعوات الحل السلمي».
واتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الثلاثاء المتمردين الحوثيين بتقويض أي فرصة للسلام من خلال الانفراد بتشكيل حكومتهم في العاصمة صنعاء التي يسيطرون عليها.
وقال الرئيس اليمني من عدن، كبرى مدن جنوب اليمن التي وصلها السبت من منفاه في السعودية، ان هذا التدبير «يقوض اي فرصة للحوار والسلام».
واضاف ان هذا التدبير يؤكد ان «عناصر الميليشيات (الاسم الذي يطلق على المتمردين الحوثيين الشيعة وحلفائهم، انصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح) يشددون على رغبتهم في بث الفوضى والخراب».
وبلسان متحدث اوردت تصريحه وكالة الانباء الرسمية (سبأ)، دعا الرئيس اليمني المجموعة الدولية إلى «ادانة هذا المسعى والى تحميل عناصر الميليشيات مسؤولية انهيار جهود السلام».
واعلن المتمردون الأثنين انهم شكلوا من جانب واحد «حكومة انقاذ وطني»، فيما يحاول وسيط الامم المتحدة احياء جهوده السلمية في هذا البلد الذي تمزقه الحرب منذ 20 شهرا.
وتحاول الأمم المتحدة التوصل إلى وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل اطراف النزاع.
ميدانيا، صدت القوات الموالية للرئيس هادي، بعد معارك عنيفة، هجوما للحوثيين في محافظة الضالع شمال عدن، كما قال مسؤول عسكري.
وقتل اربعة عشر متمردا في هذه المعارك، واصيب تسعة آخرون ووقع ثلاثة في الأسر، كما اضاف هذا المسؤول، مشيرا إلى مقتل ثلاثة جنود واصابة تسعة في صفوف الموالين.
وقال الشاهد فواز المريسي ان جثث المقاتلين المتمردين تركت في أرض صعبة دارت فيها المعارك.

اليمن: الجامعة العربية و«التعاون الخليجي» يستنكرون تشكيل الحوثيين لحكومة في صنعاء

خالد الحمادي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية