رام الله – «القدس العربي»: طالبت جامعة الدول العربية بإنهاء معاناة المرأة الفلسطينية الناجمة عن الاحتلال وجرائمه وإجراءاته العنصرية، وذلك خلال المؤتمر الإقليمي لائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة، بعنوان «نحو وثيقة لمناهضة العنف ضد المرأة في المنطقة العربية»، والذي عقد في مقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة.
وحذرت مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة في الجامعة، إيناس مكاوي، من التداعيات الخطيرة الناجمة عن الأحداث التي تشهدها المنطقة على أوضاع المرأة، خاصة في ظل تصاعد الإرهاب الممنهج الذي تتزعمه العصابات الإرهابية في عدد من الدول العربية سواء في سوريا أو ليبيا والعراق واليمن، بالإضافة لمعاناة المرأة الفلسطينية.
ودعت إلى ضرورة إقرار إجراءات وتشريعات أكثر شمولية من قبل صناع القرار في المنطقة العربية لحماية النساء، وبصفة خاصة اللائي يعانين من تهجير ولجوء وتشتت وأسر بفعل الأحداث غير المسبوقة في المنطقة.
وقالت إن هذا المؤتمر يشكل خطوة أولى لوضع وثيقة عربية وفقا لتوصية لجنة المرأة العربية في دورتها الـ35 التي أقرت الحاجة الماسة إلى وضع وثيقة عربية لمناهضة العنف ضد المرأة كخطوة أساسية من أجل حماية النساء في المنطقة العربية، مرحبة في الوقت ذاته بالوثيقة التي وضعها «ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية» في هذا الإطار لتكون بمثابة إحدى المرجعيات الأساسية عند وضع الوثيقة المرتقبة والمأمولة من قبل الجامعة العربية.
واقترحت مكاوي تنظيم مؤتمر إسلامي دولي بالتعاون مع مشيخة الأزهر للعمل على إصدار وثيقة إسلامية تجرم العنف ضد المرأة وتدعو إلى توفير الإرادة الإسلامية والعربية لملاحقة وعقاب مرتكبي هذه الجرائم.
وأكدت رئيسة ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة، النائبة الأردنية، وفاء بني مصطفى، على أهمية المؤتمر لإطلاق اتفاقية عربية لمناهضة المرأة والفتاة، والاحتفاء بحملة الـ16 يوما التي تمتد سنويا من 25 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 10 كانون الأول/ديسمبر .
وذكرت بأن النساء في فلسطين يعانين كثيرا، فهن الأسيرات والمعتقلات وربات أسر، وهن ضحايا للعنف الممارس من قبل الكيان الإسرائيلي بكل بشاعة وهمجية، فضلا عن المعاناة التي تعيشها النساء يوميا في المجتمعات المستضيفة للاجئين في ظل تزايد الضغط الاجتماعي والاقتصادي.
وحثت، الحكومات وصناع القرار في الدول العربية على تغيير الواقع المؤلم والمؤسف الذي تعيشه النساء في ظل ازدياد الصراعات والنزاعات وضراوة الاحتلال والاستيطان وذكورية وسلطوية المجتمعات. كما استعرضت دور ائتلاف البرلمانيات العربيات لمناهضة العنف ضد المرأة كأحد أهم معوقات التمكين والاستفادة من قدراتهن كمتطلبات وطنية لإنجاز التنمية المستدامة، والجهود التي يقوم بها من أجل التوصل لقانون نموذجي للحماية من العنف الأسري، وكذلك التوصل لوثيقة عربية لمناهضة العنف ضد المرأة . وشارك في المؤتمر نخبة من صانعي القرار والنواب في البرلمانات العربية، وممثلو منظمات المجتمع المدني، والهيئات الوطنية والإقليمية والدولية لمناقشة مشروع اتفاقية «مناهضة العنف ضد المرأة في المنطقة العربية».
وهدف المؤتمر إلى تعزيز دور المرأة العربية، ودعم جهود جامعة الدول العربية للمضي قدما في وضع اتفاقية لمناهضة العنف ضد المرأة في المنطقة العربية، وتوفير منصة لتسليط الضوء على هذه القضية.
كما نظم بهدف الاطلاع على التجارب الإقليمية والدولية، ولتنسيق الجهود على المستوى الإقليمي لوضع وتطوير التشريعات والسياسات التي تحمي النساء والفتيات من جميع أشكال العنف الممارس ضدهن.
فادي أبو سعدى