تعز ـ «القدس العربي» من خالد الحمادي ووكالات: في عملية هي الثانية من نوعها خلال عشرة أيام نفذ انتحاري من تنظيم «داعش» عملية استهدفت تجمعا لجنود يمنيين صباح أمس في محافظة عدن، جنوبي اليمن، وتجاوزت حصيلة القتلى 50 قتيلاً من الجنود الذين اصطفوا لاستلام مرتباتهم.
وقال مصدر أمني في تصريح لـ«القدس العربي» إن «إرهابيا انغمس في وسط تجمع مزدحم لجنود من قوات الأمن الخاصة بالقرب من معسكر قوات الأمن الخاصة في عدن وفجّر نفسه بينهم، ما أسفر عن مقتل 52 من الجنود وإصابة العشرات غيرهم، وأن عدد القتلى مرشح للزيادة نظرا للإصابات الخطيرة لبعض الجرحى «.
وأوضح أن «الإرهابي الانتحاري كان يرتدي حزاما ناسفا، حيث تمكن من الانغماس في وسط التجمع للجنود ثم فجّره بينهم عندما كانوا يستلمون رواتبهم في منزل قائد القوات الخاصة ناصر العنبوري بالقرب من معسكر قوات الأمن الخاصة في منطقة الصولبان في عدن».
وأعلن تنظيم الدولة (داعش)، فرع اليمن، مسؤوليته عن تفجيري الأسبوع الماضي والتفجير الذي وقع أمس في عدن، ونشر صورا لمن زعم أنهما الانتحاريان اللذان نفذا هاتين العمليتين الإرهابيتين، عبر صفحة له في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، غير أن السلطات الأمنية اليمنية التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي «تشكك في هذه الإدعاءات في تبني هذه العمليات الإرهابية، وتتهم خلايا مسلحة تابعة للانقلابيين الحوثيين والرئيس السابق علي صالح بالوقوف وراء ذلك وأن تنظيم (داعش) ما هو إلا الشماعة التي يعلقون عليها هذه الجرائم وتعتبر أن تنظيم داعش أصبح أداة بيد صالح والحوثيين».
وعلى الصعيد السياسي وصل أمس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة يلتقي خلالها نظراءه في اللجنة الرباعية المعنية بحل سلمي للصراع في اليمن.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأمريكي عقب لقاء جمعهما إن «خريطة الطريق» يجب أن تفضي إلى حل الصراع في اليمن، مؤكداً أنها قابلة للنقاش. وشدد على أن الحرب يجب أن تنتهي بما يضمن أمن المملكة العربية السعودية. ودعا كيري أطراف الصراع إلى ضرورة العودة إلى طاولة الحوار.
من جانبه، نفى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس الأحد، صحة تقارير تحدثت عن اتخاذ الولايات المتحدة قرارا بتقليص الدعم العسكري للمملكة العربية السعودية بما في ذلك مبيعات أسلحة مرتقبة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن قررت تقليص الدعم للحملة التي تقودها السعودية في اليمن، بما في ذلك وقف إمداد المملكة ببعض الذخائر الموجهة بدقة بسبب مخاوف تتعلق بزيادة الضحايا من المدنيين.
وقال الجبير «هذه الأخبار التي تم تسريبها تتناقض مع الواقع». وأكد أن الرياض تحصل على القنابل الذكية التي تم تسريب خبر منعها عن الرياض. وطالب الجبير العالم بـ»إجراءات قوية» لمنع إيران من تدخلاتها «السلبية» في المنطقة.
والتقى وزير الخارجية الأمريكي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز.