الهواجس السیاسية ليست وحدها التي تشغل بال قادة ايران. بل ان ايديولوجيتهم الدينية تضيف هموما الى مشاغلهم التي لا تنتهي. وفي الاسبوع الماضي عقد المؤتمر الثلاثون للوحدة الاسلامية في طهران، الذي نظمه مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية. هذه المؤسسة تعتبر نفسها امتدادا لـ «دار التقريب» المصرية التي نشطت في مجال التقريب والوحدة الاسلامية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وشارك فيها علماء دين من كافة البلدان الاسلامية خصوصا مصر وايران. المؤتمر المذكور يقام سنويا منذ ان اعلن الامام الخميني اعتبار ذكرى المولد النبوي اسبوعا لترويج مشروع الوحدة الاسلامية. وقد التزمت ايران بهذا المشروع بدون انقطاع، مصرة على رفض مشاريع التفتيت والتمزيق في صفوف امة المسلمين بخلفيات مذهبية. مؤتمر هذا العام جاء في ذروة تصاعد الاعمال العسكرية في سوريا خصوصا في مدينة حلب، واخراج المسلحين منها. وقد تعاطى الايرانيون مع ذلك التطور المهم في الازمة السورية بحذر شديد ولم يظهروا مشاعر البهجة. بل ان احدهم قال في لقاء جانبي على هامش المؤتمر: «يجب ان لا نفرح بتفوق هذا الطرف او ذاك لان طرفي الصراع من ابناء الامة»، مبديا امتعاضه من تصاعد الحروب البينية في ما بين المسلمين. مع ذلك فالمؤتمر الذي افتتحه رئيس الجمهورية، الدكتور حسن روحاني، كان حافلا بالخطابات الداعية لوحدة الامة والتأكيد على ان قضية فلسطين يجب ان تكون المحور الاساسي لهذه الوحدة. الرئيس الايراني ركز خطابه على ضرورة مكافحة العنف والارهاب والتطرف، وهي الظواهر التي تعصف بالمنطقة ولا يبدو في الافق ما يشير الى بوادر انتهائها السريع. روحاني يعرف جيدا ان بلاده مستهدفة بذلك الارهاب، وان اجهزة امنها تعيش حالة من الاستنفار شبه الدائم لمنع اختراق حدودها من قبل المسلحين ذوي الدوافع المتعددة التي من بينها تجارة المخدرات. فلا يكاد يمر اسبوع الا وتعلن وزارة الداخلية «تفكيك خلية ارهابية» او «القاء القبض على حفنة من الاشرار» اي مهربي المخدرات. الامن هاجس كبير لبلد عانى من الاعمال الارهابية التي ازهقت ارواح كبار قادته في السنوات الاولى بعد الثورة التي اسقطت نظام الشاه في 1979.
مؤتمر الوحدة تعتبره طهران حلقة التواصل الاساسية مع العلماء والمفكرين من كافة الطوائف الاسلامية، من امريكا اللاتينية الى جنوب شرق آسيا مرورا باوروبا وافريقيا وأسيا الوسطى. الخطاب واحد بين الحاضرين: رفض التطرف والتكفير والدعوة للاعتدال والوحدة. ومن يحضر المؤتمر يسأل نفسه: اذا كان هؤلاء جميعا يدعون للوحدة والتماسك ويروجون مشروع التحرير الفلسطيني فمن الذي يروج التطرف ويؤسس للارهاب ويسعى للتطبيع مع الاحتلال؟ من الذي حول «الربيع العربي» الى جحيم ادى الى قتل اكثر من نصف مليون انسان ما بين العراق وسوريا وليبيا واليمن؟ ومن الذي دفع القضية الفلسطينية بعيدا عن الوجدان الشعبي العربي والاسلامي ومنح حكومة نتنياهو فرصة غير متوقعة لتوسيع بناء المستوطنات واستعادة العلاقة الحميمة مع امريكا خصوصا بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة؟
الايرانيون حذرون من اظهار حالة البهجة والسرور ازاء ما يجري على جبهات القتال والصراع. ولكنهم لم يخفوا ارتياحهم لحركة شعوب المنطقة من اجل الحرية والديمقراطية. ومنذ العام 2011 حيث الانتفاضات العربية المتميزة، سعت ايران لاضفاء السمة الاسلامية عليها، فاصبحت تعقد مؤتمرا سنويا بعنوان «الصحوة الاسلامية». وفي الاسبوع الماضي عقدت جلسة خاصة على هامش مؤتمر الوحدة لمناقشة هذا «الصحوة»، واصدرت بيانا واسعا حول اوضاع المنطقة.
الامر الذي لا يمكن التشكيك فيه ان فلسطين هي القضية الجوهرية في السياسة الخارجية الايرانية. فلا يعقد مؤتمر في ايران، تحت اي مسمى، الا ويتطرق لتلك القضية ويدعو المسلمين للالتفاف حولها. وبرغم ما يقوله البعض، فان هذا الموقف ليس تكتيكا، بل استراتيجية ثابتة منذ قيام الثورة التي مر عليها 38 عاما تقريبا. وهذا ما اكد عليه مؤتمر الوحدة الاخير. فبالاضافة لما جاء في الجلسات العامة خصوصا خطابي المرشد آية الله، خامنئي والرئيس الدكتور حسن روحاني، تكرر التطرق للقضية في خطابات المتحدثين الذين جاؤوا من اكثر من 60 دولة، وكذلك في البيان الختامي.
هذه الهموم الخارجية توازيها هموم داخلية عديدة. ومن الظواهر التي يلحظها الزائر اللغط الدائر في الاوسط التجارية حول الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الايراني، ويعزو الكثيرون ذلك الى تباطؤ الدول الغربية في تفعيل بنود الاتفاق النووي، خصوصا في المجال المصرفي. فما يزال الايرانيون غير قادرين على استخدام التسهيلات المصرفية الدولية. وبرغم صعود معدل انتاج النفط ما تزال ايران تعاني من شحة في العملة الصعبة. ادى ذلك لتباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع التوسع العمراني وانخفاض العملة. هذا امر يقلق الرئيس روحاني وادارته المحسوبين على «التيار الاصلاحي» خصوصا ان الانتخابات البرلمانية ستجرى في غضون ستة شهور. وكان الايرانيون يتوقعون انفراجا اقتصاديا واسعا بعد توقيع الاتفاق النووي. ولكن ثمة شعورا عاما بالاحباط خصوصا بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الامريكية. ومع ان القادة الايرانيين لم يظهروا موقفا واضحا الا ان هناك خشية من تصاعد الضغوط الاسرائيلية على الولايات المتحدة لاستخدام الكوابح لتخفيف سرعة الاندفاع باتجاه ايران. مع ذلك يعتقد قادة الجمهورية الاسلامية ان موقفهم الواضح ضد التطرف والارهاب يتناغم مع المزاج العام الغربي، وان من شأن ذلك تخفيف الضغوط عليها.
ايران تعيش تلك الهواجس جميعا، وتسعى لتحقيق توازن بين الهموم الداخلية والعلاقات الخارجية. وربما يخفف من هذه الهموم استقرار علاقاتها بالجيران، خصوصا تركيا التي تطورت العلاقات معها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة قبل بضعة شهور، وتقدر انقرة لطهران موقفها الرافض للانقلاب منذ ساعاته الاولى، والتواصل بين قادة البلدين في تلك الليلة. وثمة من يطرح ضرورة التوصل الى تفاهم عام مع تركيا حول اوضاع المنطقة خصوصا سوريا وفلسطين والعراق، وتوسيع ذلك التفاهم ليشمل باكستان ايضا. الايرانيون اصبحوا اكثرادراكا للعبة الدولية وما يعتبرونه «مؤامرات غربية متواصلة» لابقاء بلاد المسلمين خصوصا الشرق الاوسط في حالة اضطراب سياسي وامني لا ينتهي. ولا تخفي طهران امتعاضها من السياسات الغربية، خصوصا البريطانية التي تعتبرها مسؤولة عن مأساة فلسطين ماضيا، وحالة التوتر العرقي والمذهبي حاضرا. ومن المفارقات انه في الوقت الذي يتبادل الطرفان الحملات الاعلامية المتشنجة فانهما يعملان في الخفاء لتطوير علاقاتهما. ايا كان الامر فان ايران تسعى لمواصلة سياساتها التي اعلنتها بعد الثورة، وتصر على ترويج مواقفها ازاء القضايا الاساسية للامة ومنها قضية فلسطين، والتصدي للتطرف والارهاب، وترويج ايديولوجيتها الاسلامية ودعوتها لاعادة احياء الحضارة الاسلامية. بين الطموح والواقع يواصل قادة ايران جهودهم في ظروف اقليمية ودولية تزداد تعقيدا، ويأملون ان تؤدي يقظة الشعوب لانهاض الامة وتحرر شعوبها وهزيمة الاحتلال وانهاء الاستبداد.
٭ كاتب بحريني
د. سعيد الشهابي
أنصح بقراءة مقال السيد بسام البدارين المنشور اليوم (سليماني لا يحب «الإجازات» ويفرط في «تفقدنا»)
متى ســـــــــتدركون أيها الـــعرب ســـــــــنة وشـــــــيعة ومســــيحون ودروز … أيها العـــرب بكل مللهم؛ أن هـــدف الــفرس هو تدمــــــــير بلادكــــــم وقتل أكـــــــــبر عـــــدد من الـــــعرب ســــــــنة وشــــــــيعة وغيرهم…. هؤلاء ملالي المجوس يــكرهونــــــــــكم جميعاً ويريدون الثأر لتدمير أمبراطورية فارس وليس تخفيهم تحت عباءة الدين إلا كذباً لخداعكم وتقسيمكم وجعلكم تقتلوا بعضكم البعض …. ملالي المجوس سيقاتلون حتى آخر شـــيعي عربي فهذا هو هدفهم : قتل أكبر عدد من العرب سـنة وشيعة ومسيحيين ودروز وغيرهم. حقدهم على العرب وعلى الأديان السماوية لاحدود له .
سؤال: كم أيراني قتل دفاعاً عن القـــــــدس؟ … الجواب معروف “صفر” …. كم أيراني قتل في حروب أيران ضد الــــعرب؟ … الجواب “مئـــــات الألـــــــــوف”. أيها الشيعة العرب: إن أيران تتاجر بأرواح أولادكم من أجل الأنتقام لهزيمة كسرى وهدفها قتل أكبر عدد من العرب سنة وشيعه
قال الحق تعالى: “يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقَولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُون، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُون”. صدق الله العظيم…
ايران للدجل عنوان
السلوك الايراني التوسعي لم يعد خافيا على أحد. الميايشيا الطائفية المرتبطة بايران تمارس القتل والتدمير والابادة الجماعية بحق الشعبين السوري والعراقي . فأين هي من فلسطين ؟ هي تخدم المشروع الصهيوني في تمزيق المنطقة واضعافها واسعار الحروب المذهبية ,هي تحظى بتغطية سياسية وعسكرية روسية صليبية وامريكية , وأمريكا واسرائيل تشجعان هذا التورط الايراني لأنه يدمر الجميع بمن فيه ايران في نهاية المطاف. المشروع الامبراطوري الفارسي أكثر خطورة من المشروع الصهيوني. توقفوا عن العمل الدعائي الذي يروج لايران، فهذا الطفيلي مؤسس حزب الله يقول : ندعي محاربة أعداء الاسلام ونحن نشارك الروس والأمريكيين في قتل المسلمين .