نيويورك ـ «القدس العربي» ووكالات: نشرت روسيا كتيبة من الشرطة العسكرية، لضمان الأمن في حلب التي بات الجيش السوري يسيطر عليها بالكامل، وفق ما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس الجمعة، فيما قصف مقاتلو المعارضة السورية مدينة حلب مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وقال في بيان صادر عن الكرملين خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين: «منذ مساء الامس نشرنا كتيبة من الشرطة العسكرية في الأراضي المحررة (في حلب) بهدف الحفاظ على الأمن».
وتضم الكتيبة الروسية ما بين 300 و400 جندي، والشرطة العسكرية الروسية متفرعة عن الجيش وتعمل على الحفاظ على النظام والانضباط فيه.
وحيا بوتين استعادة كامل حلب باعتباره «جزءاً مهماً جداً من عودة الوضع إلى طبيعته في سوريا» وقال : «ينبغي القيام بكل شيء من اجل وقف القتال في كل الاراضي السورية». وذكرت وسائل الإعلام الروسية في وقت سابق من الشهر أن جنوداً من الشيشان أرسلوا في إطار الشرطة العسكرية إلى سوريا، واظهرهم شريط فيديو يتحدثون بالشيشانية اثناء استعدادهم للمغادرة بملابس الشرطة العسكرية.
في موازاة ذلك، ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن مقاتلي المعارضة السورية قصفوا جنوب غرب مدينة حلب، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وذلك بعد يوم من الانسحاب الكامل للمقاتلين المعارضين من آخر جيب كانوا يسيطرون عليه في المدينة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن حوالي 10 قذائف أُطلقت على حي الحمدانية جنوب غرب حلب.
وغادر آخر مقاتل من المعارضة المدينة في وقت متأخر أول من أمس الخميس إلى الريف الواقع غربي حلب بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه أدى لخروج نحو 35 ألف شخص من حلب أغلبهم مدنيون.
وأصبح الكثير ممن غادروا المدينة نازحين في مناطق تقع إلى الغرب والجنوب من حلب بما في ذلك محافظة إدلب التي أظهرت لقطات لقناة (أورينت) التلفزيونية التابعة للمعارضة جرافات وهي تزيل الثلوج الكثيفة من طرقاتها صباح أمس الجمعة.
وقال «المرصد السوري» إن الجيش السوري وحلفاءه وبينهم جماعة حزب الله اللبنانية مشطوا المناطق التي انسحب منها مقاتلو المعارضة صباح الجمعة لتطهيرها من الألغام وغيرها من المخاطر. وبث التلفزيون السوري لقطات من منطقة الأنصاري تظهر فيها شوارع خالية ومباني سكنية دمرتها الضربات الجوية.
في السياق، سلم الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن تفصيلاً لعرض موجز لتقرير «فريق مقر الأمم المتحدة لتقصي الحقائق» الذي كلف بالتحقيق في حادث القافلة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري في أوروم الكبرى قرب مدينة حلب، في 19 أيلول / سبتمبر 2016.
وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في إيجازه الصحافي اليومي إن التحقيق خلص إلى أن مجمع الهلال الأحمر العربي السوري في أوروم الكبرى، تعرض لهجوم من الجو من أكثر من طائرة من مختلف الأنواع.
وأضاف: «أشار الفريق إلى أن طائرة تعمل كجزء من قوات التحالف الدولية، وطائرة تابعة للاتحاد الروسي، وطائرة تابعة للقوات الجوية العربية السورية هي الوحيدة التي لديها القدرة اللازمة لتنفيذ هجوم من هذا النوع. وبما أن أي طرف لم يقدم ادعاء بتورط طائرة قوات التحالف الدولية، فقد استنتج الفريق أنه من غير المرجح على الإطلاق تورط التحالف في الحادث». ويخلص التقرير إلى أنه من المرجح أن تكون 3 طائرات مقاتلة من نوع إم آي سورية قد نفذت الهجوم تلتها ثلاث طائرات مقاتلة روسية، ولكن في غياب الدليل القطعي المادي لا يستطيع الفريق أن يحسم بشكل قاطع مسؤولية الهجوم.
وجاء في التقرير، الذي وزع كوثيقة رسمية على أعضاء مجلس الأمن، أن فريق التحقيق ذهب إلى سوريا بين 5 و 9 كانون الأول/ديسمبر، والتقى بعدد من المسؤولين السوريين والروس، كما سافر إلى غربي حلب والتقى بالمحافظ وعدد من ممثلي لجان الإغاثة والضباط العسكريين، وأجرى عدداً من المقابلات مع شهود عيان في حلب الغربية، لكن الفريق منع من معاينة المكان الذي تم فيه الهجوم. والتقى كذلك، بعدد من قيادات المعارضة وممثلين عن الائتلاف السوري المعارض.
ولاحظ الفريق أن عدداً من العربات المدمرة قد أزيل وأن عدداً من المنشآت المدمرة قد تم ترميمه بعد مرور 11 أسبوعا على الحادث. وعاين 370 صورة فضائية، وأجرى مقابلات مع 16 شاهد عيان.
وكانت النتيجة التي توصل إليها فريق التحقيق، أن القافلة الإنسانية التي قتل فيها 10 أشخاص من بينهم 5 من سائقي الشاحنات وجرح 22 آخرين، قد قصفت من الجو بنوعين مختلفين من الطائرات المقاتلة مما يدل على أن تنسيقاً عالياً جرى بين الطائرات العاملة في المجال الجوي نفسه، لكن الفريق «غير قادر على الحسم في موضوع تحديد من الفاعل أو الفاعلين».
عبد الحميد صيام