غزة – «القدس العربي» : كشف قيادي بارز في حركة حماس في تصريحات لـ «القدس العربي»، أن موعد الانتخابات الداخلية للحركة، غير مرتبط بعودة نائب رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إلى قطاع غزة، وأكد في الوقت ذاته أن ترتيبات عقدها تسير بشكل منظم، وتحدث عن عقد لقاءات قريبة مع المسؤولين المصريين، من أجل تجاوز مرحلة القفز عن حماس خلال التعامل مع القطاع.
وقال الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس، إن التحضيرات لإجراء الانتخابات الداخلية للحركة، «تسير بشكل منتظم»، لافتا إلى أن الانتخابات ستجري في موعدها المحدد.
وحول ما أشيع سابقا أن الانتخابات ستجري قبل نهاية العام الحالي، أضاف أن الشارع لا يعلم متى تمت او تتم الانتخابات، إلا بعد أن تنتهي العملية التي تجرى بطريقة سرية.
وكان بذلك يشير إلى عدم إجراء الانتخابات حسب ما أشيع قبل أشهر، دون أن يحدد الموعد الرسمي لعقدها.
وردا على سؤال إن كان البدء في إجراء الانتخابات خاصة في قطاع غزة، مرتبطا بعودة هنية من الخارج، حيث يوجد الآن في دولة قطر، بعد أن وصلها منذ انتهاء موسم الحج، نفى ذلك، وقال «الانتخابات من الممكن أن تجري في غزة، في ظل وجود أبو العبد (هنية) في قطر».
وحول الشخصيات المتوقع فوزها في الانتخابات المقبلة، قال البردويل إن أحدا لا يعرف من سيفوز، مضيفا أن أيا من الفائزين سيلتزم بـ «برنامج ورؤية ونظام حركة حماس». وأوضح أن نظام الانتخابات الداخلي في حماس لا يشمل «الترشح والترشيح»، وأن العملية بكاملها تجري بـ «الاقتراع السري»، وأن مجلس شورى الحركة هو من يقوم بانتخاب أعضاء القيادة المتمثل بالمكتب السياسي.
وأكد أن حماس تعد «حركة شابة» أكثر من حركة فتح، وكان يشير بذلك إلى قيادة الحركة التي تتولي مهام الإدارة حاليا، ومنذ أن تأسست.
إلى ذلك أكد البردويل على قدرة حركة حماس على إجراء الانتخابات في ظل ما وصفها بـ»الظروف الاستثنائية»، وهو بذلك يشير الى إمكانية إجراء الانتخابات في عدة أماكن، حال عدم القدرة على تجميع قيادة الحركة في مكان واحد بسبب الأوضاع. وقال إنه في حال تعثر جمع قادة الحركة من الداخل والخارج «سنبتدع طرق للانتخابات بعيدا عن الاجتماع الموحد».
وكانت حماس قد عقدت آخر انتخابات لها في مصر، فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي، حين تجمع قيادة الحركة من غزة والخارج، وانتخبوا قيادة حركة حماس الحالية.
وسبق أن جرى الإعلان عن تخلي خالد مشعل عن منصبه كرئيس للمكتب السياسي للحركة في الانتخابات المقبلة، بعد أن تولى هذا المنصب لدورتين متتاليتين، حسب نظام الحركة الداخلي، وتبرز في هذا السياق أسماء كل من هنية والدكتور موسى أبو مرزوق، كأبرز الشخصيات القيادية لتولي هذا المنصب خلفا لمشعل.
ولا تعتمد حماس كباقي الفصائل الفلسطينية ومن بينها حركة فتح، على إجراء الانتخابات بصورة علنية، وتعتمد السرية في أداء تلك العملية بشكل كامل. وبالعادة تقوم الحركة بعد إجراء الانتخابات بالإعلان عن أسماء أعضاء القيادة الجديدة، التي تضم في كل مرة شخصيات قيادية جديدة.
إلى ذلك سألت «القدس العربي» البردويل عن آخر تطورات ملف العلاقات مع مصر، فأكد أن الأمور لا تزال «تراوح مكانها»، ما عدا بعض التسهيلات على معبر رفح، التي تمثلت في زيادة عدد مرات فتح المعبر، في الآونة الأخيرة. وأشار إلى أن تلك العمليات الأخيرة والمتكررة لفتح المعبر، ساهمت في تخفيف أزمة السفر القائمة في القطاع بسبب الحصار. لكنه أكد أن تلك التسهيلات كانت من «طرف واحد»، ويقصد الطرف المصري، الذي قال إنه لا يزال يتعامل مع «قطاعات شعبية بعيدا عن رمزية قطاع غزة المتمثل في حركة حماس».
وأوضح أن الجانب المصري لا يزال يقتصر التعامل على «المستوى الأمني»، الذي أكد أن اتصالاته انخفضت مؤخرا بالحركة، على عكس العهد الذي كان قائما فترة تولي اللواء عمر سليمان إدارة الجهاز. ولوحظ مؤخرا أن حدة الهجوم المصري الرسمي والإعلامي الذي يستهدف حركة حماس انخفض كثيرا، غير أن الدكتور البردويل أكد أن هناك «بعض الألسنة مدفوعة الأجر»، لا تزال تغذي الخلاف، مشيرا إلى أن حماس تأمل في أن تكون هناك عملية ترتيب أكبر للعلاقة مع مصر. وتحدث عن لقاءات مرتقبة بين قيادة الحركة والمخابرات المصرية خلال الفترة المقبلة من أجل «تجاوز مرحلة القفز عن حماس خلال التعامل مع قطاع غزة».
وفي هذه الأثناء يوجد الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة المصرية القاهرة، لإجراء لقاءات مع المسؤولين المصريين.
يشار إلى أن العلاقات بين مصر وحماس تدهورت بعد عملية عزل الرئيس مرسي، حيث وجهت القاهرة للحركة عدة اتهامات، من بينها المشاركة في عمليات إخلال بالأمن، وهو أمر نفته حماس، وأكدت على حفاظها على أمن مصر القومي.
ومنذ عزل مرسي وإسقاط نظام الإخوان المسلمين، امتنعت مصر عن استضافة أي وفود من حماس، حتى مارس/ آذار الماضي، حيث وصل إلى القاهرة وفد من حماس من غزة وقطر، وعقد عدة لقاءات مع مسؤولين أمنيين مصريين. وتشرع الحركة بعمليات تأمين أكبر للحدود الفاصلة عن مصر، ضمن التفاهمات التي تمت بين الطرفين، غير أن تلك الاجتماعات لم تشهد تطورا في العلاقة بين الطرفين. وفي ملف عقد اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني، حسب الترتيبات التي تجرى حاليا من قبل قيادة السلطة الفلسطينية، من أجل انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، جدد الدكتور البردويل رفض حماس لما يدور، لأنه كما يقول إنه يقوم على وجوب التحاق الجميع الفلسطيني بما هو مخطط لعقد المجلس الوطني. وأكد على ضرورة تنفيذ اتفاقيات المصالحة قبل الحديث عن المجلس الوطني، لافتا إلى أن الاتفاق السابق مع حركة فتح يقوم على أساس دعوة الإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي تشارك فيه حركتا حماس والجهاد الإسلامي، من أجل وضع الخطط لإعادة تفعيل منظمة التحرير، ووضع قانون لانتخابات المجلس الوطني، وكذلك الاتفاق على برنامج وطني، بهدف الوصول في نهاية المطاف إلى مجلس وطني «يمثل الشعب الفلسطيني بشكل ديمقراطي، ويحافظ على الثوابت الوطنية». ورأى القيادي في حماس أن عقد المجلس وفق ترتيبات حركة فتح «يتناقض مع اتفاقيات المصالحة، ويعد غطرسة لا تخدم الوحدة الوطنية».
وكانت حركة حماس قد أكدت أنه لا صحة للأخبار التي أشيعت عن موافقتها على المشاركة في اللجنة التحضيرية لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني. وأكدت على ضرورة التزام فتح بجميع اتفاقات المصالحة الموقعة والعمل على إصلاح مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. ودعت إلى تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد منتخب يمثل الكل الفلسطيني.