شاء الله تعالى أن يجمع على التوالي رئيسي مصر محمد حسني ومحمد مرسي، في فترة قصيرة جدا ولأول مرة يبقى رئيسان في بلد واحد من غير قتال فعلي فيتخلى أحدهما بضغوط شعبية وخارجية، ويرثه الآخر بانتخابات ديمقراطية كما يقولون، وبعد عزل مبارك سرعان ما تحرك من ورث الحكم مكانه لمحاكمته وزجه في المحاكم والسجون وما زال مبارك يحاكم فيدخل في محكمة ويخرج من أخرى وهو مطمئن بأن لا شيء عليه فقد أخذ الوعود والعهود بعدم المساس به إلا ظاهرا فيما يبدو للإعلام وهذا ما حصل فعلا فلم تصدر المحكمة أي قرار ضده أو ضد ولديه أو ضد من كان معه،والعجيب أن الرئيس الجديد المنتخب بعد حسني ظن أن الوقت أمامه والقرار بيده فلم ينتبه لما يدبر ويخطط له، وفعلا جاءت الصاعقة على مرسي وحزبه بعد سنة من حكمه بالتمام والكمال وكأن الأمر مبيت له. فخرجت الجموع عليه كما خرجت على حسني إلا أن حسني لما رأى الحشود قاصدته في قصره خشي مما لا تحمد عقباه فخلع الحكم بل قل الشعب خلعه وهذا لم يحدث بسهوله بل سالت دماء وفوضى عارمة ولو لم يخرج، رغم أنفه لاخرجه شعب مصر من الدنيا كلها، ولكن وما أدراك ما بعد لكن، فالرئيس المنتخب والذي يتكلم بالشرعية عندما خرج عليه الشعب حاول القضاء عليه بالقوة واستعمل الدين لمواجهة خصومه بعد أن عجز عن استخدام القوة، ولولا العسكر وحكمة تصرفه لسالت الدماء في مصر وأنشأت نهرها الثاني ولكن الله لطف بمصر وأهلها فأوجد لها رجالا يهمهم مصر وأهلها لا حزبهم وجماعتهم، ولهذا أصدر العسكر قراره بعزل مرسي رغم شرعيته، وسجن مرسي في الدفاع مؤقتا بدعوى الحفاظ عليه من غيره والحق هو توقيفه لتحويله إلى القضاء لاحقا، ثم توالت أوامر القبض على الأخوان ومرشدهم ولم تسلم منها حتى قنواتهم فأغلقت ومنع منها أصحابها، والسؤال هو مبارك سيق إلى السجن وسيبرأ لاحقا حتما ولكن إلى أين سيساق مرسي؟ فالرئيسان مسجونان والشعب بلا رئيس . عقيل حامد