الناصرة ـ ‘القدس العربي’ كُشف النقاب أمس الاثنين عن أن أكبر شركات الألبسة في الدولة العبرية، شبكة فوكس، افتتحت فرعًا جديدًا لها في مدينة رام الله المحتلة، وقالت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’، التي أوردت النبأ إن توقيت افتتاح الفرع الإسرائيلي الجديد في الأراضي الفلسطينية لم يكُن صدفة، بل أنه تزامن مع إعلان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن موافقة الإسرائيليين والفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات.
وأوضحت الصحيفة أن الفرع الجديد سيكون مشتبهًا لفروع الشبكة داخل ما يُسمى بالخط الأخضر، وسيتم بيع الألبسة النسائية والرجالية وللأطفال أيضا، وقد اختارت الشركة الإسرائيلية موقعًا هامًا لفرعها، وهو في أحد المجمعات التجارية في رام الله، ليس بعيدا عن الساحة التي أُطلق عليها اسم الرئيس الفلسطيني الراحل، الشهيد ياسر عرفات.
وقالت الصحيفة العبرية أيضا إن الأسعار في فرع رام الله ستكون نفس الأسعار التي يتم التعامل معها داخل فروع الشبكة في إسرائيل. وأضافت الصحيفة قائلةً إن الفلسطينيين تلقوا هذه البشرى بشعور متفاوت بيت مؤيد وداعم لهذه الخطوة، ونقلت عن أحدهم دون أنْ تُسميه قوله إن إسرائيل هي عدو، ومن المحرم علينا التعامل مع العدو، وقال فلسطيني آخر إنه من سخريات القدر أن الاتحاد الأوروبي يُعلن عن مقاطعة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة لعدم قانونيتها، وفي الوقت ذاته تقوم شركة إسرائيلية بفتح فرع لها في قلب السلطة الفلسطينية، وهذا برأي المواطن الفلسطيني هو بمثابة خط أحمر، على حد قوله.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن الخبر عن افتتاح الشركة الإسرائيلية فرعًا في مدينة رام الله انتشرت بسرعة كالنار في الهشيم، وذلك بفضل شبكات التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها فيسبوك.
ونقلت الصحيفة عن مواطن فلسطيني يُعارض أي شكل من أشكال التطبيع بين السلطة الفلسطينية والدولة العبرية، نقلت عنه قوله إن السلطة الفلسطينية تقوم بعملية التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية منذ عدة سنوات، والآن انتقلت أيضًا للتنسيق والتعاون في المجال الاقتصادي مع شركات إسرائيلية، قال بغضب شديد، كما ذكرت ‘يديعوت أحرونوت’.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من النشطاء الفلسطينيين وجهوا نداءات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لأصدقائهم بعدم السكوت، ولكن من الناحية الأخرى، أكدت الصحيفة على أن الحديث لا يدور عن تنظيم مظاهرات، أو مقاطعة الفرع الإسرائيلي، وقال ناشط آخر للصحيفة العبرية إن السلطة الفلسطينية تريد زيادة التعاون والتنسيق مع الإسرائيليين للحصول على ثقتهم، على الرغم من أن السواد الأعظم من الشعب الفلسطيني يرى في إسرائيل عدوا، ولفت أيضًا إلى أن السلطة لا تأخذ بعين الاعتبار التنكيل الذي يتعرض له الفلسطينيون من قبل الاحتلال الإسرائيلي، على حد تعبيره.
من ناحيته قال صاحب الشبكة الإسرائيلية، هارئيل فيزل، للصحيفة العبرية إن شركته تقوم منذ سنوات عديدة ببيع كميات كبيرة من الألبسة للتجار الفلسطينيين بالجملة، وأضاف أنه مؤخرًا توجه أحد تجار الجملة من الضفة الغربية إلى الشبكة وطلب أن نقوم بافتتاح فرع عادي للشركة في رام الله، ونحن من طرفنا وافقنا على ذلك، على حد تعبيره.
وأضاف فيزل قائلاً إن الفرع في رام الله سيعمل وفق أنظمة الشركة في جميع أنحاء العالم، حيث سيؤجر الفرع لتاجر فلسطيني يُديره، لافتًا إلى أن الشبكة تملك في جميع أنحاء العالم 268 فرعا، مؤكدا على أن الشبكة الإسرائيلية تعمل في بلدان مثل كازاخستان ومنغوليا وسنغافورة وروسيا وأماكن أخرى في العالم، على حد تعبيره.