نيويورك ـ «القدس العربي»: يعرض متحف المتروبوليتان المشهور في نيويورك معرضا فنيا عن مدينة القدس بين عام 1000 و 1400 تحت عنوان «القدس لشعوب كل ما تحت السماء». ويصور المعرض دور المدينة العظيمة في التأثير على الفنون في هذه القرون الأربعة. فقد شهدت المدينة في هذه المرحلة نهضة فنية وثقافية كبيرة حيث انتشرت فيها الثقافات والأديان واللغات أكثر من أي وقت مضى. وفي زمن السلم وزمن الحرب ظلت المدينة مصدر وحي وإلهام لكل أنواع الفنون ذات الجماليات المنوعة. ويعتبر المعرض الذي بدأ يوم 26 ايلول/سبتمبر الماضي وينتهي يوم 8 كانون الثاني/يناير الحالي الأول من نوعه الذي يعرض جماليات المدينة وثقافاتها المتعددة بحيادية بينة تظهر ثروة المدينة الفنية في العصور الوسطى.
في هذه الفترة تعرضت المدينة للاحتلال الصليبي (1099-1187) ما جعلها وجهة مفضلة للكثير من الشعوب الأوروبية الذين كانوا مأخوذين بسحر المدينة وعبقها التاريخي، فهرعوا إليها يحملون معهم فنونهم وخيالاتهم فتحولت المدينة إلى مركز إبداع فني وثقافي لا مثيل له في عالم العصور الوسطى.
وقد استعيرت القطع الفنية من نحو 60 متحفا ومؤسسة ومكتبة من بينها المتحف الإسلامي ومكتبة المسجد الأقصى في القدس، والمتحف الإسلامي في الدوحة، ومتحف الفنون الجميلة في باريس، ومتحف اللوفر، ومكتبة الكونغرس، ومتحف المتروبوليتان في نيويورك، ومتحف الفاتيكان، ومتحف الكنيسة اليونانية في القدس، والمكتبة الوطنية الإسرائيلية والمتحف البريطاني بالإضافة إلى المقتنيات الخاصة لأفراد وشخصيات، من بينها مقتنيات آل صباح في الكويت، وناصر خليل في لندن وغيرها الكثير. لكن القطع الكبرى والأساسية في المعرض جاءت من القدس نفسها ومن أتباع الديانات الرئيسية الثلاث.
يضم المعرض 200 قطعة فنية تشمل الأطباق المذهبة والعملات والتحف والصناديق المزخرفة والخرائط والتماثيل والكتب المقدسة مثل القرآن والتوراة والإنجيل. وقد احتل المعرض جزءا واسعا من الطابق الثاني ويتوزع على ست صالات.
يشير المعرض إلى أن المدينة تعرضت عام 1030 إلى عدد من الزلازل أدت إلى تدمير العديد من معالمها التاريخية. كما قام السلطان الفاطمي «الحاكم» الذي اصيب بلوثة من الجنون بتدمير العديد من المعالم المسيحية ومنها كنيسة القيامة. فقام الملك الفاطمي الظاهر بالتعاقد مع التجار الإيطاليين أولا ثم مع الإمبراطور البيزنطي لإصلاح المدينة. وبالفعل بدأ إصلاح المعالم الرئيسية إلا أن الموجات الصليبية وصلت المدينة واحتلتها بطريقة دموية. وبعد طردهم منها على أيدي القائد صلاح الدين الأيوبي عام 1187 وطرد آخر بقايا الصليبيين عام 1295 على أيدي المماليك، عاشت المدينة بعدها قرنين من الاستقرار شهدت أكثر فترات الإزدهار الثقافي والعمراني والعلمي والفني وتدفق عليها الزوار والحجاج ليس من أتباع الديانات الثلاث فحسب، بل من أماكن بعيدة كما توضح السيدة ميلاني هولكومب، وهي واحدة من منظمي المعرض. «إن فكرة تنوع الشعوب والمزيج الغني للناس في القدس شيء تجده مكررا مرارا في الكثير من المصادر التي أرخت لتلك الفترة»
المعروضات
يحاول المعرض أن يكون منصفا لكافة مكونات المدينة الأساسية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام. فهو يضم العديد من القطع الإسلامية النادرة مثل الإصطرلاب والمجوهرات والعملات الذهبية والحلي والجواهر الذهبية والمواعين النحاسية التي كانت تسمى «الرصافة» في إشارة لمصدرها الأصلي والتي تستخدم لتقديم الطعام في قصور السلاطين. كما يحتوي المعرض على العديد من المصاحف النادرة بأحجام متعددة ومكتوبة بخطوط وألوان مختلفة. وفي المستوى نفسه بل وأحيانا أكثر من حيث العدد هناك الكثير من المعروضات المسيحية واليهودية.
بعض القطع الفنية المعروضة ليست بالضرورة مصنوعة في القدس، كما تقول هولكومب، بل صنعت في الخارج وأحضرت إلى المدينة أو صنعت في المدينة ورحلت إلى الخارج أو أبدعها خيال الفنانين الذين يتيهون عشقا بها دون أن يعرفوها شخصيا فأنتجوا هذه اللوحات والقطع الفنية التي كانت تدور في مخيلاتهم عن المدينة.
تشويه متعمد
من بين الملاحظات التي يلتقطها الزائر العربي للمعرض تعمد عدم ذكر بعض المعلومات الأساسية أو تشويهها رغم أن القائمين على المعرض يصرون على الطابع الفني وليس السياسي أو الديني للمعرض.
– عند ذكر صلاح الدين الأيوبي تعمد القائمون على المعرض أن يتجاهلوا هويته الإسلامية رغم أنه ذكر في معرض إنهاء الحكم الصليبي للقدس عام 1187. وفي الكتاب الضخم الملحق بالمعرض والذي يحمل اسم المعرض نفسه، تجد الكثير من التفاصيل المهمة لكن ما كتب تحت اللوحات والقطع الفنية والأثرية هو الذي يشاهده الزوار ويكونون أفكارهم عن القدس بناء على مشاهداتهم.
– تحت صورة ضخمة لقبة الصخرة المشرفة تعمد القائمون على المعرض أن يشيروا إلى قداسة المكان حيث يسميه المسيحيون جبل الرب ويسميه اليهود جبل الهيكل.
– لا توجد أي إشارة في المعرض إلى أن قبة الصخرة بنيت في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بينما يسهبون في وصف محاولة النبي إبراهيم التضحية بولده (إسحق حسب العقيدة اليهودية) تحت قبة الصخرة.
– يتحدث المعرض عن إعادة توحيد القدس عام 1967 لكن القائمين على المعرض والكتاب المرافق له استخدموا كلمة «تحرير» القدس الشرقية عام 1967. وقد حاولت تقديم احتجاج إلا أن عددا كبيرا من المسؤولين الكبار ما زالوا في إجازات أعياد الميلاد ورأس السنة.
رغم بعض هذه النواقص إلا أن المعرض يستحق الزيارة وخاصة من العرب والمسلمين. لكن الحقيقة أن الغالبية الساحقة من زوار المعرض كانوا من المدارس التلمودية وكل مجموعة طلاب يتقدمهم معلم يشرح لهم بالتفصيل عن كل قطعة تعود إلى التاريخ اليهودي بينما كانوا يتعمدون عدم التوقف عند كل ما هو إسلامي. إنها الطريقة الأمثل في تعزيز الانتماء لدى أبناء الجالية اليهودية بينما يستخف كثير من العرب من مسلمين ومسيحيين بأهمية تثقيف أبناء الجيل الذي ولد في المهجر على الحضارة العربية بشقيها الإسلامي والمسيحي في مدينة القدس والتي ظلت في أيدي أصحابها الأصليين أكثر من 2000 سنة لغاية احتلالها سنة النكبة عام 1948 واحتلال ما تبقى منها عام 1967.
عبد الحميد صيام
اذا هم اغتصبو كل فلسطين و غيرو اسمها الى اسرائيل والنبى اسرائيل منهم برىء وهؤلاء شرذمه اصولهم من سجون اوربا وتم تمكينهم
بعهد بلفور لامتلاك فلسطين واخراج اهلها منها
تزوير الحقائق فى المعرض او الكتب هو حيلة اللصوص ليضفو شرعيه على ما يفعلونه الان فى فلسطين
الحل هو المقاومه والصبر ولايضيع حق ولو اصحاب