كتب الكثير عن الرئيس الأمريكي المنتتخب دونالد ترامب. سليط اللسان، شاذ السلوك، ضيف بنات الليل في موسكو، أب أجمل بنت، زوج أجمل امرأة. ومع ذلك طويل العين، همجي التصرف، غريب الأطوار، والواقف على «برج» من الدولارات.
في أول ظهور لترامب لم يكن أحد يهتم به، واستطلاعات الرأي- بداية- لم تتوقع له حتى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري. لكن ترامب كان يعرف كيف يخاطب الفئات الشعبية الأمريكية، كيف يتكلم مثلما يتكلم أمريكي في مقهى شعبي، أو ملهى ليلي بلغة شعبية لا تنقصها الوقاحة. كان ترامب يعرف كيف يتحدث إلى الأمريكيين المحبطين من سياسات باراك أوباما الضعيف، إلى الأمريكيين الذين يعشقون «البطولة» في المخيال الشعبوي الأمريكي. هل كان ترامب هو النسخة المنقحة من «الكاوبوي» الذي عشق فيه الشعبويون انطلاقه بلا قيود؟ ليس بالضرورة أن يكون البطل في المخيال الشعبي نبيلاً بالطبع، ومع ذلك يعشقه الجمهور، ويغفرون له زلاته.
يحكى أن أجهزة استخبارات عالمية هددت رئيس دولة آسيوية بفضحه بتسريب أشرطة فيديو تحتوي على مشاهد جنسية فاضحة له. قيل حينها إن الرئيس قهقه عالياً، وقال: سربوها، أنتم – بذلك – تقدمون لي أكبر خدمة، تجعلني بطلاً قومياً في نظر الشعب. وكما غفر الأمريكيون لبل كلينتون سلوكه الشاذ في البيت الأبيض، وغفرت له المسكينة هيلاري، يغفر الأمريكيون زلات نجوم هوليوود الذين يعد دونالد ترامب واحداً من أكثرهم بريقاً ولمعاناً. لا يمكن بالطيع التقليل من المخاطر التي تحملها تغريدات الرئيس ترامب، لكن الموجة الشعبوية الأمريكية التي حملته إلى بوابات البيت الأبيض لا ترى تلك المخاطر.
أهم شيء تريده هذه «الموجة الشعبوية» هو أن تنتقم من «التسلط النخبوي» الذي أنتج سياسات فاشلة اضطرت الفئات الشعبية إلى الخروج عن «سلبيتها السياسية» لتقضي على «أبراج النخبة»، التي مكث فيها باراك أوباما ينظر للسلام العالمي، فيما براميل الرئيس السوري تحصد مئات الآلاف من السوريين. الشيء الملحوظ عن ترامب و»الترامبية» أنها أصبحت ظاهرة عالمية تتلخص في رغبات التيارات الشعبوية في التخلص من دمى الليبرالية الفجة، ومنظري العولمة الزائفة. غير أن المشكلة التي لم يدركها الشعبويون هي أنهم كنسوا النخبويين بنخبويين آخرين من مستوى آخر، أي أنهم طردوا هيلاري كلينتون وامتدادات الحزب الديمقراطي من البيت الأبيض ليسلموا هذا البيت إلى «النخبة المالية» التي ستكون بلا شك أكثر خطراً من منظري العولمة الليبرالية.
اللافت أن الوطن العربي بشكل أو بآخر شهد ظاهرة مشابهة، حيث مثَّل صعود المليشيات يأس الفئات الشعبوية المهمشة من الخطابات النخبوية العربية التي سادت فترة ما بعد الاستقلال إلى اليوم. لعل الدافع وراء المليشيات المنفلتة في المنطقة العربية كان نقمة الجماهير الغاضبة على سياسات النخب العربية الفاشلة التي وصلت إلى طريق مسدود. وكما كان اختيار الشعبويين الأمريكيين لدونالد ترامب خطاً فادحاً، فإن انجرار فئات شعبوية عربية وإسلامية وراء مليشيات مثل تنظيم «الدولة»، و»القاعدة»، والحشد الشعبي والحوثيين وغيرها من المليشيات يعد كارثة لم تجرف في طريقها النخب العربية السياسية والثقافية الفاسدة وحسب، ولكن جرفت أسس الدول، ومزقت نسيج المجتمعات.
وبالعودة إلى الحالة الأمريكية، فإنه نظراً لقوة مؤسسات الدولة سلك «الشعبويون» المسلك الديمقراطي في حربهم على «النخبويين»، وهذا عكس ما صار في البلاد العربية، حيث لا توجد مؤسسات قوية باستثناء المؤسسات الأمنية والعسكرية إلى حد ما، الأمر الذي جعل تعبير الشعبويين العرب عن اشمئزازهم من النخبويين يصل مديات مدمرة. وقد ساعدت عدة عوامل في بروز «الظاهرة الشعبوية» العالمية، ولعل وسائل التواصل الاجتماعي كانت أول العوامل المهمة في بروزها، حيث يسرت هذه الوسائل للجمهور أن ينافس النخبة في المنابر المتعددة، والصحيفة التي كانت تحتكرها النخبة لعدد من الأقلام المتكلسة أصيبت بالإفلاس مقابل ملايين صفحات الفيسبوك وتويتر وتطبيقات الواتس آب التي أتاحت للموجة الشعبوية اكتساح الفضاء الإلكتروني، وفعَّلتْ حراكاً جماهيرياً كان الانفلات أكبر مزاياه.
يمكن كذلك فهم ثورات الربيع العربي من هذا المنطلق، منطلق الفئات الشعبوية التي خذلتها نخبها السياسية والثقافية والدينية، حيث قرر أبناء الحارات والشوارع الخلفية ورواد مقاهي الإنترنت والمطاعم الشعبية النزول إلى الشوارع لإسقاط الأنظمة السياسية التي كانت في نظر الشعبويين المعادل الموضوعي للتسلط النخبوي الممتد منذ خمسينيات القرن الماضي في الوطن العربي.
هل يمكن بهذا المنظار النظر إلى بروز الترامبية في المجتمع الأمريكي، والتوجهات القومية في القارة الأوروبية على أساس أنها المقابل الغربي للربيع العربي؟ وهل ستكون آثار «الربيع الغربي» مشابهة لآثار نظيره العربي؟
يبدو أن قوة المؤسسات وحيوية المجتمعات الغربية ستحول دون وصول «الربيع الغربي» إلى المآلات ذاتها التي وصل إليها «الربيع العربي»، ولكن «الربيعين» بلا شك لن تقف نتائجهما عند وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ووصول الحشد الشعبي إلى الموصل، بل ستظل مجموعة من العوامل تتفاعل داخل المجتمعات منتجة حالات من السيرورة المتجددة ما دام ميزان العلاقة بين القمة والقاعدة، أو بين النخبويين والشعبويين مختلاً بفعل الظلم الاجتماعي والخلل الاقتصادي، والانسدادات السياسية والممارسات الديمقراطية الزائفة.
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»
د. محمد جميح
المُلاحظ من الصحافة العربية أنها تُردد كل ما تقوله الصحافة الامريكية — MSM — عن دونالد ترامب .. !!!
وهذا غير مهني من جهة وغير مُنصف ايضاً .. ارجو أن تقوم صحيفة القدس بمقابلة ترمب شخصياً .. شخص آسر جداً وصريح ..
هو لن يكون متعاطفاً مع القضايا العربية .. ألم يتعلم العرب بعد أن لا أحد يهمه مصلحتك سواك ..!
هو امريكي .. ويسعى لمجد امريكا ومجده الشخصي طبعاً .. وهو لا يُمثّل النخبة الغنية كما تقول .. إذ كيف يُمثّل النخبة الغنية وكل اغنياء امريكا وقفوا ضده !!! وهو لا يُمثّل الكابوي … يا رجل .. دونالد ترامب من مدينة نيويورك ..!
لكنه يُمثّل الامريكي الوطني .. الامريكي الغيور على وطنه ومن الخطأ تفسير ذلك أنه عنصرية ..!
يُمثّل امريكا التي إنتصرت في الحرب العالمية الثانية .. يُمثل النهضة العمرانية والصناعية التي عمّت امريكا بعد تلك الحرب ..
لا يُدخن .. لا يشرب الخمر .. لا يتعاطى المخدرات .. اليسار الامريكي ودُعاة الإنحلال لا يعجبهم ذلك ..!
أنظر لابنائه وبناته .. أشخاص مستقيمين – حسب المعايير الامريكية – ومهنيين جداً .. المال يُفسد الابناء في العادة .. صعب جداً تربية ابناء مستقيميين في امريكا .. دونالد نجح لأنه رجلٌ جيد .. !
دونالد ترمب يطرح أسئلة سهلة وبديهية .. مثل .. ما الفائدة من حلف الناتو إذا كانت الحرب الباردة قد إنتهت والاتحاد السوفييتي تفكك ؟!!
سؤال بديهي آثار الكثير من الدهشة وردّات الفعل المتشجنجة .. صحيح ما فائدة حلف الناتو ؟ أنا ايضاً أتسائل ..
هل يستعدون لصد غزاة من الفضاء مثلاً ؟!!!
تقول : “عندما ظهر لم يكن أحد يهتم به .. !! ” هذا لأنه manipulative .. بارع جداً في خداع خصومه وتحريكهم في الإتجاه الذي يريد .. هذا الرجل يحسب كل كلمة وكل خطوة .. وحتى عندما يعطس تأكد أنه يقصد ذلك .. جميع تحركاته مدروسة .. والدليل أنظر أين هو اليوم .. كثيرة الأمثلة على دهائه .. في الليل خطب اوباما خطبته الأخيرة .. المفروض أن الصحافة تغطي خطبة الوداع صباح الثلاثاء وتحتفي بها طوال الأسبوع … ماذا فعل ترمب ؟ أعلن عن مؤتمره الصحفي الاول الصباح التالي لخطبة اوباما .. وتعمّد إهانة مراسل الــ CNN .. فأصبح هو حديث الإعلام طوال الاسبوع ونسى الناس خطبة الوداع للرئيس باراك اوباما ..!
بتغريدة يرفع أسهم الشركات وبتغريدة أخرى يخسفها للقاع .. اعتقد أن النخبة بدأوا ينتبهون الآن ..!
*(ترامب) الغريب الاهوج المتسرع
سوف يتغير عندما يجلس ف البيت
الأبيض (رسميا) وسوف يستمع لنصائح
مساعديه ومستشاريه..
ف النهاية (أمريكا) بلد (مؤسسات)
وليس بلد أشخاص..
سلام
أؤيد الكثيرمما أورده السّيد دزموند خليل بشأن شخصية ترامب.باختصاركي نفهم ونفقه شخصية أقوى رئيس دولة في العالم اليوم ولها انعكاسات مباشرة على الواقع العربيّ وقضاياه ؛ يجب أنْ نتعامل مع الوقائع لا الفرضيات…باختصاركثيف شخصية ترامب ( عملية ) دون المروربالروتين المألوف ؛ فهوأقرب إلى حالة ( التسامي ) في الفيزياء.أي المرورمن الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية أوبالعكس من دون المروربالحالة السائلة.
فهم قضية ( الزمن ) في شخصيته أساس لفقه شخصيته.هويتعامل مع الزمن وفق قانون أنشتاين ( الضوئي ).أي التسارع المنتج لحالة أرقى… من هنا ممكن أنْ يحدث تباين له مع قادة الصهيونية لاحقاً…لأنّ الصهيونية تتعامل مع قضية ( المكان ) كأساس لا الزمان.
يقول الكاتب المحترم: “«أبراج النخبة»، التي مكث فيها باراك أوباما ينظر للسلام العالمي، فيما براميل الرئيس السوري تحصد مئات الآلاف من السوريين.” و كأن اوباما هو الامام العادل المستبد المنتظر. الى متى سنبقى بهذه العقلية التي تنتظر الفرج و لو من الاعداء. الم يئن لنا ان نفهم ان تناقضنا الاكبر هو اساسا مع امريكا بصفتها قائدة للعالم الغربي؟؟
و يزيد الكاتب الفاضل الطين بلة عندما يصف حكام العرب ما قبل الربيع العربي او ما قبل داعش بالنخب. قد تكون بعض النخب تولت الحكم لفترات قصيرة و لكن اغلب ذلك انتهى في الخمسينيات و اختفى تماما بعد هزيمة 67.
اما ثالثة الاثافي فهي وصف صعود ترامب اليميني بالربيع الغربي و تشبيهه بالربيع العربي. كمن يشبه البطيخ بالفلفل الاحمر.