نتنياهو يتنصل من تسوية الدولتين ويطلق العنان للاستيطان في القدس وترامب يدعوه لواشنطن

حجم الخط
1

الناصرة ـ «القدس العربي»: كشف في إسرائيل أمس أن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو تلقى غداة تنصله من تسوية الدولتين دعوة من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لزيارة واشنطن، التي تبدي إشارات بأنها ستطبق وعوده بنقل السفارة الى القدس المحتلة.
وكان نتنياهو قد كشف قبيل جلسة الحكومة الأحد زيف مزاعمه بموافقته على «حل الدولتين» في خطاب بار إيلان عام 2009 تزامنا مع ضغوط أمريكية وقتذاك، واعترف بأكاذيبه حين صرح، خلال اجتماع لوزراء حزبه الليكود، أمس، انه ليس مستعدا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تماما.
وكأنه يقدم هدية للفلسطينيين زعم نتنياهو أن ما يستطيع إعطاءهم هو ليس تماما دولة كاملة الصلاحيات، وإنما أقل من دولة ولذلك فإنهم لا يوافقون على ذلك.
وجاء تصريح نتنياهو بعد توضيح الوزير اوفير اوكونيس بأنه خلافا لنتنياهو، يعارض حل الدولتين، وأن هذا هو موقف حزب الليكود. ورد نتنياهو مدعيا أن اوكونيس لا يفهم موقفه في موضوع ‘قامة الدولة الفلسطينية، وقال له: «أنا متأكد من أنك لو سمعت موقفي بالتفصيل لما كنت ستعارضه”.
وكان نتنياهو قد ادعى في خطاب بار ايلان، في 2009، بأنه يتقبل حل الدولتين، وقال إنه يدعم «إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح الى جانب اسرائيل اليهودية». وعشية الانتخابات العامة الأخيرة في 2015 تنصل نتنياهو من الخطاب، وقال إنه إذا تم انتخابه فلن تقوم دولة فلسطينية وبعد عدة أيام من الانتخابات عاد وقال إنه يقبلها. وكان والده قبل وفاته، قد كشف عن الحقيقة بقوله بعفوية للقناة الإسرائيلية الثانية في 2009 إن ابنه يرفض الدولة الفلسطينية وإن قبوله المعلن جاء بدوافع تكتيكية فقط. ولاحقا أثبت الابن قول أبيه فلم يفوت فرصة لوضع العصي بعجلة المفاوضات وزرع الأرض الفلسطينية تهويداواستيطانا وتحريضا على الفلسطينيين واتهامهم بعرقلة المفاوضات برفضهم الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

أم المستوطنات

واستجابة لطلب الرئيس الأمريكي الجديد بعدم مفاجأته بقرارات جديدة سعى نتنياهو لتأجيل التصويت على ضم مستوطنة معاليه ادوميم للسيادة الإسرائيلية الذي يعني بتر الضفة الغربية لشطرين والإجهاز نهائيا على تسوية الدولتين، لكنه في الوقت نفسه أطلق العنان للاستيطان في مناطق أخرى في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس.
وفي ختام اجتماع المجلس الوزاري تقرر تأجيل التصويت على مشروع قانون ضم مستوطنة معاليه ادوميم الى ما بعد اللقاء المرتقب مع ترامب.
ويستدل من دوافع نتنياهو لتأجيل التصويت ما قاله بعض الوزراء عن نتنياهو، ونقلوا عنه تأكيده خلال الاجتماع انه يدعم فرض السيادة الإسرائيلية على معاليه ادوميم، لافتا الى أنه من الواضح للجميع أن هذا سيحدث في كل اتفاق مستقبلي. ومع ذلك قال من المهم أن لا نفاجىء الإدارة الأمريكية الجديدة بعد عدة أيام من تنصيب ترامب. وقال وزراء شاركوا في الجلسة لصحيفة «هآرتس» أمس ان وزير المالية موشيه كحلون، قال إن دفع القانون في التوقيت الحالي يمكن ان يتم التعامل معه من قبل الإدارة الجديدة، كاختطاف.
في المقابل ابلغ نتنياهو أعضاء المجلس الوزاري المصغر، بأنه قرر إلغاء كل القيود المفروضة على دفع خرائط البناء (الاستيطاني) في الشطر الشرقي من القدس المحتلة في لجنتي التنظيم والبناء المحلية واللوائية. وحسب مسؤولين كبار اطلعوا على النقاش خلال الجلسة، قالوا إن نتنياهو ينوي دفع مخططات للبناء في الكتل الاستيطانية في الضفة.
وكان تصريح نتنياهو هذا، أحد أسباب موافقة وزراء البيت اليهودي على تأجيل التصويت على قانون ضم مستوطنة معاليه ادوميم.
استئناف تهويد القدس

وصادقت لجنة التخطيط والبناء على تراخيص لبناء 566 وحدة في احياء راموت، بسغات زئيف ورمات شلومو الواقعة وراء الخط الأخضر، التي عارضت إدارة اوباما البناء فيها كما صادقت اللجنة على البناء للعرب في العاصمة.
وقال رئيس البلدية نير بركات لإذاعة الجيش «لقد اجتزنا ثماني سنوات صعبة من إدارة اوباما الذي ضغط من أجل تجميد البناء». الى ذلك قال وزير الأمن افيغدور ليبرمان خلال لقاء مع الجنرال الأمريكي ديفيد بيتروس، إنه لا يوجد أمل في التوصل لاتفاق ثنائي بين إسرائيل والفلسطينيين زاعما ان «الصراع سينتهي فقط في إطار اتفاق إقليمي شامل».
ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرى بخلاف ذلك، فقد نسب له قوله خلال محادثة هاتفية مع نتنياهو انه يمكن تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بواسطة المحادثات المباشرة بين الطرفين فقط. وقال إن «الولايات المتحدة ستعمل بشكل وثيق مع إسرائيل من أجل تحقيق تقدم نحو هذا الهدف»، حسب ما جاء في بيان صدر عن البيت الأبيض.
لكن ليس من الواضح ما إذا ناقش نتنياهو وترامب مسألة نقل السفارة. واكتفى ديوان نتنياهو بالقول إن المحادثة بين الطرفين كانت دافئة، ونوقش خلالها موضوع الاتفاق النووي الإيراني والعملية السياسية مع الفلسطينيين ومسائل أخرى». واضاف أن «الرئيس ترامب دعا نتنياهو لزيارة واشنطن في فبراير/ شباط المقبل وسيتم قريبا تحديد الموعد».
وحسب بيان البيت الأبيض، قال ترامب لنتنياهو إن الولايات المتحدة تولي اهمية كبيرة للعلاقات الأمنية، والعسكرية والاستخبارية مع اسرائيل، التي تعكس الشراكة العميقة والملزمة بين البلدين. وجاء في البيان، ايضا أن الرئيس ترامب ونتنياهو اتفقا على مواصلة المشاورات الوثيقة في سلسلة من القضايا، بما في ذلك التهديد الإيراني». وأكد الرئيس التزامه غير المسبوق بأمن إسرائيل. وأوضح أن محاربة داعش وبقية تنظيمات الإرهاب الاسلامي ستكون في مقدمة جدول أعمال الإدارة».
نقل السفارة
ومع ذلك سارعت جهات سياسية إسرائيلية للترحيب ببيان البيت الأبيض حول البدء بمناقشة موضوع نقل السفارة الى القدس. وقال وزير شؤون القدس وشؤون البيئة، زئيف الكين (ليكود): «أنا ارحب بقرار ترامب بدء تطبيق وعده الانتخابي بشأن نقل السفارة للقدس… القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل حسب القانون الإسرائيلي، والكونغرس الأمريكي اعترف بذلك في قانون خاص. آن الأوان لتطبيق ذلك عمليا ونقل السفارة».
وقالت الوزيرة ميري ريغف (ليكود) إنها ترحب بقرار الرئيس الأمريكي «تحريك عملية نقل السفارة الى القدس». وتابعت» انتهى وقت الكلام، ودقت ساعة العمل».
وقال رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، ان «ترامب يثبت أنه صديق حقيقي لدولة إسرائيل، ينفذ وعوده. البيان يحول رسالة واضحة الى العالم كله أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل. وسنوفر للإدارة الأمريكية كل المساعدة المطلوبة من أجل نقل السفارة بأسرع ما يمكن». وكشف بركات لإذاعة الجيش أمس أن مهندس بناء السفارات الأمريكية زار القدس مؤخرا تمهيدا لاختيار موقع محتمل لبناء السفارة.
الى ذلك اعلن السفير الموعود ديفيد فريدمان بأنه ينوي الاقامة في القدس وليس في بيت السفير الأمريكي في هرتسليا. ويملك فريدمان منزلا في حي الطالبية في القدس المحتلة يقيم فيه خلال زياراته الى البلاد.

نتنياهو يتنصل من تسوية الدولتين ويطلق العنان للاستيطان في القدس وترامب يدعوه لواشنطن

وديع عواودة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تيسير خرما:

    بانطلاق إدارة جديدة للنظام العالمي مختلفة بكل المعايير عن كل ما سبق فإنه يبدو أن استهداف وتنفيذ حل الدولتين من قبل مجتمع دولي أصبح من الصعوبة بمكان إلى درجة أن الحل الأسهل للاستهداف والتنفيذ من قبل المجتمع الدولي تفكيك إيران إلى خمسة دول وتهجير سكان طهران وأصفهان وقم شرقاً إلى قرغيزستان وسيبيريا وإحلال فلسطينيين ولبنانيين مكانهم وتطبيق وعد ” أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ” لتمهيد الطريق أمام حل الدولة الواحدة، ولم تكن الأمور لتصل لهذا الحد من الإنهيار بدون مغامرات حرس ثوري ولاية فقيه بالعالم العربي.

إشترك في قائمتنا البريدية