إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع مطلع العام 2017 وبعد أيام قليلة فقط من اعلان وقف اطلاق النار، فتح تنظيم الدولة جبهة قتالية واسعة في مدينة دير الزور ومطارها في إشارة إلى المضي نحو تحقيق أهدافه بعيداً عن المسارات السياسية التي انتهجتها فصائل المعارضة السورية المسلحة؛ وبدا ان التنظيم أولى اهتماماً استثنائياً لهذه المعركة قياساً بجولات سابقة من القتال في هذه الجبهة للسيطرة على المطار طيلة سنوات.
ورغم التقدم الذي حققه تنظيم الدولة، الا ان السيطرة على مواقع النظام بدير الزور المستعصية عليه منذ أكثر من عامين لا تزال مهمة شاقة وقد تجهض كما سابقاتها من المحاولات.
مصادر خاصة بـ «القدس العربي» كشفت عن ان تنظيم «الدولة» زج لأول مرة قوات خاصة من قواته المعروفة باسم جيش الخلافة، والتي لم يسبق لها المشاركة في معارك سابقة». وتحدث المصدر عن ان هذه القوات «تلقت تدريبات لخوض معركة دير الزور بشكل خاص».
ورأى، ان معركة دير الزور «قد لا يكون من بين أهدافها القريبة السيطرة على كامل المدينة ومطارها، لكن المعركة تعد خطوة مهمة على طريق تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي للتنظيم».
جاءت هذه المعركة بينما تحدثت مصادر بأن «قوات المعارضة المسلحة في مناطق القلمون ينسقون مع قوات النظام لتشكيل قوة جديدة من ابناء مناطق سيطرة تنظيم الدولة ليكون لديهم دافع أكبر لقتال التنظيم». وان «جنوداً من قوات النظام سلموا انفسهم إلى تنظيم الدولة ادلوا باعترافات تتعلق بخطط النظام في دير الزور ما دفع تنظيم الدولة إلى اتخاذ هذا الإجراء الاستباقي».
من جهته تحدث أحد قيادات «الجيش السوري الحر» من أبناء مدينة دير الزور، ويعيش في احدى بلدات ادلب، قال لـ «القدس العربي» ان «تنظيم الدولة باشر هذه المرة عمليات عسكرية بتكتيكات مختلفة عن معارك سابقة بما يشير إلى ان تنظيم الدولة يسعى لتحقيق كامل اهداف المعركة قبل توقفها، كما حدث في مرات سابقة». وأضاف «ان تنظيم الدولة يسعى من هذه المعركة تهيئة المدينة لأن تكون معقلاً هاماً إذا استطاعت قوات سوريا الديمقراطية محاصرة مدينة الرقة «، حسب رأيه.
وأكد ان تنظيم «الدولة» يحاول السيطرة على كامل مدينة دير الزور ومطارها رغم صعوبة المعركة، لتكون «مركزاً لتجميع مقاتليه الذين من المتوقع عودتهم من معارك الموصل إليها إذا استطاعت القوات العراقية السيطرة على كامل مدينة الموصل بغضون الاشهر المقبلة».
وأشار القيادي في «الجيش السوري الحر» إلى ارتباط معارك السيطرة على دير الزور في جوانب منها «بما يجري على الحدود العراقية السورية من معارك عسكرية تخوضها قوات حكومية باسناد قوات من الحشد العشائري وطيران التحالف الدولي لاستعادة السيطرة على ما تبقى من مدن الانبار، راوة وعانه والقائم، الملاصقة لمدينة البو كمال السورية 130 كيلومتراً جنوب شرقي دير الزور».
يذكر أن محافظتي دير الزور السورية والأنبار العراقية ترتبطان بجوار جغرافي وتداخل قبلي على جانبي الحدود حيث تنتشر قبائل وعشائر الجبور والعكيدات والبكارة وشمر وغيرها.
وفي الجانب العسكري، أكد القيادي في «الجيش السوري الحر» ان «سيطرة تنظيم الدولة على المدينة والمطار ستوفر له مساحة من حرية الحركة لاسناد معارك الرقة بالسلاح أو المزيد من المقاتلين، وكذلك ما يتعلق بمعارك تدمر في ريف حمص الشرقي».
ويشكل مثلث الرقة في شمال سوريا ودير الزور شرق سوريا وتدمر في ريف حمص الشرقي، عمقاً جغرافياً لمقاتلي التنظيم.
ويتمتع موقع دير الزور الجغرافي، بأهمية كبيرة لمعارك تدمر التي من المنتظر ان «تنفتح باتجاه ريف مدينة حمص في مرحلة مقبلة إذا استطاعت قوات تنظيم الدولة تثبيت وجودها في تدمر والسيطرة على مطار التيفور لتهديد مناطق سيطرة قوات النظام في ريف محافظة حمص ومراكز الكتلة البشرية للطائفة العلوية في المحافظة، وهي عملية لا تبدو يسيرة نظراً لتحصن قوات النظام منذ سنوات بهذه المناطق ذات الخليط الأقلوي».
وتأتي أهمية مدينة دير الزور لدى قادة تنظيم «الدولة كمعقل بديل أكثر أمناً من مناطق تواجده سابقاً في العراق، كما يتمتع تنظيم الدولة بتواجد كثيف لمقاتليه في محافظة دير الزور. وتلعب العشائر دوراً مهماً في مسار الاحداث في محافظة دير الزور التي تتميز بتركيبة سكانية يغلب عليها الطابع القبلي في حياتهم اليومية.
وفي هذا السياق، تحدث لـ «القدس العربي»، أحد شيوخ القبائل في دير الزور، رفض الكشف عن اسمه، عن ان «اتفاق وقف اطلاق النار وقبول الفصائل السورية بها وضعنا امام خياري النظام وايران وروسيا أو خيار تنظيم الدولة».
واضاف، ان العشائر يئست من ان يكون لفصائل المعارضة السورية أي دور مستقبلي في خلاص الشعب السوري من معاناته على يد النظام الذي قتل نحو نصف مليون مواطن، وهجّر حوالي عشرة ملايين آخرين معظمهم لن يعودوا إلى بلداتهم «بعد ان استوطنتها عوائل الميليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية والافغانية وغيرها».
وأكد على ان «عدداً من قيادات العشائر يرفضون أي تسوية تصب باتجاه تسليم الفصائل أسلحتهم لقوات النظام أو القتال إلى جانبها كنتيجة تسويات ومصالحات شهدتها مناطق عدة في ريف دمشق ولا نرضى ان تتكرر في دير الزور»، على حد قوله.
رائد الحامد ووائل عصام
الخيار الصعب لسكان دير الزور هو إما النظام وإما داعش ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
الخيار ليس صعبا لمن كان له عقل يا الكروي , الخيار دائما سيكون الدولة الإسلامية , والحكم بشرع الله , أرضاء الله وليس أرضاء الشيطان, قال تعالى أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)