تونس – «القدس العربي»: استنكر سياسيون تونسيون «انشغال» الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بتكذيب الإشاعات على حساب المشكلات الأساسية في تونس وخاصة الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر سلباً على الوضع الأمني في البلاد.
وكانت صفحة «هنا قرطاج» على موقع «فيسبوك» (المتخصصة بمتابعة نشاطات الرئيس التونسي) نشرت الاثنين فيديو لقائد السبسي فند فيه ما روجته بعض وسائل الإعلام والصفحات الاجتماعية اعتزام رئاسة الجمهورية بيع سيارة تاريخية من نوع «رولز رويس» (كقطع غيار)، كانت ملكة بريطانيا اليزابيت الثانية أهدتها للرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.
ودعا قائد السبسي، الذي ظهر في الفيديو بجانب السيارة المذكورة في قصر قرطاج، الصحافيين إلى الابتعاد عن نشر مثل هذه الإشاعات وعدم إلهاء الشعب بـ»مشاكل فارغة»، وأضاف «يمكن أن تلومونا على الكثير من الأشياء، لكن الغباء السياسي ليس من بينها. ومن يريد أن يعاين السيارة فليتفضل»، وتابع قائد السبسي «إذا لم نستطع الحفاظ على أشياء كهذه فكيف يمكن لنا أن نحافظ على أمن تونس».
وأثار الفيديو، الذي تابعه الآلاف خلال بضع ساعات، جدلاً كبيراً، حيث كتب القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» هشام العجبوني على صفحته في موقع «فيسبوك»: «فخامة رئيس ليس لديه عمل! تخرج إشاعة تقول إن سيّارة الرولس رويس التي أهدتها ملكة إنكلترا للزعيم حبيب بورقيبة وقع بيعها كقطع غيار! فيقوم مع مدير ديوانه سليم العزابي بتصوير فيديو أمام السيارة وذلك لتفنيد الإشاعة! (…) فخامته أثبت أنه قلق وليس لديه عمل سوى متابعة الإشاعات وتفنيدها !».
وأضافت الباحثة والقيادية السابقة في «نداء تونس» ألفة يوسف مرددة ما قاله قائد السبسي «فعلاً سيّدي الرّئيس يجب ألا نلهي التونسيين بحكايات فارغة، سنحدّثهم عن الحكايات الملأى: حكايات السّاسة الّذين خانوا وعودهم للشّعب، حكايات بلاد على شفا الإفلاس دون أن يُحاسب أحد، حكايات الصّمت عن الاغتيالات والملفّات، حكايات التوافق مع المجرمين، حكايات حماية كبار الفاسدين، حكاية غياب الحلول، حكاية الابن الذي أصبح سياسيّاً فجأة (…) سنحدّثهم عن مسؤولين في واد وشعبهم في واد وعن بلاد تحتضر، ولكنّها كطائر الفينيق، ستنفض جناحيها وتُبعث من رمادها، وستدفن في غياهب التّاريخ المظلم كلّ من تلاعب بأحلام النّاس البسطاء».
حسن سلمان
من “الحكايات الملأى” التي أشارت إليها الأستاذة ألفة يوسف أيضا: محاسبة مَن أطنب في التسبيح بحمد زوجة الديكتاتور المخلوع، لقاءَ وظيف رسمي وراتب مقتطع من أموال شعب تونس المقهور قبل الثورة…