135 مليار دولار خسائر إيران بسبب نقص الغاز المطلوب حقنه في الحقول النفطية لتحسين كفاءة الإنتاج

حجم الخط
1

لندن ـ «القدس العربي»: تُقدّر خسائر إيران بسبب النقص في كمية الغاز للحقن في الحقول النفطية بهدف تحسين كفاءة إنتاج واستحصال النفط، 135 مليار دولار أمريكي في أدنى تقديرات. ونظراً للعقوبات الغربية المفروضة على قطاع الطاقة، لا تستطع إيران أن تستحصل أكثر من 25 في المئة من احتياطاتها النفطية حالياً.
وحذّر مركز الأبحاث التابع لمجلس النواب الإيراني من استمرار النقص في كمية الغاز للحقن في الحقول النفطية، وأن عدم تحسين كفاءة الإنتاج واستحصال النفط سيلحق ضرراً باقتصاد البلاد لا يقل مبلغه عن 135 مليار دولار.
وأوضح التقرير أن معدل نسبة استحصال النفط من الآبار النفطية الإيرانية لا يتجاوز 25 في المئة، واعتبر ذلك كارثة على الاقتصاد، وأنه سيؤدي إلى خسارة جزء كبير من احتياطات البلاد من النفط.
وتُخمّن الاحتياطات النفطية الإيرانية بأكثر بقليل من 700 مليار برميل، ويمكن استحصال ربع هذه الكمية بالتقنيات التي تمتلكها إيران حالياً، وأكثرها قديمة.
وطهران مرغمة على حقن الغاز في حقولها النفطية بهدف تحسين كفاءة الإنتاج في العديد من الآبار التي مضى النصف الأول من عمرها، وينخفض معدل الإنتاج في الآبار النفطية التي تصل إلى النصف الثاني من عمرها، بشكل طبيعي. وحسب الإحصائيات الرسمية لوزارة النفط الإيرانية كان ينبغي حقن ما لا يقل عن 829 مليار متر مكعب من الغاز في الحقول النفطية خلال فترة أعوام 1990 إلى 2015، بينما تم حقن ما يقارب 290 مليار متر مكعب من الغاز خلال الفترة هذه فقط.
وأوضح تقرير مركز أبحاث مجلس النواب أنه إذا تم حقن كميات كافية من الغاز في الحقول النفطية التي تقع في الجزء الشمالي لإقليم الأحواز (محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد والمحاذية للعراق، وتنتج هذه الحقول لوحدها 75 في المئة من إجمالي إنتاج إيران من النفط) ستستحسن كفاءة إنتاج النفط الإيراني بنسبة 9 في المئة، ويعادل ذلك زيادة 16 مليار برميل للاحتياطات التي يمكن استحصالها.
وأكد التقرير أنه إذا لم يتم توفير الكميات اللازمة من الغاز لحقنه في الحقول النفطية واستمرار الأساليب المعتمدة حالياً لزيادة الإنتاج، ستخسر البلاد كميات كبيرة من النفط إلى الأبد يقدر حجمها بين مليارين و300 مليون إلى مليارين و700 مليون برميل، والمعادل المالي لهذه الكمية من النفط باحتساب 50 دولارا لكل برميل، يقدر بين 115 مليار إلى 135 مليار دولار.
وتظهر تقديرات وزارة النفط الإيرانية أن معدل حقن الغاز لاستحصال كل برميل من النفط هو 46 مترا مكعبا حالياً فقط، وأن 80 في المئة من الآبار النفطية الإيرانية تمضي النصف الثاني من عمرها، ولهذا السبب تخسر هذه الآبار بين 8 إلى 12 في المئة من قدرتها الإنتاجية سنوياً، وأن ذلك سيؤدي إلى خسائر كبيرة في المستقبل القريب.
وشدد مركز الأبحاث على أنه يجب على وزارة النفط أن تحقن سنوياً ما لا يقل عن 102 مليار متر مكعب من الغاز في الحقول النفطية خلال السنوات القليلة المقبلة بسبب النقص في ذلك خلال السنوات الماضية، بينما إذا تم حقن الكميات المطلوبة خلال السنوات الماضية، كان يكفي أن يتم حقن 76 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً فقط. واعتبر خبراء مجلس النواب زيادة حقن 26 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً خسارة كبيرة أخرى، فضلاً عن الخسائر الناجمة عن خفض كمية إنتاج النفط.
وعلى سبيل المثال، تحتاج الحقول النفطية التي تقع في الجزء الشمالي لإقليم الأحواز، لحقن 172 مليون متر مكعب من الغاز لتحسين كفاءة الإنتاج يومياً خلال العام الحالي، وسيصل الحد الأدنى لكمية الغاز اللازمة للحقن في هذه الحقول إلى 199 مليون متر مكعب يومياً خلال عام 2020، بينما تظهر الخطط والسياسات التي وضعتها وزارة النفط الإيرانية أنه سيتم خفض كمية الغاز المخصص للحقن في الحقول النفطية خلال السنوات الـ10 المقبلة باستمرار.
وهذا الوضع مرشح للمضي نحو الأسوأ تحت ظل السياسة التصعيدية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران. وعلى أثر ذلك، أعلنت شركة توتال الفرنسية العملاقة أنها لن تنفذ مذكرة التفاهم التي وقعتها مع وزارة النفط الإيرانية لاستثمار ملياري دولار لتطوير منشآتها الغازية في حقل الشمال المشترك بين قطر وإيران، بهدف زيادة إنتاج الأخيرة، في حال إذا لم يوافق ترامب على تمديد إعفاء إدارة باراك أوباما طهران من عقوبات أمريكا على قطاع الطاقة لعام آخر.
واشترط باتريك بويان، المدير العام لشركة توتال الفرنسية، بدء العمل في الجزء الإيراني لحقل الشمال بعدم فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على طهران، وأضاف أن المشاريع الأخرى التي بدأت الصيف الماضي في إيران، توقفت أيضاً.
وأوضح أن توتال لن تتخذ قراراً جديداً بإعادة نشاطها في إيران إلا بعد 18 شهرا في أدنى تقدير.
ما أكده بشكل آخر، وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، خلال حديثه الخاص لجريدة «إطلاعات» الإيرانية، حيث صرح أنه ستكون هناك أيام صعبة أمامهم بسبب سياسة ترامب الشرق الأوسطية.
وحسب مذكرة التفاهم بين طهران وتوتال، كان من المقرر أن تطور الأخيرة المرحلة الحادية عشرة لمشاريع إيران في حقل الشمال، لإنتاج 50 مليون متر مكعب من الغاز و80 ألف برميل من الغاز المسال يومياً.
واستحصلت قطر 2500 مليار متر مكعب من الغاز من حقل الشمال، بينما لم تستحصل إيران أكثر من 1000 مليار متر مكعب من أكبر حقل غاز في العالم. ويقع ثلث هذا الحقل في المياه الإقليمية الإيرانية وتوجد 14000 مليار متر مكعب احتياطات غاز في هذا الجزء أي 40 في المئة من مجموع الاحتياطات. وحسب التقديرات الفنية للشركات الغربية، ستواجه إيران مشكلة أخرى لاستحصال الغاز من حقل الشمال بعد عام 2023 هي انخفاض في ضغط الآبار التي نقبتها في جزئها من هذا الحقل.

135 مليار دولار خسائر إيران بسبب نقص الغاز المطلوب حقنه في الحقول النفطية لتحسين كفاءة الإنتاج

محمد المذحجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سالي:

    خسائر إيران تتزايد ، وسجونها تكثر ، وجامعاتها تتراجع ، وشعبها يتضور جوعا ويئن تحت التعذيب والكبت والمشانق ، وعملاؤها العرب يزدادون سمنة ورفاهية وثراء ووحشية وميليشيات ، والمخدرات تفتك بشبابها ، والكراهية لها بين الأمة الإسلامية تكبر ، والأموال التي تنفقها على (الصفونة) تتضخم ، والكرد والأتراك والأحوازيون والبلوش الذين يرزحون تحت احتلالها يعانون الأمرين . ورغم ذلك يرسم لها الإعلام (العربي ) المياديني والمناري الذي تموله صورة وردية زائفة !!

إشترك في قائمتنا البريدية