مدريد ـ «القدس العربي»: لم يكن ما آل إليه مصير نادي أتلتيكو مدريد الأسباني هذا الموسم بالشيء المنتظر والمتوقع لمشروعه التطويري الأكثر طموحا ونجاحا في تاريخه، ولكن الحقيقة تكشف أن الفريق مع حلول شهر شباط/ فبراير أصبح خارج منافسات كأس الملك، وبات بعيدا عن الصراع على لقب الدوري الأسباني، ولم يتبق له سوى المنافسة في بطولة دوري أبطال أوروبا، التي تعد أمله الأخـير لتجميل صورته في الموسم الجاري.
وخرج النادي المدريدي من مباراته أمام برشلونة في إياب نصف نهائي كأس الملك الاسبوع الماضي مفعما بمشاعر الفخر، بعدما تسبب في حرج بالغ للنادي الكتالوني على ملعبه، وكاد يضطره لخوض وقت إضافي، كما وجد لنفسه عذرا في القرارات التحكيمية لعدم الشعور بالذنب بعد الإخفاق في التأهل للمباراة النهائية. ورغم ذلك، لم يتبق لأتلتيكو مدريد في الوقت الراهن سوى خيار واحد هذا الموسم، وهو الصراع على لقب بطولة دوري أبطال أوروبا.
وبدأ أتلتيكو مدريد الموسم الجاري بتطلعات كبيرة، ولكنه قدم أداء مذبذبا في مسابقة الدوري الأسباني بشكل لم يعتد عليه هذا الفريق منذ تولي دييغو سيميوني قيادته الفنية قبل خمس سنوات. ويحتل أتلتيكو المركز الرابع في المسابقة الأسبانية بفارق سبع نقاط عن جاره ريال مدريد المتصدر، علما أن النادي الملكي لا تزال لديه مباراتان مؤجلتان. ولا تقف مشاكل أتلتيكو مدريد عند هذا الحد، بل تتعداه لما هو أبعد، فقد بدأت جماهيره تنظر بعين الريبة والقلق لأندية أخرى من المنافسين المباشرين لناديها المفضل، مثل ريال سوسيداد وفياريال، وهم يسعون بقوة للفوز بالمركز الرابع، الذي يتيح لصاحبه التأهل مباشرة لمنافسات بطولة دوري أبطال أوروبا. وتلقى النادي الأسباني انتقادات لاذعة هذا الموسم بسبب خططه الفنية، ووجهت هذه الانتقادات لأول مرة منذ سنوات وبشكل مباشر لسيميوني، وخاصة بعد مباراة اياب الكأس أمام برشلونة، التي أثبتت صدق ومنطقية هذه الانتقادات، كون المدرب الأرجنتيني تمكن، عندما أراد، من وضع خطة جريئة وجعل فريقه يظهر في أبهى صوره هذا الموسم. وبعد نهاية المباراة بعث سيميوني برسالة تحمل في طياتها معنيين: هجوم غير مباشر على الحكام وثقة في مستقبل الفريق بدوري أبطال أوروبا. ويعد ضربا من المخاطرة الرهان بكل شيء في بطولة كدوري أبطال أوروبا، التي تحتاج إلى تضافر عدة عوامل، بالإضافة إلى الحظ، من أجل الفوز باللقب. بيد أنه في ظل هذا الموقف العصيب لأتلتيكو مدريد، الذي خاض نهائي البطولة مرتين في السنوات الثلاث الماضية، تبدو المخاطرة منطقية، إن لم تكن ضرورية أيضا.
ويخوض أتلتيكو مدريد مباراة الذهاب لدور الستة عشر في البطولة الأوروبية بعد غد الثلاثاء أمام باير ليفركوزن الألماني، قبل أن يلعب مباراة العودة على ملعبه، «فيسينتي كالديرون»، في 15 أذار/مارس المقبل. وتعد هذه المواجهة هي بداية العد التنازلي لأتلتيكو للاستفادة من آخر بطاقات اللعب، التي يحتفظ بها في جعبته ويحتاج إلى الاستفادة منها دون ارتكاب أخطاء أو حماقات تقضي على أحلامه نهائيا في هذا الموسم.