غزة ـ «القدس العربي»: أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إجراء سلسلة تجارب على منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ. وقال رئيس هيئة أركانه الجنرال غادي أيزنكوت إن هذه التجارب شاركت فيها وزارة الجيش وشركة «رفائيل» الإسرائيلية لتطوير الأسلحة، وأن التجارب تكللت بالنجاح. وحسب ما أعلنته إسرائيل فإن التجارب جرت بالتعاون مع الولايات المتحدة، وذلك كجزء من الاتفاق الذي كان قد وقع بين البلدين في هذا الصدد.
يذكر أن الولايات المتحدة هي من مولت مشروع منظومة «القبة الحديدية» الإسرائيلية. وهذه المنظومة مخصصة لاعتراض صواريخ المقاومة. ونصبت إسرائيل العديد من بطاريات هذه المنظومة في محيط قطاع غزة خلال المواجهات السابقة، بهدف اعتراض الصواريخ المتجهة نحوها.
ورغم إشادة إسرائيل بهذه المنظومة، إلا أن الكثير من صواريخ المقاومة الفلسطينية تمكنت من الإفلات من «القبة الحديدية» وضربت مدنا إسرائيلية.
وكانت إسرائيل قد أعلنت أيضا عن تطوير منظومات أخرى لصد الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، ضمن استعداداتها لاندلاع أي حرب جديدة في المنطقة
وفي تصريحات له حول اختيار حماس ليحيى السنوار قائدا جديدا لها في قطاع غزة، استبعد ايزنكوت، وجود نية لدى الحركة في خوض حرب جديدة، إلا أنه قال إن جيشه وضع جبهة قطاع غزة على سلم أولوياته للعام الحالي. وفي تهديد مبطن قال إن انتخاب السنوار «ألغى كليا الفصل بين المستويين السياسي والعسكري في الحركة».
وفي حديثه عن خطر الأنفاق التي تحفزها المقاومة الفلسطينية في غزة، أضاف أنه تم استثمار مبلغ مالي قدره 2.4 مليار شيقل (الدولار يساوي 3.7 شيكل) في العام الحالي بهدف التوصل إلى حل لهذه المعضلة. وأضاف خلال نقاش أجرته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي أن الأجهزة الأمنية تعمل طوال الوقت على تطوير وسائل لاكتشاف الأنفاق.
وتعتبر إسرائيل «الأنفاق الهجومية»، وكذلك الصواريخ التي تطورها المقاومة، من أخطر الأسلحة التي تواجهها، وتتوقع أن تشن هجمات كبيرة علي مناطقها الحدودية من هذه الأنفاق، حال انفجار أي مواجهة عسكرية جديدة مع غزة، وأن تتعرض جميع مدنها للقصف الصاروخي كذلك.
وكثيرا ما قامت إسرائيل بتدريب جيشها عقب الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، على التصدي لهجمات عبر الأنفاق، تستهدف بلدات الحدود، وتحاكي خطف جنود.
وفي الحرب الأخيرة على غزة شن مقاتلو حماس العديد من الهجمات ضد ثكنات عسكرية إسرائيلية قريبة من الحدود، كما استهدفوا القوات الإسرائيلية المتوغلة على الحدود بالكثير من الهجمات، وتمكنوا من خلالها من أسر جنود إسرائيليين. وقررت إسرائيل ضمن خطة مواجهة الأنفاق بناء سور أسمنتي على طول الحدود الفاصلة عن قطاع غزة. وعلى صعيد آخر قال ايزنكوت إن قوات الجيش قتلت منذ مطلع العام الماضي مئة وواحدا وسبعين شخصا على جميع الجبهات، نفذوا هجمات ضد إسرائيل.
وفيما يتعلق بحزب الله اللبناني، قال إنه بالرغم من التصريحات العدوانية التي أطلقها الأمين العام للحزب حسن نصر الله، فإنه لا يرى مؤشرات إلى استعداد هذا التنظيم لخوض مواجهة أخرى مع إسرائيل. وقال «لا يوجد جاهزية من قبل الطرف الثاني للمبادرة إلى حرب ضد إسرائيل». وأكد رغم ذلك استعداد جيشه لأي مواجهة عسكرية، من خلال وضع الخطط العسكرية، لافتا إلى تحسن خطط التدريبات، وكذلك تحسن القدرات الاستخبارية والتسليحية.
وتابع أنه إذا ما وقعت الحرب، فإن الجيش سيستخدم القوة النارية الكبيرة منذ البداية، وتوغلات برية بأكبر عدد من القوات وفي أقصر وقت ممكن. ودون أن يكشف عن طبيعتها، قال قائد الجيش الإسرائيلي إن قواته قامت بـ «عمليات سرية» على شتى الجبهات.
أشرف الهور