ابتداء ‘الربيع العربي’ في تونس حمّل هذا البلد ونخبه السياسية عبئاً سياسياً كبيراً، فرغم صغر حجمه جغرافياً، مقارنة بالدول العربية الأخرى القريبة منه فقد كان عملياً العتلة الدافعة التي ابتدأت زلزالاً سياسيا كبيرا خلخل العالم العربي وغيّر الستاتيكو السياسي الذي كان قائماً، تغييراً ترك آثاره الهائلة على التاريخين العربي والعالمي.
ما كان يمكن لثورات المصريين والليبيين واليمنيين والسوريين وغيرها أن تبدأ لو لم تمسّها شعلة الحرية المقدسة التي ابتدأها بائع متجوّل بسيط في مدينة صغيرة وسط تونس، وكانت عودة المعارضين المنفيين والانتخابات الديمقراطية وصولا الى فوز ‘النهضة’، الحزب الاسلامي الذي كان مطاردا لعقود، وانتخاب المنصف المرزوقي، الناشط الحقوقي المعروف، رئيساً لها، علامات سياسية بارزة لن يستطيع العرب ان ينسوها.
كل ذلك جعل من تونس مرجعاً يمكن التأسيس عليه والاستفادة من نجاحاته وتجنّب اخفاقاته.
توقع التونسيون، اضافة الى الحرية التي ضحّوا لأجلها، استقراراً سياسياً واقتصادياً وانخراطاً حكومياً أكبر في الدفاع عن المناطق والفئات الاجتماعية المهمشة، كما توقعوا استمراراً لما اشتهرت به تونس من حماية لحقوق المرأة ومستويات مرتفعة في التنمية والتعليم والصحة.
ولأن اسقاط نظام دكتاتوري سابق لا يضمن صعود واستمرار نظام ديمقراطي مدني فقد بدأت المؤسسات المدنية التونسية وأهمها الأحزاب واتحادات الشغل والنقابات بمراقبة الحكم الجديد وانتقاد ممارساته بقسوة، ولعبت وسائل الاعلام في ذلك دوراً كبيراً.
ما لبثت التجربة التونسية الطموحة والمبشّرة أن بدأت تتعرّض للتآكل تحت وطأة هجمات أعدائها من السلفيين المتشددين الى اليساريين والعلمانيين الراديكاليين، المختلفين فيما بينهم ايديولوجيا والمتفقين موضوعيا على التخلص من الحكومة القائمة.
تشهد تونس حالياً أزمة سياسية صعبة ودعوة الاتحاد العام التونسي للشغل لحلّ الحكومة كونها ‘غير قادرة على الاستمرار في عملها’ معطوفة على دعوة حزب ‘التكتل’ العلماني وحليف ‘النهضة’ للأمر نفسه يضيّق كثيرا الخيارات امام الائتلاف الحاكم.
لجوء المتشددين الى اساليب العنف والاغتيال ضد خصومهم مثل شكري بلعيد ومحمد البراهمي، والهجمات ضد الجنود التونسيين التي أدى آخرها الى مقتل ثمانية منهم، يحاول ان يفجر الأوضاع الصعبة في تونس ويدفع نحو استقطاب خطير.
لا تكتفي المعارضة التونسية بطلب حلّ الحكومة بل تطالب أيضا بحل المجلس التأسيسي وكل السلطات المنبثقة عنه، وقد استمدّت دعواتها قوّة وتعزيزاً لها بعد قيام الجيش المصري بخلع الرئيس محمد مرسي واعتقاله. غير ان هذه المطالب، مثلها مثل الاغتيالات التي تنفذها الجماعات السلفية المتشددة، تزيد أكثر فأكثر في الاستقطاب السياسي الحاصل في تونس وتدفع الأوضاع في البلاد نحو أفق مجهول ومخيف.
بانفتاح حزب ‘النهضة’ على شركاء سياسيين غير اسلاميين، كان الحزب أكثر حكمة من شقيقته الكبرى في مصر ‘جماعة الاخوان المسلمين’، فقد استطاع بذلك ان يحافظ على مصداقية ديمقراطية اكبر أهلته للاحتفاظ بلقب ‘الاعتدال’ الذي تصفه به وكالات الأنباء العالمية.
هل يستطيع حزب النهضة أن يكون أكثر انفتاحاً وديمقراطية بحيث يستطيع الاجابة لا عن سؤال الديمقراطية الملتبس فحسب بل عن اسئلة الحداثة والتنمية والاستقرار، وهي أسئلة فشلت فيها أغلب الاحزاب الاسلامية في المشرق العربي وأخذت بذلك بلدانها نحو حائط مسدود وهل تستطيع تونس أن تفاجئ العرب باعطاء معنى جديد للربيع العربي وبالحفاظ على سلمية وديمقراطية العلاقات بين احزابها ومؤسساتها؟
سؤال مطروح على النخبة السياسية التونسية كلها.
تحياتي للقدس العربي
حقيقة يقلقني مايجري الآن في تونس وارجوا ان يحافظوا على الديمقراطية التي حصلت بعد ثورتهم .وشكرا
لا يمكن الحديث عن الوضع في تونس و نخبتها خارج الوضع العالمي وسياق التاريخ و كأن البلاد هي عبارة عن كهف منقطع عن العالم و كل احداث التاريخ. فالثورة لم تقم ضد الدكتاتورية فقط بال بالأساس ضد من يقف وراء الدكتاتورية ألا وهي القواء المهيمنة على مقدرات الشعوب بنظامها ،في صورته الحالية المتستر بالعولمة و ما أدارك ما العولمة. العولمة هي النسخة الأكثر فضاعه أو كما يصفها أكثر من مفكر كالكاتب السويسري “جان زيقلير” و الفرنسي “إدقار موران” بالهيمنة الأكثر إجرام من الاستعمار المباشر و كل انواع الهيمنة التي تلت ذلك إلى يومنا هذا. فالذين استلموا مقاليد الحكم في تونس أي الإسلاميين و شركائهم لم يكن لهم أي رصيد نضالي ضد الرسمالية أو الليبرالية و الأمر كذلك لأغلب أعضاء النخبة في تونس و لذا فشلهم جميعا متوقع. لأن طلبات الشعب الذي ثار لا يمكن الاستجابة إليها و الاقتصاد في البلاد يبقى خاضعا للمقاييس المعمول بها من طرف القوى المهيمنة على العالم. هنا مربط الفرس. عقيدة حزب النهضة في تونس ترتكز أساسا في الاصطفاف إلى الرسمالية و الليبيرالية و ليس لها أي تصور آخر خارج هذا الإطار بل هي تصف كل الشعوب التي تناهض الرسمالية الجشعة بالكفر؟. كما هو الحال لأغلب الأحزاب الأخرى. و طالما لم نخرج من هذا الكهف لا فائدة ترجى لا من النهضة و لا من كل الأحزاب الأخرى
الاخوان المسلمين فرقوا الشعوب العربية الى طوائف واشعلوا الحروب على اساس طائفي ونتسأل لماذا انشئت هذه الاحزاب باسم الاسلام وعلى ان هذه الاحزاب الاخوانية هم المسلمون الوحيدون اما الاخرين فهم كفار ومن هنا تبداء الحرب الاهلية بين الشعب الواحد رغم انه يدين بالاسلام وبما ان الشعوب العربية جميعها تدين بالاسلام لماذا يسمح للاخوان بانشاء احزاب خاص بهم على اساس انهم المسلمين وبقية الشعوب غير مسلمة او اسلامهم ناقص مما ينتج عنه التفرقة بين الشعب الواحد اليست هذه مؤامرة على الشعوب العربية للتفريق فيما بينهم على اساس طائفي فالذي يحصل في سوريا من قتل على ايدي الارهابين سببه المذهب الاخواني والوهابي وكذلك العراق ولبنان ومصر وليبيا وتونس ان هذه المذاهب كالقنابل الذرية تفتك بالشعوب يوميآ بدون توقف فالغوا هذه الاحزاب قبل انتشارها في بقية الشعوب حتى لا توصل الحروب الطائفية اليها . يجب على جميع الانظمة العربية منع انشاء احزاب طائفية بتاتآ والغاء الاحزاب الاخوانية التي انشئت , الدولة هي التي يجب ان تتبنى قوانينها من الاسلام وليس الاخوان المسلمون الذين مزقوا الشعوب باسم الاسلام ولم يطبقوا الاسلام كما يبغي ولاكنهم اتخذوه شعار فقط لتحقيق مصالهم الشخصية ومصالح الغرب واسرائيل وتفريق الامة .
تعيش تونس للأسف الشديد صراعا مريرا ونزاعا حادا بين الفرقاء السياسيين، تكمن بذرة ذلك فيما أسفرت عنه انتخابات 23 أكتوبروما تلاها من تكوين حكومة تقودها حركة النهضة.وضعت أمامها كل العراقيل ومنذ اللحظة الأولى،من طرف قوى عدة من أهمها 1) الإتحاد التونسي للشغل الذي تبنى اضرابات عديدة فئوية ومطلبية نفعية لاعلاقة لها البتة بالدموقراطية،مما أثر سلبا على الإقتصاد،الأمر الذي جعل الرئيس المرزوقي يطالب بفترة ستة أشهر من الهدوء لتلبية المطالب لكنه لم يجد أذنا صاغية .اضربات بعضها مقزز أنخرط فيها حتى رجال التعليم مهددين بتعطيل نتائج الإمتحانات وهو موضوع حساس يهم جل المواطنين،واضرابات البريديين المتكررة وتعطيل مصالح أكبر عدد من المواطنين كذلك،واضطرار الحكومة للإستجابة لكثير من تلك المطالب فتح شاهية فيئات أخرى،ولم ينظر أي من أولئك إلى المصلحة العامة للبلاد،عزز الأتحاد مكانته نتيجة تحقيقه لمطالب المضربين،لكن ذلك تم على حساب الصلحة العامة.2) الأحزاب التي حققت نتائج هزيلة في الإنتخابات أو لم تحقق شيئا،والتي ناصبت الحكومة العداء،تتصيد لها الهفوات وتحصى لها الأخطاء ((التي لايخلو منها أي عمل بشري خصوصا مع نقص الخبرة)) وتضخم من حجمها.3) انصارالنظام القديم من الحزبيين والسياسيين ورجال الأعمال وكثير منهم ذوي خبرة ومكر سياسي قادرين على بث البلبلة وزرع الفتنة،يديرون الثورة المضادة من وراء ستار.4) وسائل الإعلام وخاصة المرأية منها والمسموعة، والتي يمكن بسهولة ويسر ادراك مواقفها المناهضة للحكومة من سماعها ومشاهدتها مرة واحدة بما في ذلك القنوات التي تنعت بالوطنية.5)يلحق بذلك طيف واسع من المواطنين ذي المشارب المختلفة الذي يخافون من كل ما هو اسلامي أو يشير إليه.ويمثل هؤلاء شريحة واسعة نمت خلال ما يزيد على نصف قرن من التغريب في عهدي بورقيبة وبن علي،والذين لايسمعون عن الأسلام إلا الحدود “من رجم للزاني وقطع ليد السارق”معتبرين ذلك فضاعة وبربرية ـ تعالى الله وأحكامه عن ذلك ـ تظافرت جهود هؤلاء جميعا لافشال جهود الحكومة،واضعين أمامهاعقبات كؤود ،ما أن تتجاوز إحداها ،حت يوضع أمامها المزيد.تتجمع تلك الجهات( مدفوعة من ذاتها أومن خارجها) لوضع العصى في العجلة كما يقال لتطالب بما يشبه المستحيل؛تطالب بحل المجلس التأسيسي واسقاط الحكومة والبداية من الصفر،والحال أن المجلس التأسيسي على وشك انهاء مهمته،ودعوى فشل الحكومة في تحقيق الأمن وتوفير مواطن الشغل.وتلك مغالطات مكشوفة،فكيف يوفر الشغل في ظل اضرابات متكررة تشل الإنتاج وخاصة في القطاعات الهامة كالفسفط وما يرتبط به من صناعات.بطالة تراكمت عبر السنين يريدون حلها في ظرف وجيز وذلك طلب مستحيل.ويدعون نهاية شرعية المجلس التأسيسي بدعوى أنه انخب لمدة عام،وتلك مغالطة أطلقها المعارضون ونسبوها للمجلس والحكومة.إذ لم يكن هنالك ذكر قبيل الإنتخابات أنها ستكون لمدة سنه فقط ،وإنما أعلن بعد الأنتخابات أنه يمكن ويأمل أن تتم أشغال المجلس التأسيسي خلال سنة،ولم يكن هنالك التزام من أي طرف ،كما لم يصدر أي فانون ملزم في ذلك من أي جهة. كما لم نقتصر مهمة المجلس على كتابة الدستور.مغالطات بالجملة.فالمطالبون بتكوين حكومة جديدة لو فرض جدلا وتكونت،وهي بالتأكيد سوف لن توفر حتى بعض ما وفرته الحكومات التي تعاقبت بعد الإنتخبات،ثم لو فرض ووقع اغتيال آخر وهو محتمل جدا،فهل سيطالب مرة أخرى بإسقط الحكومة ؟ دور وتسلسل ودفع للبلاد نحو الهاةية.ندعوالفرقاء السياسيين إلى تقدير الوضع الحرج الذي تمر به البلاد،المستهدفة داخليا وخارجيا أيضا إلى أن يضعوا جميعا مصلحة تونس فوق كل اعتبار.حمى الله بلادنا من المغامرين والمتاجرين بالدماء.
المشكلة أن تونس أبتليت بمعارضة غبية صنعت من هذا الغباء رافعة لسقطات حركة النهضة المكون الرئيسي للترويكا. هذه المعارضة تتكون في معظمها من سياسيين قليلو الخبرة أو من موتورين بكراهية كل ما هو ديني. رغم أن سلوك حركة النهضة في الحكم لم يثبت يوما أنها تتقمص الديني والمقدس. فكل ما تفعله المعارضة اليوم بمعاضدة من الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي ترك مهمته الأصليه كنقابة عمالية، وتحول الى حزب سياسي بامتياز هو دليل على يقينها أن الانتخابات القادمة ستخرج منها بيد فارغة والأخرى لا شئ فيها. لذلك فهي تزرع الفتنة لعلها تنال بالفوضى ما لا تستطيع الحصول عليه بالصندوق. الشعب التونسي واع بكل الأدوار التي تلعبها المعارضة بالاستعانة بإعلام فقد المصداقية ونقابة مسيسة بوصلتها تعمل باتجاه اليسار دون اليمين، وأيادي خارجية لا تريد أن ترى عربا ينعمون ببعض حسنات الديمقراطية. وقضاء ضعيف. وآخر دليل على ضعف القضاء، ما صدر بعد اغتيال المغدور محمد البراهمي عندما دعا الاتحاد العام التونسي للشغل الى اضراب عام شل البلاد وضرب الاقتصاد في حادثة لا علاقة لها بالشغل ولا بالشغالين ولم يحرك القضاء ساكنا لمحاسبة من أعطوا الأوامر بالاضراب.
تونس لتنهض كما يريد أحبابها في حاجة الى معارضة قوية ومسؤولة. واتحاد نقابات يدفع الى التنمية لا يعمل على تعطيلها. وقضاء قوي يضرب على يد كل عابث.
بسم الله الرحمن الرحيم.الوضع الحالي في تونس هو استنساخ للوضع المصري الذي سبق الانقلاب العسكري على الشرعية.واطراف المؤامرة على الربيع العربي هم هم.الاطراف الخارجية هي الصهيونية العالميةواذنابها في الشرق والغرب،ولا ننسى بعض الدول العربية وخاصة الخليجية والمرعوبة من حراك الشعب العربية ضد الظلم والقهر والاستبداد ونهب الثروات وتجويع الشعوب وكل ما يخطر على البال من الفساد والتبعية.يضاف الى ذلك النخب المحلية الكارهة لكل ما يمت الى الاسلام بصلة والتي في معظمها مرتبطة باجندات اجنبية متآمرة على بلادنا الاسلامية العربية ولا تريد لها اي نهضة او تقدم او استقلال قرار
ستنجح تونس كالعادة لا خوف عليها فشعبهل شعب الزيتونة شرف المنبت و الثمرة
تونس عصية عن الخونة والمتامرين وخاصة منهم الأشقاء . ستتجاوز تونس هذه الظروف الصعبة بفضل شعبها الذكي والواعي وستكون مهدا للدمقراطيات العربية كما كانت مهدا للثورات .
عاشت تونس حرّة ، أبيّة والخونة والمتامرون مصيرهم مزبلة التاريخ .