يا بيبي كن بيغن

حجم الخط
0

ثلاث ملاحظات مع بدء المفاوضات مع الفلسطينيين:
1 ـ بعد كل شيء، لا يعرف احد بعد كيف حقا يفكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والى أين يريد أن يصل. مشكوك أن يكون هو نفسه يعرف. فهل غير اراءه؟ هل هو مستعد الان لتطبيق حل الدولتين للشعبين، الذي تفوه به من قبل رغم أنفه تقريبا، ومستعد لهذا الغرض أن يتنازل عن معظم اراضي يهودا والسامرة، يخلي مستوطنات ويساوم في القدس أيضا؟ أم ربما التوجه الى المحادثات مع الفلسطينيين وتحرير السجناء ليسا سوى خطوة تكتيكية ترمي الى انقاذ اسرائيل من الجمود السياسي الذي يضر بها ويشكل تهديدا استراتيجيا عليها وعلى شرعيتها، ويؤدي بالفلسطينيين الى أن يعرضوا بالتأكيد كرافضين مذنبين في عرقلة كل امكانية للتسوية.
ليس عندي جواب على هذا السؤال. استطلاع ‘هآرتس ـ ديالوغ’، الذي نشر يوم الجمعة الماضي، وإن كان قضى بان 59 في المئة من الجمهور لا يؤمنون بان نتنياهو ملتزم بحل الدولتين للشعبين، و34 في المئة فقط يؤمنون بذلك، الا أن الرب تعالى اسمه فقط يعرف ما في القلوب، وليس المستطلعون. ولم يتبقَ إذن لمن يتمنى اتفاق سلام مع الفلسطينيين غير صلاة ـ طلب واحد: ان يحصل لنتنياهو ما حصل لمناحيم بيغن حيال المصريين. فهو، الذي كان زعيم حازما وايديولوجيا أعظم من نتنياهو، وصل في حينه الى المفاوضات مع لاءات قاطعة مختلفة ومع موقف متماسك كان منصوصا عليه في برنامج الليكود ويقضي بأن قسما مهما من سيناء سيبقى في يد اسرائيل، حيث وعد بان يسكن هناك بعد اعتزاله. وقد عاد، بعد كثير من المعاناة والترددات، مع اتفاق سلام تضمن تنازلا عن كل شبه الجزيرة.
صحيح، يهودا والسامرة ليستا سيناء، بل بيغن فكر (واخطأ) في أنه بالتنازل عن كل سيناء ينقذ يهودا والسامرة، ولكن وضع الدولة الخطر لاسرائيل اليوم، في ظل عدم وجود اتفاق مع الفلسطينيين، وما تنتظره اذا ما استمر هذا، لا يشبه وضعها حيال مصر والعالم في 1979. إذن كن بيغن يا نتنياهو.
ـ وها هو سؤال آخر.
اقتباس أ: ‘لاستئناف المفاوضات سيكون أثر تهدئة للمنطقة في يهودا والسامرة’.
اقتباس ب: ‘نحن نوجد في بداية مفاوضات مع الفلسطينيين، ستستغرق بضعة اشهر. ليس في قلبي شك بانه في هذه الفترة سيتصاعد التوتر والى جانبه محاولات كهذه او كتلك للمس بالمسيرة’.
الاقتباس الاول هو عن رئيس المخابرات يورام كوهين، والثاني عن وزير الامن الداخلي اسحق اهرنوفيتش. فأي من الاثنين محق؟ ستكون تهدئة أم سيتصاعد التوتر؟
لهذا السؤال ايضا لا توجد اجابة حقا. فقد سبق ان كتب الكثير عن قدرة التنبؤ والتوقع للخبراء ولرجال الاستخبارات على أنواعهم.
3 ـ يمكنكم أن تضحكوا حتى الغد على وزيرة العدل ورئيسة الفريق الاسرائيلي المفاوض، تسيبي ليفني يضحك من يكون آخر من يضحك. سخرنا وشككنا كلنا، علنا وفي الخفاء، عندما دخلت في خطوة عاجلة الى حكومة نتنياهو كي تحث المفاوضات مع الفلسطينيين وعينت رئيسة للفريق الاسرائيلي المفاوض هذا. استخففنا، ليس فقط رجال اليمين، حين عادت ووعدت بان هذه المفاوضات يمكن أن تعقد هنا والان. والاستطلاعات هي الاخرى لم تضئ لها الوجه، وذات استطلاع ‘هآرتس ديالوغ’ قطع عدد المقاعد للحركة من ستة الى ثلاثة فقط. اما اليوم فالواقع هو انها تجلس في نيويورك امام صائب عريقات ورجاله، ونحن هنا، في حرارة تموز/يوليو آب/اغسطس لا نعرف اذا كان ينبغي لنا ان نضحك أم نبكي.
إذن صحيح، يوجد هناك الى جانبها ‘مشرف’ ينوب عن رئيس الوزراء، المحامي اسحق مولخو، وهذه لا تزال مفاوضات على المفاوضات، والازمات والتفجيرات لا بد ستأتي، والنهاية الطيبة بعيدة عن أن تكون واعدة، ويحتمل على الاطلاق ان ينتهي كل شيء بلا شيء وربما حتى بأسوأ من هذا. ولكن في هذه المرحلة على الاقل، ليفني، هناك على ضفاف الهدسون، يمكنها أن تضحك على كل من ضحك عليها.

معاريف 31/7/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية