على الرغم من الأزمة بين أنقرة وتل أبيب: السياح الإسرائيليون يغزون أنطاليا التركية

حجم الخط
1

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ على الرغم من أن الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب لم تُحل بعد، إلا أن الكثير من الدلائل تُشير إلى أن التحسن في العلاقات بين الطرفين في تحسنٍ مستمر: فقد نُشر قبل أسبوعين أن رئيس الموساد الإسرائيلي زار تركيا سرا، واجتمع إلى نظيره هناك وبحثا سبل توثيق التعاون الأمني بين البلدين، كما أنه بحسب الإحصائيات الرسمية لوزارة الأمن في تل أبيب، فإن حجم مبيعات الأسلحة الإسرائيلية لتركيا ازداد في السنوات الأخيرة على الرغم من الأزمة، أما العامل الثالث فيكمن في ازدياد عدد السياح الإسرائيليين.
فقد أفادت صحيفة ‘دي ماركر’ العبرية الاقتصادية أمس أن عدد السياح الإسرائيليين القادمين إلى تركيا ازداد ازديادًا ملحوظًا بعد اعتذار إسرائيل عن حادثة سفينة مرمرة.
وبحسب معطيات وزارة الثقافة والسياحة التركية، فإن عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا تركيا خلال الشهر الماضي، زاد بنسبة 86 بالمئة، مقارنة بعددهم في الشهر نفسه من العام الماضي. وأظهرت المعطيات أيضًا أن هذا العدد ازداد في النصف الأول لهذا العام بنسبة 82 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ليصل إلى 57 ألفاً و82 سائحاً.
ويتوقع أن يصل عدد السياح الإسرائيليين القاصدين تركيا هذا العام ثلاثمائة ألف شخص، بعد أن كان عددهم العام الماضي نحو ثمانين ألفا فقط. تجدر الإشارة إلى أن المعدل السنوي للسياح الإسرائيليين لتركيا كان ستمائة ألف شخص عام 2008، وانخفض المعدل للنصف عام 2009 وواصل الانخفاض إلى ثمانين ألفا عام 2012. وقد عمد الإسرائيليون السنوات الأخيرة إلى معاقبة تركيا سياحيًا لموقفها المؤيد للقضية الفلسطينية، وجاء تراجع السياح الإسرائيليين إلى تركيا عام 2009 بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في نهاية 2008 وأوائل 2009.
وتواصل تراجع الوفود السياحية الإسرائيلية بشكل غير مسبوق في الفترة بين عامي 2010 و2012، وذلك عقب مجزرة أسطول الحرية وراح ضحيتها تسعة مواطنين أتراك وجرح العشرات ممن كانوا على متن سفينة مرمرة التركية التي كانت في طريقها لكسر الحصار عن غزة.
في السياق ذاته، يستدل من استطلاع نشره موقع الكتروني إسرائيلي مختص بالسياحة أن اهتمام الإسرائيليين (المتصفحين) بالسياحة إلى تركيا قد سجل خلال هذه الفترة قفزة هائلة زادت عن ثلاثة أضعاف النسبة المعتادة قبل المصالحة بين الدولتين بشأن سفينة مرمرة. وصرح مدير الموقع، بأن قرابة (13) ألف متصفح قد أبدوا اهتماماً فعلياً مستوضحين إمكانيات قضاء عطلة في أنطاليا، التي تشكل اكبر نقطة جذب لاهتمام السياح الإسرائيليين الذين استطلعوا إمكانيات النقاهة والسفر إلى الخارج، وارتقت هذه المنطقة من المرتبة (13) إلى المرتبة الثانية في قائمة اهتمامات الإسرائيليين بعد برشلونة.
على صلة بما سلف، قال الملحق الثقافي في السفارة التركية في تل أبيب، حسن شرتفجي، في مقابلة أدلى بها مؤخرا إلى صحيفة (ذي ماركر) إن بلاده قررت رصد مليون دولار لاستعادة السياح الإسرائيليين إلى تركيا، بعد تراجع كبير جدا في أعدادهم على ضوء الأزمة السياسية بين الجانبين، وحتى أن تركيا استأجرت أكبر مساحة في معرض السياحة الخارجية في تل أبيب.
وتقول التقارير إن السياحة العالمية إلى تركيا شهدت في العام 2010 ارتفاعا بنسبة 10 بالمئة، وهذا يعوضها بكثير عن التراجع في عدد السياح الإسرائيليين، وعلى الرغم من ذلك فإن تركيا ليست معنية بالاستغناء عن السائح الإسرائيلي، وتخطط لحملة إعلانية ميزانيتها أكثر من مليون دولار، تحت عنوان (أنت مرحب بك في تركيا)، كذلك فإن تركيا نشرت مناقصة بين عشرة مكاتب إعلانية إسرائيلية للقيام بحملة علاقات عامة لتركيا.
ويذكر أن حصة الأسد من السياحة الإسرائيلية إلى تركيا، أي ما بين 60 بالمئة إلى 80 بالمئة من السياح، يتوجهون للاستجمام في منطقة أنطاليا، المليئة بالفنادق الضخمة المغلقة، وأيضا في ملاهي الكازينو، التي لا يسمح بها في إسرائيل. وتبين من استطلاع نشرته الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية أن 3 بالمئة من الإسرائيليين الذين ينوون قضاء فترة سياحة خارج البلاد ينوون التوجه إلى تركيا، وإذا ما عرفنا أنه في العام الماضي بلغ عدد السياح الإسرائيليين إلى الخارج 3. 4 مليون سائح، فإن هذا يعني أن قرابة 125 ألف سائح سيتوجهون إلى تركيا في العام الجاري، ولكن هذا يبقى منوطا بالتطورات السياسية.
ولفتت الصحيفة إلى أن قضية أسطول الحرية وما تبعها حرقت كافة الأوراق، وقادت إلى إلغاء الكثير من الصفقات التجارية والسياحية، إلى حد وقف خط الطيران المباشر بين إسرائيل وأنطاليا لأول مرة منذ سنوات طوال.
وفي المقابل فإن نائب رئيس مجلس (إسرائيل- تركيا) الاقتصادي داني تسيمت قال إننا نشعر وكأنه لم يحصل شيء، فشبكة العلاقات جيدة وودية، وهي لم تتضرر ولم يتم لجمها في أي فترة توتر، على حد قوله. يذكر هنا أنه في سنوات الألفين كان معدل التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا يتراوح سنويا ما بين 3 إلى 5. 3 مليارات دولار، وليس من الواضح ماذا كان حجم هذا التبادل في العام 2012.
ولفتت الصحيفة الاقتصادية إلى أن الملحق الثقافي التركي يعتمد في توقعاته بشأن ارتفاع عدد السياح الإسرائيليين إلى تركيا، على أن الإسرائيليين لم يكونوا مرتاحين من البدائل التي عرضت عليهم في شرقي البحر المتوسط، في إشارة إلى اليونان وقبرص، والتلميح أساسًا هو إلى فارق التكلفة بين البلدين، على حد تعبيره.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حامد:

    اصلا لیس هناک من مشکله فکل هاذه الزوبعه للدعایه لیس الا فالسید اردوغان
    هو قبل ان یکون عبدا لله وفهو عبدهم المطیع ونحن العرب مساکین صدقنا
    هاذه المسرحیه السخیفه .

إشترك في قائمتنا البريدية