الدوحة ـ «القدس العربي»: خالد الحمادي مؤسس ورئيس فريق «سول رايدرز» للدراجات النارية، لم يشأ أن يمر عرسه مرور الكرام، ويزف ليلة عمره بطريقة نمطية قديمة، على متن موكب من السيارات الفارهة على عادة أقرانه في قطر، أو معظم دول الخليج. الشاب الهاوي لهذا العالم والذي يعشق هواية ركوب الدراجات مذ كان صغيرا، حاول وبتخطيط مع رفاقه في الفريق، أن يكون الحدث استثنائيا، يضاهي شغفه وولهه بهذا العالم الصاخب، وكله شغف لتنفيذ الفكرة التي رآها البعض مجنونة وخروجا عن المألوف بما تتضمنه من إثارة وحيوية. كانت الفـكرة مجرد حلم، فتحولت إلى حقيقة تجسدت يوم العرس، والجميع انتظرها ليعيش غمار التجربة بما تتضمنه من إثارة تتوق لها أنفس تعشق هدير محركات تلك الدراجات.
حضر نحو مئة من أعضاء فريق «سول رايدرز» ومن سائقي الدراجات المحترفين منهم والهواة ليرافقوا موكبه أثناء انتقاله من قاعة الحفلات إلى فندقه ليزف إلى عروسه.
قبل الانطلاق في الموكب الاستعراضي كانت المحطة الأولى قاعة الحفلات في مدينة الوكرة جنوب العاصمة الدوحة، مقر سكن الحمادي.
لم يكن الضيوف متشحين ببشتهم التقليدي، ومرتدين زيهم الوطني المعروف، ثوبا أبيض ناصعا وغترة تعلو الرأس، ونعلا مختلفة الألوان.
دخل أعضاء الفريق مرتدين قمصان الفريق بشعاره المزركش، بـ«بناطيل جينز»، وسترات موشاة بنياشين عدة ترمز لأقدمية الأعضاء وتخلد مشاركاتهم في مناسبات كثيرة يبرزونها بحفاوة كبيرة تجسد تعلقهم بعالم الدراجات النارية التي تشكل فصول حياة الكثيرين منهم.
تقدم الجمع في صف طويل من سائقين شغفهم مقود عجلات ثنائية أو ثلاثية جابت مناطق ودول عدة، للسلام على قائدهم وزميلهم الذي شاركهم قيادة الفريق لسنوات.
«سول رايدرز» المعروف في قطر بمساهمته الفاعلة في دعم مناسبات وتجمعات اجتماعية ومبادرات إنسانية مع مؤسسات أهلية ترعى جوانب الحياة، كان حاضرا بقوة في هذا العرس الاستثنائي.
الحدث تحول لمصدر فضول الكثير من الحاضرين من أفراد العائلة والأهل والأقارب وكبار القبيلة التي حضرت لتهنئة ابنهم في قرانه مع هذا المشهد غير المألوف.
الدراجون تناوبوا على السلام على خالد الحمادي ومباركة أهله وأقاربه زفاف عريسهم والتقطوا الصور بكاميرات هواتفهم المحمولة أو عدسات آلات التصوير التي تابعت هذا المشهد غير المألوف.
المناسبة كان لابد من توثيقها في لقطة جماعية ضمت عددا كبيرا من الدراجين وسط نجم الحفل وأهله، ثم كانت لحظة المشاركة في الرقصة الشعبية المصاحبة بسيوف تقليدية وحركات متتابعة والفرحة تعلو الشفاه.
خروج عن المألوف
خالد الحمادي عبر عن سعادته لمشاركة رفاقه حفل العرس وحضورهم المناسبة العزيزة على قلب كل شاب يرغب في أن تمر هذه الليلة على أحسن وجه لتظل راسخة في مسار حياته.
ويؤكد الشاب الذي يعد من أكثر الشخصيات حضورا في الساحة الإعلامية القطرية لمشاركاته المتعددة في مختلف المناسبات الاجتماعية التي ترعاها الجمعيات، أن المبادرة لقيت استحسان أهله المدركين لشغفه منذ الصغر بعالم الدراجات النارية.
ما ميز العرس هو نوعية الحضور الذين شاركوا أهل الحمادي المناسبة، شباب من مختلف الجنسيات تواجدوا في القاعة وشكلوا مزيجا مترابطا يعبر عن التمازج الموجود في سكان قطر من مواطنين وأجانب.
دافيد وخوسي وهما قادمان من قارتين مختلفتين أمريكا وأوروبا، عبرا عن سعادتهما لحضور وعيش هذه التجربة لأول مرة في حياتهم واكتشاف عرس قطري وهما المقيمان في البلد منذ سنوات عدة.
تنظيم محكم للزفة
بينما الجميع يستمتع بتناول وجبة العشاء وإكرام أهل العريس لضيوفهم بـ«المكبوس» الذي يجرب كثيرون تناوله بالطريقة التقليدية بأيديهم، كان الشاب أنمار وهو «مارشال» الفريق، وقائد المسيرة، يشرف مع زملائه، على آخر تفاصيل قيادة موكب الدراجات.
المهمة لهذا الشاب الأردني المتعود على متابعة سير وانتظام الدراجين في المسارات العادية كانت مسؤولية مضاعفة هذه المرة، ومختلفة في جوهرها عما سبقها من مواكب قادها باقتدار شديد لتمرسه في هذه المهمة التي تتطلب حذرا. ويؤكد أنه خطط للأمر مع زميله الحمادي قبل فترة إلى جانب أعضاء الفريق والأمل يحدوهم أن تكون تجربة مميزة تفتح المجال أمام الكثيرين من عشاق الدراجات لتنظيم مواكب مماثلة. ودعنا أنمار منهمكا مع مهمته قبيل الانطلاق فكان الحديث مع عبد الله الحجاج رفيق درب الحمادي في الفريق وأحد المؤسسين الذي بدوره شارك أعضاء الفريق التجربة ذاتها في حفل زفافه بحضور أعضاء الفريق على متن دراجاتهم، وليؤكد أن الكثير من القطريين يستعدون بعد نجاح هذه التجربة لتكرارها في حفلات عرسهم المقبلة ليتجاوزا المألوف.
عرس مختلف
انطلق موكب خالد الحمادي وعلى غير العادة من دون سيارات فارهة ليستبدل أزيز عوادم الدراجات، صوت هدير محركات المركبات الرياضية التي يتباهى الكثير من أبناء الخليج بحضورها في حفلاتهم.
جاب فريق «سول رايدرز» شوارع الدوحة بدرجاتهم وغالبيتها من علامة هارلي دافدسون الأمريكية المعروفة بأشكالها المثيرة يحيطون قائدهم خالد الحمادي ويزفونه إلى عروسه ليلة عمره ويشاركونه فرحته. ابتسامات تعلو الوجوه، ونشوة تغمر كثيرين في هذه التجربة الفريدة التي لم تعهدها كثيرا مواكب الزفاف في هذه الدولة الخليجية لتترك أثرا ظل محل حديث المجالس لأيام متوالية.
تجارب فريدة
الرياضية الإماراتية العروس نادية الحوسني، كانت أول خليجية تكسر حاجز الصمت وتزف يوم عرسها وهي تقود دراجتها التي تعشق في تجربة لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تضج بالحديث عنها في سابقة لم تعهدها دول مجلس التعاون.
كثيرون يتوقعون أن يمضي بعض الشباب بعيدا في تجاوز «المحظور» والتقليد الاجتماعي الذي يفرض سطوته على مثل هذه المناسبات التي تفرض القبيلة والعائلة على أفرادها خصوصا من الشباب ضوابط من الصعوبة الحياد عنها. وشباب يمضون في تجسيد أحلامهم ليلة عمرهم بعيدا عن التقاليد المعروفة، ترك خيالهم ينطلق بعيدا لتجسيد شغفهم بكل ما هو غير مألوف.
سليمان حاج إبراهيم
لا عجب عندما تشجع الحكومات غزو الجانب المتدني من الثقافة الغربية للشباب العربي في جميع نواحي حياته وتبعده عن أصالة ثقافته وحضارته وتراثه أن ينتج مثل هذا النموذج .
.
– أتمنى للشابة الإماراتية نادية الحوسني، والشباب القطري خالد الحمادي، طول العمر وأبدية السعادة الزوجية .
.
-( بالمناسبة وبما اننا بصدد عرس – يكسر التقاليد – فالتقرير أعلاه لا يحمل صورة للعروسين تؤرخ لبهجة السعادة ).
.
– ومعلوم ان فتيات الخليج ممنوع ان تتزوجن من قبل شبان عرب غير خلييجن .
فشتان بين ” الإنفتاح ” على تأسيس موكب الدراجات النارية ، والإنفتاح على الشباب العربي (…).
.
– يحكي من حين للآخر عن رياضة خليجية ( سعودية ؟) ، اهمها قيادة السيارات بكيفية جنونية فائقة (…).
.
– وها نحن الآن بحفلة زفاف لا علاقة لها بالتقاليد والعادات العربية الأصيلة ، كإحياء الفوكلور العربي الأصيل ، مناضير صحاروية واحات ، خيول ، جمال ، وقنص ..
.
– للشباب دور في تقدم الشعوب وازدهارها .
لكن دور لا يخرج عن التقاليد وعن العادات . وإلا فالشعوب ستجد نفسها مهددة بتفشي آفات التقليد الأعمى .
.
– في وسط القرن 20 كتبت أديبة فرنسية Françoise SAGAN وقالت حكمة مفادها :
” La Culture,c’est ce qui reste lorsqu’on a tout oublié ” .
.
– هذا فإن ثقافة الشعوب لا يجب أن تتغير ، وإن حدث وتطورت ، فلا بدّ ان تتمسك بمبادئها الأساسية . وأن لا يحدث ” التطور” انطلاقا من باب الإحساس بمركب نقص بالنسبة للثقافات الأجنبية ، والتي لا تعتبر الثقافة العربية الإسلامية كما يجب (…….).
.
– سبق ونقلت الحضارات الغربية عن الحضارة العربية الإسلامية كم من مبدء وكم من مفهوم .
” «سول رايدرز» المعروف في قطر بمساهمته الفاعلة في دعم مناسبات وتجمعات اجتماعية ومبادرات إنسانية مع مؤسسات أهلية ترعى جوانب الحياة،” إهـ
في الغرب لا تفعل مثل هذه الفرق غير الموبقات فمنها من يكون عنصرياً مع الأجانب ومنها من يخالف القوانين غير الفجور والمسكرات والمخدرات
ولا حول ولا قوة الا بالله