واشنطن دعّمت جبهة الموصل بمقاتلين عراقيين دربتهم قواتها

بغداد ـ «القدس العربي»: استقدمت القوات الأمريكية المشرفة على عمليات الموصل نحو 250 مقاتلا من الفرقة الذهبية خلال هذا الأسبوع للمشاركة في عملية استعادة المدينة بعد تدريبات تلقوها على يد قوات أمريكية على مدى شهرين في معسكرين، أحدهما في منطقة القيارة، والآخر في برطلة.
وقال مصدر عسكري على صلة بالتنسيق بين القيادات الأمريكية والعراقية في غرفة العمليات المشتركة لـ«القدس العربي»، إن «القوة الجديدة تم زجها في القتال ضمن محور حي العامل، واستطاعت تحقيق تقدم واضح في الحي». وحسب المصدر، فإن الأمريكيين اقترحوا «تدريب مجموعات من الشرطة الاتحادية ولواء الرد السريع (سوات) باشراف أمريكي قبل بدء المعركة في الجانب الغربي، لكن وزارة الداخلية العراقية رفضت».
كما إن الداخلية، طبقاً للمصدر، «تراجعت عن موقفها ووافقت على الاقتراح الأمريكي بعد فشل القوات التابعة لها من الشرطة الاتحادية ولواء الرد السريع في عملية اقتحام المجمع الحكومي مؤخراً».
بيّن المصدر أن «قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع تعهدت للقيادات الأمريكية بقدرتها على السيطرة على المجمع الذي وصلت إليه مؤخراً، لكنها فشلت في مهمة الحفاظ عليه بعد وقوعها في كمين لمقاتلي تنظيم الدولة وحصارهم للقوة المهاجمة التي فقدت نسبة كبيرة من مقاتليها قبل انسحاب من استطاع منهم النجاة».
وذلك، «في حالة شبيهة بالحالة التي تعرضت لها الفرقة التاسعة والفرقة الذهبية في مستشفى السلام بالجانب الشرقي من الموصل قبل أكثر من شهرين».
ونقل المصدر عن قادة أمريكيين ثناءهم على أداء الفرقة الذهبية التي «تحتفظ بمواقع سيطرتها حتى بعد تعرضها لهجمات بسيارات مفخخة على العكس من قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع، فكثيرا ما تترك مواقعها بعد تعرضها لتفجيرات انتحارية».
من جهة أخرى، أشار المصدر إلى سعي الأمريكيين إلى «حصار ما تبقى من المقاتلين في منطقة الموصل القديمة، وهي المنطقة الأكثر صعوبة قياسا إلى مناطق العامل والشهداء وغيرها».
وأضاف: «لا يريد الأمريكيون الوقوع ثانية في فخ تكتيكات التنظيم بالانسحاب التدريجي من الموصل والحفاظ على مقاتليهم لمواجهتهم في معارك جديدة في مناطق أخرى، كما حصل عند انسحابهم من الفلوجة وهم الذين يقاتلوننا الآن».
ووفق المصدر ذاته، هناك «رأي مختلف لدى قيادات أمريكية أخرى يتمثل بضرورة فك الحصار عن المحور الغربي لإتاحة الفرصة لمقاتلي التنظيم بالانسحاب غرباً قبل أن تضطر القوات الأمنية للقتال في حي الموصل القديمة.
وهذا الأخير، من «الأحياء التي لا يمكن للطيران أن يعمل فيها، وكذلك المدفعية، لضيق أزقته ومبانيه القديمة، فضلاً عن كونه أصبح مركزا لتجمع أبناء المدينة الفارين من القتال في الأحياء الأخرى والذين لم تتيسر لهم فرص النزوح إلى خارج مدينتهم، وهؤلاء ليسوا طرفا في الحرب ولا يجوز تعريضهم للقتل».
وكشف المصدر عن «خلافات بين قيادات الحشد الشعبي والقيادات العسكرية العراقية العاملة إلى جانب القيادات الأمريكية بعد رفض الحشد الشعبي اقتراحا أمريكيا بفك الحصار عن المحور الغربي من الموصل».
وأوضح أأن «الحشد لا يستجيب لخطط التحالف الدولي، ويصر على عدم فتح الطريق لمقاتلي التنظيم للانسحاب غرباً خارج الموصل».
ولفت إلى أن «ما يهم الحشد هو السيطرة على مدينة تلعفر أكثر من تحرير الموصل، لذلك يعترضون على أي خطة تعرقل هدفهم وهم يرون أن انسحاب المقاتلين غربا يعني تعزيز قوة مقاتلي التنظيم في جبهة تلعفر».

واشنطن دعّمت جبهة الموصل بمقاتلين عراقيين دربتهم قواتها

رائد الحامد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية