تونس ـ «القدس العربي» من حسن سلمان: أثارت زيارة وفد برلماني تونسي إلى دمشق ردود فعل متباينة لدى الطبقة السياسية، في وقت اعتبرها بعض المراقبين مقدمة لإعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، فيما نفى وزير الخارجية علمه بهذه الزيارة، مشيراً إلى أنه لم يتم التنسيق مع السلطات التونسية بشأنها.
وبدأ وفد برلماني يضم سبعة نواب تونسيين، الأحد، زيارة إلى العاصمة السورية، حيث سيلتقي عدداً من المسؤولين للاطلاع على الوضع الميداني هناك، ومناقشة العلاقات السورية التونسية وتعزيز التعاون الأمني بين الطرفين وإمكانية إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وفق ما ذكرت مصادر من داخل الوفد.
ويضم الوفد ممثلي عدة أطراف سياسية من بينها «نداء تونس» (مجموعة الإنقاذ) و»الجبهة الشعبية» و»مشروع تونس» و»الاتحاد الوطني الحر».
ونشر النائب الصحبي بن فرج (أحد المشاركين في الوفد) على صفحته في موقع فيسبوك صورة من أحد فنادق دمشق، مرفقة بتعليق «من دمشق، هنا تونس»، فيما قدمت النائبة مباركة البراهمي «اعتذارها» للسوريين، مشيرة إلى أن بلادها «تورطت» في القتال فيها. ودعت إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري ومعالجة ملف العائدين منها. فيما كتب النائب عن حراك «تونس الإرادة» عماد الدائمي «هذا الوفد لا يمثلني ولا يشرّف مجلس نواب الشعب ولا البلاد. أعلن رفضي المطلق لهذه الزيارة العار لنظام قتل مئات الآلاف من شعبه وشرد الملايين. وأؤكد لأحرار الشعب السوري الشقيق أن هذه الزيارة قد تمثل هؤلاء النواب وجزءاً من أحزابهم ولكنها لا تمثل الغالبية العظمى من التونسيين الذين يساندون نضال السوريين ضد ثنائية الاستبداد والإرهاب ومن أجل تحقيق العدالة والحرية والديمقراطية».
وفي السياق ذاته، نفى وزير الخارجية التونسي خميّس الجهيناوي علمه بزيارة الوفد البرلماني إلى دمشق، مؤكّدا أنه لم يتم التنسيق أو إعلام وزارة الخارجية بالموضوع.
من جانب آخر، اعتبر المحلل السياسي عبد الله العبيدي أن هذه الزيارة قد تكون مقدمة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، مشيراً إلى أن بعض النواب من نداء تونس قد يشكلون «ورقة ضغط» على السلطات في هذا المجال.
وأضاف في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: «لا أستبعد أن تكون تونس تذعن لضغوط خارجية (سياسية واقتصادية) تمنعها من التطبيع مع النظام السوري وخاصة أن نسبة كبيرة من الرأي العام تطالب بهذا الأمر».
واستدرك بقوله «ولكن أعتقد أن السلطات التونسية تتجه نحو تطبيع العلاقات مع دمشق، وهذا الأمر لمسناه مؤخراً في تصريحات وزير الخارجية حول حديثه عن وجود قنصلي لتونس في دمشق وكأنه يريد التمهيد إلى أن التطبيع مقبل معها، كما أن حزب نداء تونس بدأ يضعف أمام الرأي العام الذي يضغط في هذا الاتجاه، وقد ينصاع له في النهاية وخاصة أننا نسير باتجاه انتخابات بلدية وتشريعية قريبة».
وكان الجهيناوي أكد قبل أيام تواصل الحضور الدبلوماسي التونسي في سوريا، مشيرا إلى أن بلاده «تعترف بالدولة السورية، وهناك تعاون وثيق وتنسيق متواصل معها بخصوص ملفي الإرهابيين والمساجين التونسيين الموجودين على أراضيها».
وحول إمكانية المقارنة بين زيارة وفد حكومي لمدينة غزة خلال حكم الترويكا والزيارة الحالية لمدينة دمشق، قال العبيدي «أود التأكيد أن الرأي العام التونسي في غالبيته ميال للتضامن مع الشعوب العربية الشقيقة عموماً، والسياسيون الموجودون في السلطة لا بد أن يتوخوا الواقعية ويراعوا إمكانية تغير مزاج الرأي العام، فبعد أن كنا نحلم بربيع عربي سيحول بلداننا إلى «جنة عدن»(بعد سقوط الأنظمة الديكتاتورية) بدأنا نشتغل بجهد لمحاولة العودة على الأقل إلى ما كنا عليه قبل الثورة العربية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، وهذا الأمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار من قبل القائمين على السلطة».
تونس تعترف بالدولة السورية ….و نحن ﻻ يهمنا من يحكم سورية هذا شأن سورى داخلى..المهم مصالح الدولة التونسية و خاصة معرفة قاعدة البيانات التى تخص المجرمين القتلة الذين وقع ارسالهم الى هناك فى عهد حكم الإسلام السياسي و معرفة ما قاموا به هناك …لكى توضع الادلة على ذمة القضاء …اذا وضعوا قدما فى تونس مرة اخرى ….و تحيا تونس تحيا الجمهورية
الشعب التّونسي قام بثورة عظيمة كانت ملهمة للشّعوب العربيّة ومنها الشعب السّوري الذي ثار على نظام جملوكي طائفي مقيت . وهؤلاء لا يمثّلون إلاّ أنفسهم وفي أحسن الحالات هم يمثّلون جزءا بسيطا من الشعب التونسي الذي عرف بروحه التّحرّريّة بل هم عار على الثّورة التّونسيّة ثورة الحرّيّة والكرامة التي لا يحتكرها التّونسيّون لأنفسهم ، والنّظام السّوري لا يمثّل إلاّ وجها ثانيا لعملة الإرهاب وستنتصر الثّورة السّوريّة طال الزّمن أوقصر ولا عزاء للعبيد الذين يساندون بشّار الكيمياوي. تحيى الثّورة وتحيى الحريّة والدّيموقراطيّة والمواطنة.