لم أستطع تصديق الممثل السوري باسل خياط وهو يتحدث عن صدمته بعد ما أسمتها مذيعة قناة «الحياة» راغدة شلهوب في برنامجها «فحص شامل» «الأزمة»، وهي تقصد ما حدث في سوريا.
خياط قال إنه في السنة ونصف الأولى كان مغيباً، يمشي في الشوارع لا يعرف أين يمشي، أو أنه كان معتكفاً في غرفته، ينظر في المرآة لا يتعرّف فيها إلى نفسه، بل حدث أنه قد وجد نفسه، أو وعى على نفسه كما قال فوجدها تحت سيارة يعاين قطعها، في إطار مشروع للتجارة بقطع السيارة المستعملة.
هذا ما يحدث إذاً، يتأثر المرء بسبب الأوضاع المأساوية في بلده فيفكر بتجارة قطع تبديل السيارات. يسقط صاروخ سكود فوق أحد الأحياء المأهولة بالبشر يذهب ضحيته عشرات الضحايا فيركض الممثل إلى يوتيوب كي يتعلم الحلاقة الرجالية، حيث المقص يمكن أن يكون أماناً أو رأس مال، حسب تعبير خياط.
نقدّر لباسل خياط أنه لم يكن أحد شبيحة النظام في بلده، بل ربما كان خروجه من البلاد واعتزاله التمثيل نوعاً من الاحتجاج الخافت، ولكن هذا لا يلغي أن التعبير عن صدمته في برنامج شلهوب جاء مزيفاً بعض الشيء. ما أردأ هذا التأثّر!
ضجة في الجزائر
خبر الفيلم عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد متوفر منذ بعض الوقت، حيث أعلنت المخرجة الفرنسية المغربية هدى بن يمينة عزمها تناول قصة حب بين مناضلة جزائرية وصحافي أميركي، وأنها استلهمت أحداثه من قصة جميلة بوحيرد والمناضلة زهرة ظريف والمحامي جاك فارغاس، لكن لم تثر ثائرة الجزائر إلا بعد أن نقلت صحيفة جزائرية نبأ رفض المناضلة التسعينية بوحيرد فيلماً عنها.
ردة الفعل الجزائرية أشبه بالفزعة. إنه هجوم وحسب، لأن أحداً ما قال إن على الجزائر برمتها أن تقف سداً منيعاً في مواجهة الفيلم.
لم نعرف بعد ما طبيعة التناول، هل هو اقتباس، أو مجرد استلهام للقصة من دون الإشارة إلى أسماء، أم أنها السيرة بحرفيتها..
هذا الضجيج لا يفيد أحداً، قليلاً من التروي، والاستقصاء أفضل من أجل فيلم يليق بالمناضلة العظيمة، وبنضالات الجزائر، يليق بالسينما قبل كل شيء.
رومانسيات
في رد ساخر على الإجراءات الأمريكية والبريطانية الأخيرة التي تقضي بعدم اصطحاب الكمبيوترات الشخصية في مقصورات ركاب الطائرات، نشرت شركات طيران «الاتحاد» و«طيران الإمارات» مقاطع إعلانية تحت عنوان «اجعلوا الطيران عظيماً مجدداً»، في محاكاة ساخرة لشعار ترامب الانتخابي «اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً».
صوّرت الفيديوهات أطفالاً مع ألعابهن التقليدية من الدمى، مؤكدة أن جليسة الأطفال ستساعد بالألعاب والأنشطة في تسلية الأطفال.
أما «الخطوط الجوية الأردنية»، وحسب فيديو لـ «سي ان ان» العربية، فقدمت عدداً أكبر من النصائح (الساخرة) للركاب، من قبيل: «اقرأ كتاباً. استمتع بوجبة خفيفة. تعرّف على الشخص المجاور لك. تأمل. اقضِ ساعة تحدد فيها ما تريد مشاهدته. تعجّب من معجزة الطيران. ابدأ حواراً بدائياً من عصر ما قبل الانترنت. استعد منطقة الذراع. تظاهر بأن طاولة المقعد هي لوحة مفاتيح كمبويتر. تسوّق عبر السوق الحرة المتوفرة على متن الطائرة. افحص معنى الحياة. فكر في أسباب عدم وجود كمبويتر المحمول أو اللوحي معك».
وجدتني سعيداً حقاً بأن تذهب الإمارات والأردن إلى مواجهة الأمر على هذا النحو الساخر. فكرت طويلاً بعبارة «استعد منطقة الذراع». شعرت بأنها من صنع الروائي الفرنسي التشيكي ميلان كونديرا متأملاً الأزمنة القديمة، البطيئة، حيث الرجل وامرأته في العربة القديمة لديهما الوقت كله للغزل والحكايات والملاطفات، وربما أكثر. بالمقارنة مع وضعهما في هذه الأيام في السيارة، حيث بدلاً من كل تلك الملاطفات ينشغل الزوج بأن يشق طريقاً لسيارته في الزحام، مع أكبر قدر من الشتائم، فيما الزوجة تقوم هي الأخرى بقيادة ذهنية. تحذّر، وتشتم، وتهدّد.
هكذا أيضاً يمكن التأمل في «منطقة الذراع»، تلك المساحة الصغيرة بين مقعدين على طائرة وكم شهدت قصص حب ومغازلات وملامسات وربما زيجات.
إذاً، على نحو غير متوقع، تتحول اقتراحات شركات الطيران الساخرة إلى مشاريع رومانسية تستعيد الأزمنة القديمة والجميلة للطيران. ترامب ليس سيئاً تماماً حين يعيدنا أعمق فأعمق إلى الأزمنة الأولى.
فتاة لندن المحجبة
شغلت صورة الفتاة المحجبة العابرة قرب ضحايا اعتداء لندن الأخير الإعلام التقليدي كما الميديا الاجتماعية. أراد أصحاب الإسلاموفوبيا تفسير ذلك العبور على أنه عدم اكتراث، فكثيرون كانوا حول الضحايا، خائفين، مذعورين، يحاولون المساعدة، إلا تلك البنت التي لم تسترعِ الضحية أدنى التفاتة منها.
إنه مثال آخر على سهولة التلفيق، لا يمكن أن يكون ذلك إلا نوعاً من التزوير، حيث اقتناص مشهد تفصيلي من الصورة، أو ترويجه تحت عناوين مزورة ما أسهل أن تنطلي على الناس.
الفتاة تحدثت تالياً إلى الإعلام، ويبدو أنها شعرت بدورها بالذعر وهي ترى صورتها تتصدر الصفحات والشاشات. قالت البنت، حسب ما نقلت صحف «لقد دمرت مرتين، الأولى بعد مشاهدتي الهجوم الإرهابي، والثانية بعدما شاهدتُ كيف تم تداول صورتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي من جانب أشخاص أصدروا الأحكام من خلال لباسي واستخلصوا الاستنتاجات المبنية على الكراهية».
فوق ذلك أكدت الفتاة المحجبة أنها في تلك اللحظة كانت تبحث عن طريقة لمساعدة الضحايا.
الغريب أن الانطباع واضح على وجه الفتاة العابرة قرب الضحية، إنه انطباع متأثر من دون شك، لكن المزورين لا يكترثون للانطباع على الوجه، إنهم ينظرون إلى الخطى العابرة، التي لا تعني بالنسبة لهم سوى عدم الاكتراث.
هذا التلفيق ليس أقل من عمل وحشي، إنه اعتداء آخر، لا يقل فظاعة وانتهاكاً.
كاتب من أسرة «القدس العربي»
راشد عيسى
” فكر في أسباب عدم وجود كمبويتر المحمول أو اللوحي معك». ” إهـ
الأفضل هو بتوفير كمبيوترات لوحية ثابتة أمام ركاب الطائرات المتجهة لأمريكا مع خط إنترنيت مجاني حتى لا يصبح لقانون ترامب أي أهمية
ولا حول ولا قوة الا بالله
المجاهدة جميلة بو حيرد رفضت فكرة تصوير فيلم عنها وهي حرة في رفضها وايدها بعض الشخصيات في ذلك وهم احرار ايضا.
انت ترى ان الفيلم سيكون في صالحها اما هي فترى عكس ذلك .بالمناسبة لم ترفض الفيلم المصري الذي يحكي قصتها والذي مثلته الفنانة المصرية ماجدة وحضرت اول بثه في قاعات السنما المصرية.
قصة حب للمناضلة جميلة مع صحافي امريكي ههههههههه
ليس لها ان تعترض فحسب بل ان تقاضيهم ايضا.