قرب سد الطبقة- رويترز- قالت قائدة عملية تدعمها الولايات المتحدة بهدف انتزاع السيطرة على مدينة الرقة السورية من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” إن العملية ستستغرق شهورا وهو إطار زمني أطول مما سبق وحددته وحدات حماية الشعب الكردية صاحبة الدور الرئيسي في هذه الحملة.
وتحدثت روجدا فلات لرويترز قرب سد الطبقة على بعد نحو 40 كيلومترا غربي الرقة وهو من الأهداف الرئيسية لحملة “غضب الفرات” التي يشنها تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي يضم وحدات حماية الشعب ومقاتلين من العرب متحالفين معها. وفلات عضو في وحدات حماية الشعب وهي واحدة من نحو ألف امرأة تشاركن في الحملة.
وذكرت أن عمليات قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على السد تعقدت بسبب الألغام التي زرعها تنظيم الدولة الإسلامية وتهديداته بتدمير السد وأضافت أنه جرى وضع خطط بديلة للسيطرة عليه مشيرة إلى أن القوات ستتمكن من إتمام هذه المهمة خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويشن تحالف قوات سوريا الديمقراطية حملة متعددة المراحل منذ نوفمبر تشرين الثاني بهدف عزل الرقة، المعقل الحضري الرئيسي للمتشددين في سوريا، بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقالت فلات إن دعم التحالف “أفضل بكثير” في المرحلة الأحدث.
وأشارت أيضا إلى أن موعد بدء الهجوم النهائي على الرقة قد يختلف قليلا عن الموعد المستهدف الذي سبق وأُعلن أنه أوائل أبريل نيسان قائلة “إجمالا الحملة على المدينة سوف تبدأ في نيسان (أبريل) وإن لم تكن في بداية الشهر فإنها ستكون في منتصفه”.
وتابعت قولها “أعتقد أنها سوف تطول عدة أشهر لأنها تتطلب منا السيطرة بشكل كامل على الطبقة أولا وتنظيم مخططات الحملة بشكل جيد وإخراج المدنيين من المدينة”.
ويعتقد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 200 ألف شخص يعيشون في الرقة.
وقال قائد وحدات حماية الشعب لرويترز هذا الشهر إنه يتوقع أن تستغرق حملة السيطرة على الرقة عدة أسابيع وهو إطار زمني كرره هذا الأسبوع عندما قال إن العملية لن تستغرق أكثر من شهر.
سد الطبقة ويتزامن الهجوم على الرقة مع حملة تقودها الولايات المتحدة لإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الموصل العراقية. ويهدد الهجومان بتسديد ضربتين كبيرتين للدولة الإسلامية ودولة “الخلافة” التي أعلنتها في العراق وسوريا.
وأغضب دور وحدات حماية الشعب في الرقة تركيا التي تعتبر الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا انفصاليا على الأراضي التركية منذ 30 عاما.
لكن التحالف لم يحدد بعد متى أو كيف سيبدأ الهجوم النهائي على الرقة حتى مع اقتراب قوات سوريا الديمقراطية من المدينة.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على المدخل الشمالي لسد الطبقة الأسبوع الماضي لكنها لم تحرز تقدما منذ ذلك الحين. واستدعي مهندسون إلى الموقع هذا الأسبوع لفتح قنوات تصريف المياه التي تضررت لتخفيف ضغط المياه المتراكمة.
وقالت فلات التي فقدت 20 من أفراد عائلتها حين نفذ تنظيم الدولة الإسلامية هجوما انتحاريا في حفل زفاف في عام 2016 إن المتشددين هددوا بنسف السد إذا لم توقف قوات سوريا الديمقراطية الهجوم.
وأضافت “لدينا خطط بديلة لبدء عملية السيطرة على السد… و كان هناك تخوف من تدمير السد لأن مقاتلينا عثروا على عدد كبير من الألغام لذلك انسحبت قواتنا من داخل جسم السد حفاظا على سلامة السد”.
وقالت “إن كانت الظروف الجوية مساعدة وخططنا جيدا للعمل العسكري فالسيطرة ستكون خلال يومين أو ثلاثة”.
الدفاع عن “شعبي”
انتزعت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على قاعدة الطبقة الجوية من قبضة الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي بعد أن نفذت إنزالا جويا مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات وهي العملية الأولى من نوعها لقوات سوريا الديمقراطية.
وتتقدم قوات سوريا الديمقراطية صوب مدينة الرقة من الشمال والشرق والغرب. ويحد نهر الفرات المدينة من الجنوب.
وقالت فلات “بالنسبة لمساعدة التحالف فهم يقدمون المساعدة الأرضية والجوية أيضا وفي هذه الحملة كانت المساعدة أفضل من المرات السابقة من تقديم أسلحة لم نكن نملكها”.
ومضت قائلة “هم يقدمون مساعدة أرضية كاستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ومضادات للدروع والمدفعية”.
وأضافت “هم يتمركزون خلف قواتنا الموجودين في الخطوط الأمامية باثنين أو ثلاثة كيلومترات أي أنهم يقدمون دور الإسناد للمقاتلين في الخط الأمامي”.
ومضت قائلة “كما توجد غرفة عمليات استخباراتية مشتركة بيننا وبين التحالف الدولي نقوم فيها بتبادل المعلومات والتنسيق معا بخصوص عملية تحرير الرقة.”
وتقول قوات سوريا الديمقراطية إنها ستسلم السيطرة على الرقة لمجلس معظمه من المدنيين العرب متى تسيطر عليها التزاما بالتركيبة السكانية للمدينة. وكانت فلات تدرس الأدب قبل بدء الصراع السوري عام 2011. وكانت دائما تحلم بالانضمام لكلية عسكرية وانضمت لوحدات حماية الشعب بمجرد تشكيلها.
وقالت “أنا نذرت نفسي لشعبي. بعد انتهاء الحرب هنا سأقاتل بأي مكان يتطلب وجودي من أجل شعبي”.