عمان ـ «القدس العربي»: منطقي تماما القول الآن ان خريطة الوضع الداخلي الأردني بعد القمة العربية قد لا تبقى هي نفسها قبل القمة فبعض المؤشرات توحي ان بعض التعديلات في خريطة النخبة ستحصل وان التفرغ في بعض المحطات الداخلية أصبح بين الاحتمالات القوية مع انتهاء فعاليات القمة العربية.
عمليا وفي إدارة الدبلوماسية الأردنية وبعد تسع سنوات قاد فيها المخضرم وزير الخارجية السابق ناصر جودة الدبلوماسية يبرز الوجه الجديد في إدارة الدبلوماسية الوزير الحالي ايمن الصفدي.
الصفدي وخلافا لبعض التكهنات أظهر حضورا قويا ديناميكيا في إدارة التفاصيل وفرض بصمته بوضوح كنجم جديد محتمل في الطاقم السياسي الأردني بعدما أتاحت له القمة العربية الفرصة بصورة ناضجة لإظهار مهاراته.
يتحدث بشكل سريع ومختصر وبلغتين عربية وانكليزية سليمتين تماما. ويجيد الصفدي باعتباره أحد الإعلاميين سابقا التعاطي مع إركان لعبة الإعلام والصحافة وفي وقت سبق القمة العربية أبلغ «القدس العربي» مباشرة ان الحضور القوي لبلاده وتحديدا للملك عبد الله الثاني في أوساط المجتمع الدولي يضمن له ولأي وزير للخارجية مسافات قريبة للاختراق والمضي قدما.
يستثمر الصفدي بنشاط في هذا الاتجاه ورغم انه منذ تعيينه وزيرا للخارجية لم ينم في عمان لثلاثة أيام متتالية إلا ان قمة البحر الميت منحته فرصة وافية لإظهار امكاناته وهو ما التقطته وسائل التواصل وهي تشيد بمهاراته بعد ان اعتقد الجميع لسنوات طويلة ان خلافة المخضرم ناصر جودة في وزارة الداخلية قد تكون صعبة على أي بديل.
في كل الأحوال برز نجم الصفدي وبرزت معه تلك الامكانات في السيطرة والتحكم وان كان بصعوبة على معطيات الإعلام عند فريق اللجنة الإعلامية برئاسة الوزير محمد المومني والإعلامي العريق مدير عام وكالة الأنباء الرسمية فيصل الشبول صاحب الحضور الأكبر في تفاصيل نجاح القمة إعلاميا.
بدا واضحا في السياق ان إدارة الحكومة حظيت بفرصة محدودة للتفاعل مع التفاصيل ومن المرجح ان مستقبل حكومة الرئيس الدكتور هاني الملقي القريب أو البعيد سيتحدد بعد انتهاء موسم القمة خصوصا فيما يتعلق ببرنامجها التالي على مستوى أولا اكمال مشوار رئاسة القمة العربية، وثانيا الاستثمار الاقتصادي والمالي بعد القمة وبطريقة لا أحد يعرف سقفها حتى الآن.
حكومة الملقي باستثناء الوزيرين الصفدي والمومني والجانب اللوجستي البيروقراطي كانت بعيدة عن التفاصيل.
يبدو واضحا الآن وبعد اقالة المستشار العسكري في القصر الجنرال مشعل الزبن وبعده مباشرة الجنرال فيصل الشوبكي مدير المخابرات ان الفرصة متاحة لتجديد الدماء في أروقة بعض المكاتب والأجهزة الرئيسية للتعاطي مع المرحلة المقبلة وللتفاهم مع عام على أقل من احتمالات التوظيف السياسي والاستثمارات بحكم ان عمان تترأس القمة العربية لعام مقبل.
في التفاصيل النخبوية عندما يتعلق الأمر بتجديد الدماء والروح يستذكر الجميع الرئيس المخضرم للديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة والذي لم يعد من المؤكد احتفاظه بمنصبه للعام الخامس.
ثلاث شخصيات فقط من طبقة رجال الدولة خارج الحكم ظهرت في إطار التحدث مع الآخرين خلال القمة وهي وزير الخارجية الدبلوماسي العتيق عبد الاله الخطيب ورئيس الديوان الملكي الاسبق ناصر اللوزي وقبلهما خبير الاقتصاد نائب رئيس الوزراء سابقا الدكتور محمد الحلايقة.
الحلايقة وقبل القمة بأسبوع على الأقل قال لـ«القدس العربي» عن تلك الفرص المتاحة للاستثمار في الدور الأردني وفي القمة العربية ليس في إطار المصالح المباشرة ولكن في إطار تبادل المصالح أيضا.
النجوم الثلاثة الحلايقة واللوزي والخطيب يبقون في كل الأحوال من نخب الاحتياط الاستراتيجي التي يمكن اللجوء اليها عند المفاصل.
هل يعني ذلك ترشيح أي منهم لدور جديد مستقبلا؟
لا يمكن الحسم بالجواب لكن ظهور الرموز الثلاثة يوم القمة في أوساط الإعلاميين له دلالاته المباشرة ولم يعد من نافلة القول الاشارة ان خريطة النخب ما بعد القمة ينبغي وبالمنطق المحسوس الملموس العلمي ان لا تبقى هي نفسها.
حسم هذه المسألة يحتاج لوقت قصير وقد يرتبط في المقابل ببرنامج العمل الناتج عن زيارة مهمة إلى واشنطن سيقوم بها نهاية شهر نيسان/ابريل الملك عبد الله الثاني وهي زيارة قد تكشف ان بعض الرموز التي استثمر فيها على أساس انها سريعة التوصيل والتواصل مع الإدارة الجمهورية في الكونغرس والبيت الأبيض لم تكن أصلا منتجة ولا واقعية.
بسام البدارين
اعتقد انه خطأ طباعه غير مقصود خلافة المخضرم ناصر جوده في وزارة الداخليه وانت تقصد وزارة الخارجيه