تونس – «القدس العربي»: أثارت صورة عملاقة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي على أحد الأبنية في مدينة «المنستير» (شرق) جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر عدد من السياسيين والناشطين أنها أحد الممارسات التي كانت سائدة خلال عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وكان قائد السبسي أشرف، أمس الخميس، على الاحتفال بالذكرى السابعة عشرة لرحيل الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، حيث تم تعليق صورة عملاقة له على أحد الأبنية قبيل زيارته لمدينة المنستير للإشراف على موكب الاحتفال.
وكتب الباحث سامي براهم على صفحته في موقع «فيسبوك»: «في ذكرى وفاة الزّعيم، صور عملاقة للرّئيس الحالي قبالة روضة الزّعيم، فضلاً عن عدم اللياقة والإساءة لرمزيّة اليوم المتمحّض لاستحضار ذكرى من أقيم الموكب لأجله، وفضلاً عن عبث العودة للشخصانيّة وعملقة الصّور والأشخاص في بلد أقام ثورة أسقطت عبادة الأشخاص، وفضلا عن التوظيف الحزبي والتّجيير السياسي للمناسبة، فضلاً عن كلّ ذلك، لماذا هذا الفأل السيّئ… لعن الله التطيّر!»، فيما اتهم المدون ياسين عياري والي المنستير بـ»التملك» للرئيس التونسي.
وكتب الهاشمي الحامدي رئيس تيار «المحبة»: «السبسي لم يجد الوقت لزيارة الفقراء المحتجين في الكاف وتطاوين، أو لتقديم العزاء في عون الأمن الشهيد في قبلي، لكنه سيسافر غداً لإحياء ذكرى وفاة بورقيبة بعد أن أحيا ابنه ذكرى ميلاده. وهذه صورة ضخمة له نصبت اليوم في المنستير. هذ الرئيس لا يحس بهموم التونسيين، وعلى الذين انتخبوه أن يعتذروا لتونس».
وأضاف الإعلامي سمير الوافي «مشهد مزرٍ وتعيس وفاضح وحركة انبطاحية سخيفة. وهي أكبر إساءة لبورقيبة في ذكراه. ومن ارتكبها يسيء أيضاً للرئيس الباجي قائد السبسي ويورطه مع الناس. لأن مثل هذا التملق يستفز الناس. ما دخل صورة الباجي في ذكرى رحيل الزعيم بورقيبة؟ ولماذا توضع صورته الضخمة في مناسبة كهذه يتقزم فيها من يحاول أن ينافس بورقيبة في زعامته وقامته؟».
فيما دعا أحد النشطاء إلى عدم تكرار ممارسات النظام السابق والابتعاد عن تمجيد الرؤساء ومحاولة «تسطيح» هذه المناسة عبر «الإساءة» لبورقيبة، مذكراً بأن أغلب من يحتفلون بذكرى وفاته اليوم «تنكّروا» له في وقت سابق، وخاصة خلال وجوده في الإقامة الجبرية خلال حكم بن علي لمدة 13 عاماً.
وشكلت الذكرى السابعة عشرة لرحيل الرئيس السابق الحبيب بورقيبة مناسبة جيدة لعدد من الحرفيين التونسيين لحياكة علم عملاق جديد قليل التكلفة في محاولة لمنافسة العلم الحكومي الذي تمت صناعته في تركيا بتكلفة مرتفعة أثارت جدلاً كبيرة في البلاد.
وانجز فريق من العاملين في قطاع النسيج في مدينة «قصر هلال» التابعة لولاية «المنستير» (شرق) علماً كبيراً تبلغ مساحة 300 متر مربع (طوله 21 متراً وعرضه 14 متراً ) بتكلفة مالية بسيطة لا تتجاوز ثلاثة آلاف دينار (أقل من 1500 دولار) وبجودة عالية، بهدف رفعه في روضة آل بورقيبة التي تضم قبر الرئيس الحبيب بورقيبة. وأكد القائمون على صناعة العلم الجديد أنه محاولة لتأكيد قدرة الصناعيين التونسيين بمفردهم على صناعة علم يمثل رمزاً لبلادهم بدون الاستعانة بخبرات أجنبية.
وكان «العلم التركي» الذي دشّنه رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد في الذكرى الواحدة والستين للاستقلال، أثار جدلاً كبيراً في البلاد، حيث قرر أحد النواب مساءلة وزير التجهيز بسبب التكلفة الكبيرة للعلم، والتي دفعت عدداً كبيراً من السياسيين والنشطاء لانتقاد الحكومة.
وتم وضع العلم الذي تبلغ مساحته 300 متر (مساحة العلم الجديد نفسها) وتمت صناعته في تركيا على سارية ضخمة ضمن ما بات يسمى «ساحة العلم» في حديقة «البلفيدير» وسط العاصمة، حيث أشارت بعض المصادر إلى أن كلفة المشروع تتجاوز مليوناً ومئتي ألف دينار (أكثر من نصف مليون دولار).
وبرر وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي إقتناء بلاده لعلم ضخم صُنع في تركيا، رغم تمكن حرفيين تونسيين من صنع علم مماثل بالحجم نفسه، بأن المقاول التونسي الذي تقدم لمناقصة صنع العلم هو الذي اختار صناعته في تركيا، مشيراً إلى أن «جودة القماش ومدى حفاظه على اللون رغم العوامل الجوية هو العامل الأهم، وليس الحجم».
حسن سلمان
رحم الله بورقيبة. رحم الله بلقاسم الشابي.
رغم الديمقراطية تحتاج تونس الى شخصية كاريزماتية الشخصية تكون لها فكر الرؤية وتوحد البلد وتحارب الظلم
لكن أن تنقل بعض الأطراف في تونس طريقة الأتراك وحبهم لأردوغان وتريد أن تجعل من السبسي قائد ملهم محبوب من طرف الشعب بدون أن يقدم شئ لتونس فلا إالله الا الله
والي المنستير لم يضع هذه الصّورة إيمانا منه بكاريزما الرّئيس الباجي قائد السّبسي وإنّما فعل ذلك تقرّبا وتزلّفا وتملّقا للشّخص على طريقة ما كان يحدث في زمن بورقيبة و المخلوع بن علي علّه يظفر بمنصب أرفع من منصبه الحالي وزير أوكاتب دولة أو في أسوأ الحالات لا يفقد منصبه في حركة تغيير الولاة .