برلين ـ «القدس العربي»: على مدار أشهر ماضية، لم تتوقف عبارات الإشادة والثناء على المدرب الشاب يوليان ناغلزمان مدرب هوفنهايم بعد التحول الإيجابي الهائل الذي حققه مع الفريق، لكنه ارتقى لمستويات جديدة من التألق ضاعفت عبارات الثناء عليه بعدما قاد الفريق للفوز على بايرن ميونيخ 1/صفر مساء الثلاثاء الماضي في الدوري الألماني.
وربما يكون الحظ حالف هوفنهايم في الحفاظ على تقدمه بهدف حتى نهاية المباراة أمام البايرن، لكن ذلك لا ينفي تألق لاعبيه بشكل لافت وتقديم عرض مميز خلال الشوط الأول الذي شهد الهدف الوحيد والذي سجله أندري كراماريتش في الدقيقة 21.وكان العرض الذي قدمه هوفنهايم أمام المتصدر وحامل اللقب، بمثابة مؤشر واضح على تقدم الفريق بخطوات ثابتة نحو المشاركة بدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بعد عام واحد من تفاديه الهبوط للدرجة الثانية، بصعوبة. ولمع نجم ناغلزمان (29 عاما)، الذي تولى تدريب هوفنهايم في 11 شباط/ فبراير 2016 ليصبح حينذاك أصغر مدرب في البوندسليغا، بعد الطفرة الكبيرة التي أحدثها بالفريق خلال هذه الفترة. فقد صنع من خلال فكره التكتيكي، إنجازا ملموسا مع الفريق، وكان للنتائج الإيجابية خلال الفترة الأخيرة تأثير واضح على ثقة اللاعبين في قدرتهم على الفوز أمام حامل اللقب بايرن ميونيخ، للمرة الأولى.
وعلى غير المعتاد من المنافسين أمام البايرن، فرض هوفنهايم سيطرته على مجريات اللعب خلال الشوط الأول وصنع عدة فرص حقيقية كانت كفيلة بتقدمه بالمزيد من الأهداف.
وقال ألكسندر روزن مدير الكرة بهوفنهايم: «أشعر بسعادة شديدة وفخر أيضا. الأداء الذي قدمناه خلال الشوط الأول جعل من المباراة مواجهة من نوع خاص. لم نكن نرغب في التراجع وفرضنا أسلوبنا». كذلك تحدث ناغلزمان عن «شوط أول رائع»، بينما اعترف الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب البايرن، بأن فريقه «فوجئ بالطريقة التي لعب بها هوفنهايم». وقال كراماريتش: «كل منا قدم قصارى جهده، وهذا كان مفتاح الفوز».
وظهر تفوق هوفنهايم من خلال إحصاءات المباراة التي أفادت أن لاعبي هوفنهايم سجلوا 122.9 كيلومتر من الركض، بفارق نحو عشرة كيلومترات أمام لاعبي البايرن الذين سجلوا 113.2 كيلومتر. وكان ناغلزمان صرح قبل المباراة: «من يظهرون الشجاعة يجنون الثمار. المتراخي فقط هو من يعاقب، أو الخائف من المنافس». وكان لتلك السياسة دور في أن يصبح ناغلزمان ضمن نخبة المدربين في ألمانيا، واختير أفضل مدرب في 2016 من الاتحاد الألماني، وأشارت توقعات إلى أنه سيتولى مستقبلا تدريب البايرن وربما المنتخب الألماني.
وقال يواخيم لوف المدرب الحالي للمنتخب: «إذا استمر ناغلزمان على هذا النهج، فأنا واثق من أنه سيصبح مدربا عظيما… ربما يكون راغبا في تدريب فريق آخر في ألمانيا أو خارجها في يوم ما. وربما يصبح مدربا للمنتخب في يوم ما. إنه يتمتع بقدرات جيدة». ولم يخسر هوفنهايم، الذي يحظى بدعم الملياردير ديتمار هوب الشريك في تأسيس شركة «إس إي بي» العملاقة للبرمجيات، سوى مباراتين هذا الموسم، كانتا أمام لايبزيغ في كانون الثاني/ يناير وفولفسبورغ في شباط/ فبراير.
ويحتل هوفنهايم المركز الثالث وفي حالة الحفاظ عليه حتى نهاية الموسم، سيتأهل مباشرة للمشاركة للمرة الأولى في دوري الأبطال، وباتت مشاركته الأوروبية بشكل عام شبه محسومة إلا في حالة تعرضه لانهيار مفاجئ خلال المراحل السبع المتبقية. وربما يكون الاختبار الأكثر صعوبة لهوفنهايم، الموسم المقبل، حيث يخوضه بدون سيبستيان رودي ونيكلاس شول، اللذين وقعا للبايرن، كما أنه سيواجه جدول مباريات أكثر ازدحاما مع مشاركته الأوروبية المتوقعة.