الشرطة التونسية تقتل ‘ارهابيا’ وتصيب ثانيا وتعتقل اربعة من المتشددين الاسلاميين

حجم الخط
0

تونس – وكالات : مع تصاعد الازمة السياسية في تونس بين السلطة والمعارضة شهدت العاصمة مظاهرات حاشدة مؤيدة للحكومة، بينما دعا اكبر فصيلين للمعارضة انصارهما للتظاهر بكثافة اليوم الى حين حل الحكومة والمجلس التأسيسي وذلك وسط دعوة رئيس وزراء تونس للهدوء، بينما قتلت الشرطة التونسية اسلاميا متشددا واصابت ثانيا بجروح واعتقلت اربعة من هذه المجموعة الارهابية.
فقد جمع الاسلاميون الحاكمون في تونس ليل السبت الاحد حشودا غفيرة من اجل الدفاع عن شرعيتهم بعد عشرة ايام على اندلاع ازمة سياسية زادت في حدتها هجمات نسبت الى اسلاميين متطرفين.
وفي الوقت نفسه يبدو ان قوات الامن التي طالما اتهمت بغض النظر عن المجموعات الاسلامية المسلحة، تضاعف عملياتها ضد ‘الارهابيين’ خصوصا منذ اغتيال النائب محمد البراهمي في 25 تموز/يوليو والكمين الدامي الذي قتل فيه ثمانية جنود في جبل الشعانبي عند الحدود الجزائرية.
وتجري حاليا في جبل الشعانبي، غرب البلاد عند الحدود مع الجزائر، عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على مجموعة مسلحة قيل انها تنتمي الى تنظيم القاعدة، وقتل في تلك المنطقة ثمانية جنود في 29 تموز/يوليو.
وردا على الذين يطالبون باستقالة الحكومة وحل المجلس الوطني التأسيسي، حشد اسلاميو النهضة عشرات الاف الانصار -200 الف حسب الحزب- دفاعا عن شرعية حكمهم في تظاهرة اطلقوا عليها شعار ‘مليونية نصرة الشرعية’.
ومقابل تلك التظاهرة الضخمة لم تتوصل المعارضة سوى الى تعبئة بضعة الاف في سابع ليلة من الاحتجاجات.
وفي اشارة الى عزل الرئيس المصري محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة ان التظاهرة احبطت محاولة ‘استيراد انقلاب’.
لكن المعارضة التي تنظم احتجاجات منذ مقتل البراهمي اكدت انها لن تتوقف عن التظاهر.
واتهم النائب سمير الطيب الاحد حركة النهضة بانه استعملت اموال الدولة لنقل الاف المتظاهرين في حافلات من مختلف انحاء البلاد مفسرا ضخامة التظاهرة التي جرت ليلا بعد الافطار.
ودعت المعارضة الى تظاهرة كبيرة الثلاثاء للمطالبة باستقالة الحكومة وحل المجلس الوطني التأسيسي المتعثرة اعماله لقلة الاجماع حول الدستور الجديد.
ودعي في اليوم نفسه الى عقد جلسة عامة لمناقشة الوضع الامني في اجتماع اعتبره ستون نائبا يقاطعون المجلس، غير قانوني.
وفي تصريح لفرانس برس قالت النائبة كريمة السويد ان ‘مكتب المجلس الوطني التأسيسي هو الوحيد الذي يحق له استدعاء جلسة عامة لكن هناك خمسة من اعضائه العشرة، بمن فيهم انا، نقاطع اعمال المجلس، وبالتالي لم يكتمل النصاب، انها جلسة غير قانونية، انه انتهاك جديد للقانون’.
وفي هذا السياق ابدت بعض الصحف التونسية حزما تجاه المعسكرين العاجزين عن التوصل الى تسوية لاستقرار البلاد وتلبية مطالب الشعب الذي نفذ صبره من الفقر الذي كان مفجر ثورة 2011.
واعتبرت صحيفة ‘لابرس’ ان السلطات تدافع عن نفسها في’مهرجانات قطعان الانصار والتصريحات الملتهبة غير الدقيقة’.
واشارت الصحيفة الى ان السلطات ‘تملكها الهوس مما جرى في مصر، حتى فقدت القدرة على التمييز السياسي’.
لكن الحكم على المعارضة ايضا قاس اذ اعتبرت ان ‘انظمتها وبرنامج عملها وهيئات قيادتها واستحقاقاتها للخروج من الازمة ما زالت مجهولة او غامضة وغير واضحة’.
وتعيش تونس ازمة سياسية خانقة بين السلطة والمعارضة في اعقاب اغتيال السياسي المعارض محمد براهمي في 25 تموز/يوليو وتصاعد الاعمال الارهابية في البلاد.
وتأتي مظاهرة ‘الشرعية’ للحزب الحاكم ردا على اعتصام الرحيل الذي دخل يومه التاسع بساحة القصبة امام مقر المجلس الوطني التأسيسي بباردو وينظمه العشرات من النواب المنسحبين والآلاف من المحتجين للمطالبة بحل المجلس والحكومة المؤقتة. وقالت حركة النهضة انها جمعت 200 الف متظاهر في ساحة القصبة السبت .
واتهم سمير بالطيب احد النواب المنسحبين من المجلس التأسيسي حركة النهضة بتوظيف المال العام لتجييش الشارع.
وقال بالطيب لإذاعة محلية ‘هذه فضيحة كبرى تذكرنا بزمن بن علي.. حركة النهضة وظفت حافلات وزارة النقل لنقل المحتجين ووزعت الأموال وارسلت الرسائل النصية القصيرة’.
وردا على المظاهرات المؤيدة دعا أكبر فصيلين للمعارضة في تونس السبت أنصارهم إلى التظاهر بكثافة والتمسك بإسقاط الحكومة الإسلامية المؤقتة وحل المجلس الوطني التأسيسي.
وطالب الاتحاد من أجل تونس الذي يضم خمسة أحزاب معارضة وهي حركة نداء تونس برئاسة رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي والحزب الجمهوري وحزب المسار الديمقراطي والحزب الاشتراكي وحزب العمل الديمقراطي، إلى جانب الجبهة الشعبية التي تضم 11 حزبا من أقصى اليسار،أنصارهم والمتظاهرين إلى الاستمرار في الاحتجاج بساحة باردو الى حين حل المجلس الوطني التأسيسي.
وتواجه الحكومة الإسلامية التي تقودها حركة النهضة الإسلامية مع شريكيها العلمانيين حزب المؤتمر من اجل الجمهورية وحزب التكتل من اجل العمل والحريات ضغوطا من المعارضة بالتنحي بعد اغتيال السياسي المعارض محمد البراهمي في 25 تموز/يوليو الماضي.
وتعززت ضغوط المعارضة مع تفشي أعمال العنف في منطقة جبل الشعانبي على الحدود الجزائرية اثر سقوط ثمانية جنود في كمين نصبه مسلحون في 29 تموز/يوليو.
وعقد طرفا المعارضة السبت اجتماعا تشاوريا بالعاصمة انتهى بقرار تشكيل هيئة سياسية ممثلة لجبهة الانقاذ الوطني.
ودعت أطياف المعارضة المجتمعة في بيان لها السبت الى التظاهر بكثافة في ساحة باردو أمام مقر المجلس التأسيسي يوميا وخاصة في تاريخ السادس من آب/أغسطس الجاري وهو التاريخ الموافق لمرور ستة اشهر عن اغتيال المعارض شكري بلعيد امين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين العضو بالجبهة الشعبية.
ويعتصم العشرات من النواب المنسحبين من المجلس التأسيسي وسط الآلاف من المتظاهرين منذ السبت الماضي 27 تموز/يوليو امام المجلس التأسيسي للمطالبة بحله وحل كل السلط المنبثقة عنه. ويتظاهر بالتوازي مع ذلك وفي نفس الساحة التي يفصلها حاجز أمني أنصار الائتلاف الحاكم دفاعا عن ‘الشرعية الانتخابية’.
من جهته دعا رئيس الوزراء التونسي علي العريض إلى التحلي بالهدوء السبت مع اعتزام جماعات مؤيدة للحكومة واخرى معارضة تنظيم مظاهرات حاشدة هذا الأسبوع.
وتشهد تونس زيادة في الهجمات التي يشنها متشددون إسلاميون في وقت تحاول فيه المعارضة العلمانية الإطاحة بالحكومة التي يراسها حزب النهضة الإسلامي المعتدل.
وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي إن تونس في حاجه إلى وحدة وطنية ودعا الجميع إلى الهدوء حتى يستطيع الجيش وقوات الامن محاربة الارهاب وعدم تبديد جهودهم على الاحتجاجات.
وشنت القوات التونسية هجمات بالطائرات والمدفعية امس الجمعة استهدفت المتشددين الذين قتلوا ثمانية جنود الاسبوع الماضي في واحد من اكثر الهجمات دموية على قوات الأمن منذ عشرات السنين.
وتواجه الحكومة التونسية واحدة من اسوأ الأزمات منذ الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في عام 2011 والتي كانت الاولى في موجة من الانتفاضات في انحاء المنطقة.
ولم تسفر محادثات تتعلق بالازمتين السياسية والامنية السبت عن تحقيق نتائج بعد ان رفضت جماعات المعارضة الرئيسية المشاركة. وكررت الحكومة والمعارضة نفس المواقف التي اعلنتها طوال الاسبوع الماضي.
وينتظر الجانبان على الارجح ما ستسفر عنه الاحتجاجات المؤيدة والمعارضة للحكومة حيث يدعو حزب النهضة والمعارضة إلى اظهار قوتهما من خلال مظاهرات حاشدة..
وانتاب المعارضة الغضب بعد اغتيال اثنين من كبار اعضائها ويريدون حل الحكومة وشجعهم على ذلك تدخل الجيش في مصر لعزل الرئيس محمد مرسي. على الصعيد الامني وقال مسؤول وشهود إن الشرطة التونسية قتلت إسلاميا متشددا واصابة ثانيا وألقت القبض على اربعة من نفس المجموعة يشتبه أنهم متشددون امس الاحد فيما تواجه الحكومة أزمات أمنية وسياسية متزايدة.
وزادت هجمات الإسلاميين المتشددين على مدى الاسبوعين الأخيرين في تونس ويوم الجمعة شنت قوات الأمن هجمات عنيفة بالطيران والمدفعية على مخابيء للمتشددين قرب الحدود مع الجزائر.
كما تعاني البلاد من اضطرابات سياسية فيما تحاول المعارضة العلمانية الإطاحة بالحكومة المعتدلة التي يقودها اسلاميون.
وقال لطفي الحيدوري وهو مسؤول بوزارة الداخلية إن إطلاق النار امس الاحد وقع حين داهمت الشرطة منزلا يخبيء فيه المتشددون أسلحة بمنطقة الكبارية بتونس وأضاف ‘الشرطة قتلت مسلحا اسلاميا واعتقلت خمسة اخرين في بيت كانوا يخبئون فيه اسلحة’.
وقال شهود إن الشرطة ألقت القبض على عدد من السلفيين المشتبه في صلاتهم بجماعات متشددة ببلدة سبيطلة شمالي العاصمة.
وقال شاهد إن عشرات السلفيين تجمعوا بعد ذلك عند مقر الشرطة في سبيطلة للاحتجاج على الاعتقالات وإن الشرطة أطلقت النار في الهواء لتفريقهم.
وخلال الأسبوع المنصرم استهدفت عبوة ناسفة مزروعة على الطريق وسيارة ملغومة قوات أمن في تونس العاصمة في أول هجوم من نوعه بالعاصمة ولم تقع إصابات.
وكانت تونس تعتبر نموذجا بين ديمقراطيات الربيع العربي الوليدة لكنها تواجه أسوأ أزمة منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وتسعى المعارضة الغاضبة للإطاحة بالحكومة بعد اغتيال شخصيتين بارزتين من المنتمين لها ويشجعها على ذلك تدخل الجيش في مصر لعزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية.
واتهمت حزب النهضة بالتسامح مع هجمات المتشددين. وينفي الحزب هذا وندد بالهجمات الأخيرة بوصفها أعمالا إرهابية.
وتجمع انصار حزب النهضة الحاكم في ميدان القصبة في العاصمة تونس وهم يهتفون ‘لا للانقلابات نعم للانتخابات’ في اظهار للقوة للحكومة التي يقودها الاسلاميون امس السبت في احدى اكبر مظاهرات تشهدها تونس منذ ثورة 2011.
والى جانب المظاهرات المقررة الاحد تعتزم المعارضة الخروج في احتجاجات يوم الاربعاء في ذكرى مرور ستة اشهر على اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد.
وشنت القوات التونسية ضربات جوية وضربات بالمدفعية يوم الجمعة في جبل الشعانبي قرب الحدود الجزائرية مستهدفة متشددين إسلاميين قتلوا ثمانية جنود في وقت سابق في أحد أعنف الهجمات التي تستهدف قوات الامن منذ عشرات السنين.
وقالت إذاعة تطاوين الحكومية ووسائل إعلام محلية أخرى امس الاحد إن القوات التونسية قتلت عشرة متشددين في جبل الشعانبي واعتقلت ثلاثة آخرين. وأحجمت وزارة الداخلية عن التعليق ولم يتسن الاتصال بمسؤولي وزارة الدفاع.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية