القاهرة – من جاكلين زاهر ـ د ب أ – نفى المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية العقيد طلال سلو، وجود أي علاقة بين القصف الأمريكي لمطار الشعيرات قرب حمص وبين العمليات التي تقودها القوات بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حول الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وأكد عدم صحة ما يتردد عن أن الهدف الحقيقي للضربة الأمريكية هو منع تقدم الجيش السوري لمنطقة الطبقة ومن ثم الرقة، وقال :”هذا ليس صحيحاً … والضربة الأمريكية لا علاقة لها بتقدم النظام بأي منطقة”.
وأوضح :”بالأساس قوات النظام كانت تبعد 80 كيلو متراً عن الطبقة ومحيطها … ولو كان هذا هو الهدف الحقيقي فعلاً لما تم ضرب مطار الشعيرات وإنما لتوجهت الضربة الأمريكية لمطار رسم العبود لكونه الأقرب للطبقة”.
وكانت الولايات المتحدة شنت هجوماً على مطار الشعيرات بعد ما ذكرت أن طائرات حكومية شنت هجوماً كيميائياً على منطقة خان شيخون بعد انطلاقها من هذا المطار.
ولم يقدم المتحدث رقما محددا لعدد القوات الأمريكية المشاركة حالياً في عملية تحرير الرقة، وقال :”لا يوجد لدي رقم محدد، ولكنهم بالمئات. وهناك إلى جانب القوات الأمريكية قوات من دول أخرى بالتحالف الدولي كبريطانيا التي أعلنت أن عناصرها كانوا ضمن عمليات الإنزال الجوي التي تمت في آذار/مارس الماضي، وهؤلاء جميعا يعملون وينسقون على الأرض معنا بقوات سوريا الديمقراطية”.
وحمل تنظيم الدولة المسؤولية الأكبر عن سقوط العشرات من القتلى المدنيين في غارات التحالف في الرقة ومحيطها، مشدداً على أن “وقوع هذا العدد من الضحايا لم يكن نتيجة أخطاء ارتكبت بتحديد إحداثيات الضربات وإنما في الأغلب نتيجة استخدامهم كدروع بشرية من قبل داعش”.
وأضاف :”يذكُر الجميع أننا طالبنا أهالينا بالرقة بالابتعاد عن أماكن تواجد التنظيم حتى لا يستخدمهم كدروع بشرية … لكن للأسف حدث ما تخوفنا منه وبالفعل قام ذلك التنظيم الإرهابي بتوظيفهم لحمايته، وفي نفس الوقت إلصاق تهمة قتل الأبرياء لقوات التحالف الدولي”.
وأكد :”نحن في قوات سوريا الديمقراطية وكذلك التحالف الدولي حريصون كل الحرص على ألا يسقط أي مدني في القصف … ولكن مع الأسف يندر أن توجد معركة بلا أخطاء وإن كانت بالطبع غير مقصودة … نحن الآن نحاول معالجة الأخطاء التي ربما أدت لوقوع ضحايا والعمل بدرجة كبيرة على منع تكرارها بالمستقبل”.
ونفى سلو ما طرحه البعض بشأن قيام “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يشكل الأكراد أكبر مكون بها، بعقد اتفاقيات مع الأمريكيين تكفل لهم التمتع بامتيازات ونفوذ واسع بالرقة تحديداً وبالشمال السوري بشكل عام.
وشدد :”هذا الحديث عار تماماً من الصحة … وكل الاتفاقيات الراهنة بيننا وبين قوات التحالف الدولي هي اتفاقيات عسكرية بحتة تتعلق بالهدف الذي تم من أجله إنشاء التحالف وهو القضاء على تنظيم داعش … أما أمور مثل عقد اتفاقيات شراكة اقتصادية أو صفقات أو غيرها، فلم يتم التطرق إليها”.
إلا أنه استدرك بالقول :”لا شيء من هذا القبيل الآن، ولكن كل شيء وارد بالمستقبل … بعد التحرير ستكون هناك إدارات ذاتية ومدنية ومجلس عسكري يشكلها أهل الرقة، وهؤلاء جميعاً هم من سيمسكون الأرض بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، وحينها سيجتمعون ويقررون مدى حجم التعاون الممكن مع دول التحالف الدولي بشكل عام وتحديداً الولايات المتحدة”.
وحول ما إذا كانت قواته قد تسلمت أي شحنات سلاح جديدة مؤخراً، أجاب :”لا، لا توجد شحنات جديدة منذ شحنة العربات المصفحة التي تسلمناها في كانون ثان/يناير الماضي … ولكن هناك أسلحة عديدة تُستقدم لصالح قوات التحالف الدولي العاملة معنا على الأرض لمحاربة وطرد داعش من الرقة … وقد تلقينا وعوداً بتسلم شحنة جديدة من الأسلحة التي طالبنا بها، ولكننا لم نحصل عليها حتى الآن”.
وحول توقعاته لموعد انطلاق معركة التحرير الكبرى لمدينة الرقة، قال سلو :”بعد تحرير مطار الطبقة تعمل قواتنا على تحرير مدينة الطبقة، ونحن الآن على مشارفها تمهيداً لتحريرها وتحرير سد الفرات”. وقلل من المخاوف من أن يقوم تنظيم الدولة بتفجير السد، وقال :”تفجير السد يحتاج لإمكانيات ضخمة تملكها دول لا تنظيم داعش”.
وأضاف :”أما موعد المعركة فيصعب التكهن به لأنه يعتمد بالأساس على طبيعة المعارك التمهيدية التي ما زلنا نخوضها”.
وبدأت قوات سوريا الديموقراطية في تشرين ثان/نوفمبر الماضي عملية عسكرية واسعة لطرد التنظيم من الرقة ومحيطها بدعم واسع من التحالف الدولي.
وحول تقديره لعدد وهويات مقاتلي الدولة الموجودين الآن داخل المدينة، قال سلو :”طبقاً للمعلومات المتاحة لنا، فإننا نتكلم عن ما يتراوح من 4000 إلى 5000 عنصر موجودين بناحية المنصورة بالطبقة ومدينة الرقة … وهم خليط في الهويات بين مقاتلين أجانب وعناصر محلية مناصرة للتنظيم الإرهابي من الرقة وريفها … وقد رصدنا حركة هروب لبعض قيادات وعوائل التنظيم من المدينة … ولا أعتقد أنه كان أمام هؤلاء الفارين سوى التوجه نحو دير الزور”.
ورفض إعطاء بيانات بشأن الضحايا بين قواته في المعارك، واكتفى بالقول :”لا توجد معركة بلا خسائر، وإن لم نقدم الشهداء فلن نحرر المدينة … نحن في معركة ضد الإرهاب، ولذلك فمن الطبيعي أن يسقط منا قتلى، ولكننا بكل حال ماضون للتحرير مهما كلفنا ذلك من ثمن”.