برشلونة يتخلى عن سمات الكبار ويربط مصيره بحدوث المعجزات!

حجم الخط
0

برشلونة ـ «القدس العربي»: ترك برشلونة، صاحب الميزانية المالية البالغة 695 مليون يورو، مصير موسمه تحت رحمة المعجزات، في الوقت الذي تنهال فيه الانتقادات على مشروعاته وتعاقداته المشكوك في جدواها.
وقال مدربه لويس انريكي، عقب هزيمة فريقه الثلاثاء الماضي بثلاثية نظيفة في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا: «أشعر بأنني عشت الكابوس مرة أخرى، في الحقيقة هذا شعور مؤسف». وأشار انريكي بتصريحه هذا إلى المشاعر، التي انتابته في 14 شباط/ فبراير الماضي، عندما سقط برشلونة أمام باريس سان جيرمان برباعية نظيفة في ذهاب دور الستة عشر، وترك مصيره بعد ذلك معلقا بحدوث معجزة، وهو ما حدث بالفعل بفوزه التاريخي في مباراة العودة 6/1.
وعاد انريكي ليمر بالتجربة ذاتها مرة أخرى، وها هو برشلونة الذي يعج بالنجوم، أمثال ميسي ونيمار وسواريز، ينتظر حدوث معجزة جديدة الأربعاء المقبل ليستمر في مشواره بالبطولة القارية الأشهر في العالم. وفي هذه اللحظات، التي تبدو فيها الظروف المحيطة بالفريق غير مواتية، فإن آمال الجماهير الكتالونية ستتعاظم كلما اقترب موعد مباراة العودة، رغم كل الشكوك المثارة حول إمكانية تحقق المعجزة. بيد أن ملامح وكلمات انريكي لم تكن مشجعة بشكل كبير. ففي معرض رده على سؤال عن إمكانية عودة برشلونة في الإياب، أجاب انريكي: «اليوم يصعب علي بشكل أكبر الاعتقاد في هذا». وتبدو تصريحاته منطقية بعض الشيء، فلا الأداء الذي يقدمه فريقه أو الإمكانات التي يتمتع بها يوفنتوس، الذي استقبل هدفين فقط في شباكه طوال مشواره في البطولة الأوروبية، يسمحان بالافراط في التفاؤل، بالإضافة إلى أن الفريق الإيطالي استوعب الدرس من مباراة سان جيرمان في ملعب «كامب نو»، معقل برشلونة. وفي الحقيقة أصبح برشلونة فريقا يخسر أمام أي فريق آخر مهما كان اسمه أو حجمه، وبعيداً عن الانطباعات الشخصية، فقد سقط الفريق الكتالوني في الدوري الأسباني أمام آلافيس وسيلتا فيغو وريال سوسييداد وملقة، وجميعها فرق تحتل مراكز متأخرة، وتحديدا بعد المركز العاشر. وفي دوري الأبطال، خسر برشلونة أمام كل الفرق الكبيرة، التي واجهها على ملعبها، حيث سقط أمام مانشستر سيتي 1/3 وسان جيرمان صفر/4 ويوفنتوس صفر/3، حيث استقبلت شباكه 10 أهداف وسجل هو في المقابل هدفا واحدا. وبخــلاف التـصــريحات، التي أدلى بها كل من اندريس انيستا وانريـــكــي على استــحـــياء، لم يتــحـــدث أي لاعب في برشلونة لوسائل الإعلام بعد كارثة الثلاثاء الماضي.
وساقت الصحافة الأسبانية تفسيراتها وتحليلاتها لسقوط برشلونة على الأراضي الإيطالية، حيث ذكرت بعض الصحف أن برشلونة يواجه نهاية حقبة التألق، فيما اختفت تقريبا كلمة العودة في النتيجة «ريمونتادا» من تقاريرها حول المباراة. وقالت صحيفة «سبورت» الكتالونية: «مهما يحدث، فبرشلونة يصرخ طالبا ثورة تجديد». وقبل شهر ونصف الشهر من انتهاء الموسم، علقت أقدام برشلونة في الوحل وأصبح يواجه شبح الخروج خاوي الوفاض مع نهاية الموسم بدون تحقيق أي لقب كبير، بعدما كان قبل أسبوع واحد فقط يصارع على الفوز بالثلاثية التاريخية.
وأصبح لقب كأس الملك الأقرب حتى الآن لبرشلونة، حيث يواجه في المباراة النهائية ألافيس المتواضع. وخسر برشلونة في الأيام الأربعة الأخيرة صفر/2 أمام ملقة في الدوري الأسباني وصفر/3 أمام يوفنتوس في دوري الأبطال، ما يعني استقبال شباكه خمسة أهداف في مباراتين خاضهما باستراتيجية واحدة: هجوم عقيم ودفاع هش. وإذا كان مصيره في دوري الأبطال بات معلقا بحدوث معجزة، فإن الدوري الأسباني يمنحه حلولا أسهل. ويستضيف برشلونة في المباراة المقبلة في الدوري ريال سوسييداد، الذي تعادل معه 1/1 في الدور الأول، ثم يلتقي ريال مدريد على ملعب الأخير في مباراة مصيرية، بعد خمسة أيام من مباراة العودة أمام يوفنتوس. ويحتل الفريق الكتالوني المركز الثاني بفارق ثلاث نقاط عن ريال مدريد المتصدر، الذي تتبقى له مباراة مؤجلة. وأصبح برشلونة مجبرا على تحقيق الفوز في الكلاسيكو، التي سيخوضها بدون نجمه نيمار الموقوف، كي يبقي على آماله في الفوز باللقب. وهكذا أصبح حال برشلونة صاحب الميزانية البالغة 695 مليون يورو، والذي تصل إجمالي تعاقداته 120 مليون يورو، وهي التعاقدات التي ووجهت بانتقادات لاذعة في الفترة الأخيرة.

برشلونة يتخلى عن سمات الكبار ويربط مصيره بحدوث المعجزات!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية