العشر الأواخر واهم المعالم الرمضانية في التقرب الى الله

حجم الخط
0

ايام قليلة ونودع هذا الشهر الحبيب الى قلوبنا جميعا،إجتهد فيه من إجتهد بالتقرب الى المولى جل شأنه بالعبادة والطاعات وعمل الخيرات وترك المنكرات واللزات، إجتهدت فيه النفس الأمارة بالسوء بالرجوع الى بارءها بالعمل الصالح وإتباع نهج الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، اجتمعت فيه الاسر المسلمة تنفق فى سبيل الله وتطعم الفقراء وتقرأ القرآن وتقتدى بالحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، الذي (كان أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ)، وعازماً على الصيام والقيام إيمانا بالله وتصديقاً بوعده، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم مبشرا: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري، وقال (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه، وبقي ثلثه الأخير، وعشره المباركات، والتي كان نبينا صلى الله عليه وسلم يحتفي بها، ويقدمها على غيرها، بل ويتفرغ للعبادة فيها، كل ذلك حرصاً منه صلى الله عليه وسلم وهو يبني منهجاً لأمته بأن تجعل من تلك الأيام والليالي معالم رمضانية ونفحات تكتسب من التقرب إلى الله، واضاءات في طريق كسب الخيرات، ومنارات فى الطاعات، شهر رمضان يفرح قلوبنا بتلك المشاهد العظيمة داخل المساجد من قيام وخشوع لله تبارك وتعالى، هناك مشاهد اخرى، تجمع شمل المسلمين وعوائلهم غن كانت على موائد الرحمن والمجالس الرمضانية والبرامج الدينية والاحتفالات الرمضانية والمحاضرات داخل المساجد وجاءت لنا العشر الاواخر واهم المعالم منها الإعتكاف قدوة برسولنا الكريم فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده. رواه البخاري ومسلم وكان الرسول يعتنى خاصة بالعشر الاواخر عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره. رواه مسلم، وقالت أيضاً رضي الله عنها فيما رواه الإمام مسلم: (كان رسول الله إذا دخل العشر، أحيا ليله، وأيقظ أهله، وجدَ، وشد المئزر). ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ‘كان النبي إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله. والعشر الاواخر فيها ليلة خير من الف شهر ليلة القدر، ليلة عظيمة مباركة، قال الله تعالى عنها: (إِنَّا أَنزَلْنَـاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَـائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ،سَلَـامٌ هِىَ حَتَّى (مَطْلَعِ الْفَجْرِ) سورة القدر. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه .رواه البخاري ومسلم وقد أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم -: أنها في العشر الأواخر من رمضان، وأن أوتار العشر أرجى من غيرها، فقال – عليه الصلاة والسلام -: ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في كل وتر) وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أن هذه الليلة متنقلة في العشرالأواخر، وليست في ليلة معينة منها دائمًا، فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون في ليلة خمس وعشرين، وقد تكون في ليلة سبع وعشرين وهي أحرى الليالي، وقد تكون في تسع وعشرين، وقد تكون في الأشفاع . فمن قام ليالي العشر كلها إيمانًا واحتسابًا أدرك هذه الليلة بلا شك، وفاز بما وعد الله أهلها(.
اللهم تقبل منا الصلاة والصيام والقيام والخشوع والركوع والسجود وبلغنا ليلة القدر وثبت امة محمد على الحق وأرفع كلمتها وعلىَ رايتها وحصن امتها ووفق ولاة امور المسلمين لما فيه خير للبلاد والعباد .
خلف الله عطالله عبد العليم الانصاري
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية