عمان ـ «القدس العربي»: اختصر الناشط النقابي والإسلامي البارز أحمد زياد أبوغنيمة كثيراً مما يقال ويشعر به الشارع عندما عبر عن أمله في ان تستيقظ جماعة الإخوان المسلمين من «قيلولتها» وتضع حداً لبعض تجاوزات الكادر قبل فوات الأوان.
مفردة «قيلولة» قد تكون الأدق في الجملة التي تحاول تتبع مسار حركة الإخوان المسلمين في هذه المرحلة بالأردن وبعد استقرارها ثم «تصرفها» على أساس انها تمثل كتلة صلبة في البرلمان إثر مشاركتها في الانتخابات الأخيرة بما يتضمنه ذلك من صمت غامض وغريب في القضايا العامة والأساسية و»خضوع» غير مفهوم لشروط اللعبة. طبعاً ابو غنيمة كان يتحدث حصرياً عن «تصرفات شاذة» ومتنمرة خارج المنطق الإخواني لبعض اعضاء كادر الجماعة في نقابة الصيادلة.
لكن تلك القيلولة السياسية يمكن إسقاطها مرحلياً وبوضوح على كل المساحات حيث ان كتلة الجماعة الإخوانية التي سميت بالإصلاح الوطني تتحرك ببطء شديد وبدون منهجية سياسية ملموسة تحت قبل البرلمان ويعتري بعض الأعضاء فيها سلوكيات فردية ومؤشرات إنتهازية سياسية وعزف فردي في التعامل مع ملفي الرقابة والتشريع.
خارج البرلمان لم يحصل أي تطور من أي نوع على صعيد «التيار الوطني الإصلاحي» الذي وعد به قادة الإخوان وتحدث به بعضهم حتى مع «القدس العربي» على اساس انه الخطوة اللاحقة لتأسيس تيار وطني عارم شامل وبمظلة وطنية عابرة للمنطق الحزبي والإخواني يبني اتصالاته ونشاطه وسط الجمهور على اساس وجود اكثر من 100 رمز وطني شاركوا ضمن قوائم الجماعة في الإنتخابات الأخيرة.
بدا واضحاً ان اي خطوات في هذا الإتجاه لم تنضج بعد وأن الحفاظ على حلفاء وشركاء «المسرحية الإنتخابية» قد يكون المهمة الأصعب لإن العشرات من هؤلاء خسروا الإنتخابات ولديهم قناعة اليوم بانهم تعرضوا للتضليل والخديعة بعدما حجبت الجماعة الأصوات عنهم رغم الشراكة لصالح الأعضاء فيها وليس لشركائها.
أقطاب متعددون في المعارضة والمجتمع من الذين شاركوا بقوائم الإنتخابات الإصلاحية رفضوا «إكمال المشاورات» وتقصدوا اتهام المطبخ الإخواني بـ»الغدر بهم عند الصناديق» بل ان بعضهم رفض تسلم بعض الدروع التكريمية وبدأت حملة مضادة تقول بان الجماعة «صوتت» في الانتخابات فقط لرموزها ولبعض المحظيين الذين يمكن القول ان الإنقلاب عليهم مكلف جداً.
تلك بطبيعة الحال تبقى تهمة لا توجد أدلة تساندها ولا يرد قادة الإخوان عليها بكل حال خلافاً لصعوبة وأحياناً إستحالة إثباتها لكنها سياسياً التهمة التي يمكن ببساطة إتهامها بأنها السبب الذي اعاق مشروع «توسيع ونمو» ظاهرة تياراتية بإسم تحالف الإصلاح الوطني.
الخطة قبل الإنتخابات كانت موضوعة على الورق وتتحدث عن تحرك من نجحوا في عضوية البرلمان مع بقية مرشحي القوائم الإخوانية من خارج التنظيم في اتجاه الخطوة الأعمق وطنيا وهي عقد تحالفات مستمرة بإسم الإصلاح الوطني والتأسيس لحالة مستجدة تماماً لا تخضع تبعيتها للجماعة الإخوانية والتحرك بإتجاه حالة وطنية شاملة.
اليوم تحول هذا المشروع الإستراتيجي الكبير الذي تحدث عنه قياديان من وزن زكي بني إرشيد ومراد عضايلة في الاجتماعات وأمام «القدس العربي» ومرات عدة إلى دائرة الإخفاق وطواه النسيان خصوصاً بعدما أحيل على التقاعد مؤخرا «جنرال أمني» كبير يتردد انه طبخ بالتفصيل مع وسطاء من الجماعة صفقة مشاركة وحصة الإخوان في الإنتخابات الأخيرة.
بعيداً عن المسار الأمني الإعتيادي في القضية لا يشرح الإخوان المسلمون الأسباب التي دفعتهم لتحجيم مشروعهم التحالفي مع حلقات ومجموعات ناشطة توسمت بهم الخير والشراكة.
لكن البيئة التي يتحرك في فضائها التنظيم حتى داخل البرلمان معقدة جدا فقد تبين بالكشف الحسي المباشر ان الشخصيات التي راهن الرأي العام على شراكتها مع الإخوان قليلة التأثير وقابلة للإبتلاع تحت قبة البرلمان من قبل الإئتلاف الشرس الذي يقوده رئيس مجلس النواب عاطف طراونة.
وتبين لاحقاً بان إعتبارات «إقليمية» وأخرى «دولية» قد إنتهت بقراءة تدفع التيار للكمون الطويل الذي وصفه أبو غنيمة بحالة «قيلولة» لابد من الإستيقاظ منها. حريصون على الجماعة يعبرون عن مخاوفهم من أن تكون حالة الكمون ناتجة عن الصفقة في بعديها الأمني والسياسي التي أنهت برنامج مقاطعة الانتخابات وقذفت بالجماعة مجدداً للمسرح ولحضن المؤسسات عبر لعبة البرلمان.
لكن حتى تلك القراءة لا تعادل الواقع الموضوعي فكتلة الإصلاح الإخوانية تحت القبة دخلت هي الأخرى في حالة قيلولة اقرب للسبات وبدأت تلعب بأوتار خيبة الأمل عن الجمهور سواء الذي انتخب الكتلة او يراهن عليها.
في حال تقييم الأداء الفردي لنواب الجماعة هنا تكمن تفاصيل المفاجأة فقد تغيب عن الواجهة اللاعب المخضرم الدكتور عبدالله العكايلة رئيس الكتلة بصورة غريبة بعدما رفضت المؤسسات المرجعية شراء روايته للأحداث والتي سبق لـ«القدس العربي» ان توسعت في عرض تفاصيلها بمقابلة عريضة.
والنجم الثاني في كتلة الإصلاح الإخوانية صالح العرموطي يعزف منفردا في الكثير من الأحيان ونجوم الجماعة الجدد في لعبة البرلمان دخلوا في منسوب «التمثيل الخدماتي» مع الوزراء أكثر من التمثيل الوطني.
جمهور عريض خاب أمله ايضا في النجمة النسائية الدكتورة ديما طهبوب التي تنطق بإسم الكتلة وتخوض معارك يومية فردية الطابع وتمس قضايا جدلية غير توافقية وبعيداً عن الملفات الأساسية مثل الإصلاح والديمقراطية والفساد وهي القضايا التي كانت قوائم الإصلاح تتحدث عنها قبل الإنتخابات مع الشارع.
لكن طهبوب التي حظيت بتأييد كبير خلال الإنتخابات من أطراف غير إخوانية وفي بعض الاحيان من أطراف رسمية لا تعبر بوضوح على الأقل عن الشغف الذي رافق عملية التصويت لها فيما يبدو ان بقية أعضاء الكتلة تائهون او حريصون على أحضان الحكومة ونادرا ما يشتبكون مع السلطة في القضايا الكبيرة.
تلك بكل حال أكثر من مجرد «قيلولة» وبدأت تقترب من حالة «سبات» الآن على الأقل لكنها تحصل دوماً لسبب عند جماعة خبيرة وعميقة تقرأ الواقع الإقليمي والدولي اولا قبل التصرف محليا ثانيا وبصورة توحي بان قيلولة الإخوان وظيفية وغيبتهم بإنتظار حصول «شيء ما» او التوثق من عدم حصوله.
بسام البدارين
الاخوان انتهو ونطوا صفحتهم من تاريخ العربي ان كان بلاردن او بدول العربية ولم يعد لهم وجود لا على الارض ولا تحت الارض واطلاق رصاصة رحمة عليهم مسئلة وقت لا اكثر والعاقل من بتعظ من اخونو بالمنطقة حتى لايلحق بجماعتو في مصر مايحتاجو الاردن اليوم هو حزبين وطنيين كبريطانيا يعمل من اجل نهضت الاردن وعلو شائن المواطن الاردني لانو بصراجة لم تعد شعارات والخطابات نارية تمشي على طفل او طعمي خبز تحياتي
كان يا ما كان في قديم الزمان حركة تسمي نفسها بالإخوان. كان لها لونا واحدا فأصبحت بالألوان .لا أحد يعرف كم وجعنا نحن . معشر الإنسان في كثير من البلدان وليس فقط في السودان أو عمان.الله يعطي لنا العطف والحنان .
الإخوان في الأردن كانوا و مازالوا هم الحلفاء الفعليون للنظام وتدعمه ضمنيا في علاقاته مع إسرئيل( رغم ما تبديه من معارضة إستهلاكية في العلن)٠ مهمتهم الأساسية هي إجهاض أي مشروع عارضة جاد٠