الأزمة بين تركيا وأوروبا… نتيجة الاستفتاء تزيد الخلافات وتُعقدها والتصعيد سيد الموقف

حجم الخط
4

إسطنبول ـ «القدس العربي»: صبت نتائج الاستفتاء الذي جرى في تركيا، الأحد، حول تعزيز صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزيت على نار الخلافات المتصاعدة أساساً بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، وفتحت الباب مجدداً أمام مسلسل جديد من الانتقادات والتصريحات النارية والتهديدات المتبادلة.
وعلى الرغم من التكهنات السابقة بأن يؤدي التصويت بـ«نعم» في الاستفتاء على التعديلات الدستورية إلى تخفيف التوتر بين الجانبين من منطلق انتهاء سبب الأزمة الأخيرة واضطرار أوروبا إلى التعامل مع الأمر الواقع، إلا أن ضعف نتيجة حسم الاستفتاء فتح الباب أمام التشكيك الأوروبي وبالتالي غضب أردوغان الذي عاد لإطلاق تصريحاته الحادة وتهديداته القديمة.
وأمس الثلاثاء، دعا الاتحاد الأوروبي أنقرة إلى «فتح تحقيق شفاف في التجاوزات المفترضة» في عملية الاستفتاء، وهو ما رد عليه رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بالقول إنها «انتقادات غير مجدية» وطالب الجميع «أن يحترم كلمة الأمة التركية التي صوتت بنعم».
كما اتهمت وكالة الأناضول الرسمية بعض أعضاء اللجنة المبتعثة من قبل مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا لمتابعة، بأنهم شاركوا في اجتماعات وتجمعات مناهضة لتركيا، إضافة إلى مشاركتهم في حملات تدعو إلى التصويت بـ «لا» في الاستفتاء، وأن أعضاء من اللجنة قد شاركوا في اجتماعات مؤيدة لحزب العمال الكردستاني الإرهابي.
وكانت لجنة مراقبة منبثقة عن البرلمان الأوروبي شككت، الاثنين، في نتائج الاستفتاء الذي فاز به خيار «نعم» بنسبة 51.3٪ من الأصوات، مشيرة إلى حصول إجراءات تُعكر صفو عمليات التصويت ونزاهتها، واعتبرت أن الاستفتاء جرى في ظروف غير عادلة للطرفين، وذلك إلى جانب التصريحات التي أطلقتها عدم من العواصم الأوروبية والتي دعت أردوغان إلى «التعقل».
وبينما اعتبرت وزارة الخارجية التركية أن التقرير «مسيس وغير منطقي»، هاجمه أردوغان بقوة وقال إن بلاده اعتادت على «هذا النهج وعلى الأوروبيين التزام حدودهم»، ولوح بأن بلاده قد تلجأ قريباً إلى إجراء استفتاء شعبي جديد حول سحب ملف انضمامها إلى الاتحاد «الذي يماطل منذ أكثر من ثلاثين عاماً في هذا الملف».
ورداً على تلميحات تركية بإمكانية العمل من خلال البرلمان أو إجراء استفتاء شعبي من أجل إعادة عقوبة الإعدام في البلاد، اعتبرت العديد من الدولة الأوروبية أن تطبيق هذا الأمر سيعني انتهاء الحلم التركي بالانضمام إلى الاتحاد.
وحذرت فرنسا بأنه في حال نظمت تركيا استفتاء حول معاودة العمل بعقوبة الإعدام، فإن ذلك سيكون «ابتعادا» عن «القيم» الأوروبية، وقالت الرئاسة الفرنسية: «تنظيم استفتاء حول عقوبة الإعدام سيشكل بالطبع ابتعادا عن القيم والتعهدات» التي اتخذتها تركيا «في إطار مجلس أوروبا».
وهدد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل، بإنهاء مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي في حال إعادتها أحكام الإعدام، مشيراً إلى أن «الأمر سينهي أحلام أنقرة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وسيوقف مفاوضاتها المستمرة منذ عشرات السنين بهذا الخصوص». فيما طالب وزير الخارجية النمسوي سباستيان كورتز وزعيم الاشتراكيين في البرلمان الأوروبي جياني بتييلا بوقف مفاوضات انضمام تركيا.
وكان اليميني الهولندي زعيم حزب الحرية «خيرت فيلدرز» دعا الأتراك المغتربين في هولندا لمغادرة البلاد بشكل جماعي والعودة إلى تركيا عقب تصويت أغلبية الجالية التركية في بلاده لصالح دعم التعديلات الدستورية، معتبراً أن «تركيا اختارت المزيد من الفاشية الإسلامية والاستبداد».
إلا أن وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، قال الثلاثاء، إن «دعوات عزل تركيا ليست في مصلحة بلادنا»، مضيفاً: «نحن نعتقد أن تركيا، التي تقع بين الشرق والغرب، تلعب دوراً رئيسياً.. أسمع دعوات لعزل أنقرة وموسكو (…) وببساطة أقول إن هذا ليس في صالحنا لأنه لا يأخذ الواقعية السياسية بعين الاعتبار».

الأزمة بين تركيا وأوروبا… نتيجة الاستفتاء تزيد الخلافات وتُعقدها والتصعيد سيد الموقف

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    لن يتغير الحال بتركيا سواء دخلت الإتحاد الأوروبي أو لا
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول الدكتورجمال البدري:

    إنّ الصراع التركيّ الغربيّ لا علاقة له بالاستفتاء الحالي بل يمتدّ إلى فتح القسطنطينية في 29 أيار1453 ميلادية بقيادة محمد الثاني.هذه هي الحقيقة الراسخة والمعروفة للأتراك وللأوربيين.ويوم وفاة محمد الفاتح الثاني كان عيداً للفاتيكان…الذين علموا بوفاته بعد 16 يوماً ؛ بسبب عدم وجود اتصالات ومواصلات سريعة يومذاك.وكانت كلمة السرّ المتفق عليها ( مات العقاب ).والعقاب الاسم الرمزي للسلطان الفاتح.من هنا نسبة الكذب والتشكيك متواصلة في سلوك الغرب الأوربيّ إزاء تركيا حسداً وكراهية معاً ؛ والذي أطفأه كمال أتاتورك موقتاً ليعود اليوم متقداً.

  3. يقول Passer-by:

    أحسنت دكتور جمال أحسن الله إليك، إنه حقد تاريخي على كل ما هو إسلامي وبالأخص تركي لأن الأتراك جرعوا الغربيين العلقم الأبدي باستيلائهم على درة عواصمهم وقبلة ديانتهم ، القسطنطينية، التي كانت بمثابة القدس لهم. صدق أو لا تصدق لايزال المسيحيون في بلادي يبكون القسطنطينية في مراثيهم ويذكرون العصمانلي بأسوأ ذكر ومن أغانيهم المشهورة والتي كانت تغنى في أفراحهم وأتراحهم حتى الساعة أغنية “مريم” وتحكي عن فتاة مسيحية كانت تعيش في القسطنطينية تدعى مريم أختطفها جنود محمد الفاتح ولم يعد يعرف لها أثر: تقول الأغنية:
    مريم مريمتي
    عيني يا مريمى
    والقلب مجروح
    بدو مريمية
    مريم يا دللي
    والشعر متدلي
    وعسكر عصمانلي
    أخدوا مريما
    وسرقوا مريما
    وقد غنى هذه الأغنية مطربون كثر حتى أنه لا يعرف مؤلفها!
    وفي الواقع لم أعرف معنى كلمات الأغنية إلى أن فسرها لي أحد الأخوة المسيحيين فعرفت عندها كم الحقد الهائل الذي يكنه المسيحيون للأتراك وقد لعب النظام الأسدي المجرم على هذا الوتر الحساس كي يبعث أحقاد دفينة في التاريخ ضد الأتراك. البعض قال لي أن قصة مريم رمزية وإنما المقصود بمريم هي القسطنطينية نفسها.

  4. يقول الدكتورجمال البدري:

    نعم مريم رمزللقسطنطينية.مع تحياتي.

إشترك في قائمتنا البريدية