درعا ـ تدمر ـ الجولان… على وشك الإلتهاب «العسكري»… و«كوكتيل» نفط وغاز وإرهاب ينقل الأزمة مع تنظيم «الدولة» إلى الصحراء وقوات بريطانية وسعودية في عمق الإشتباك

عمان ـ «القدس العربي»: خط مسار هروب تنظيم «الدولة ـ داعش» المصنف أردنيا بالإرهاب في حال إشتداد المواجهة معه في الرقة ودير الزور هو الذي يقلق الأردن أكثر بكثير من بالون الإختبار الذي أرسله الرئيس بشار الأسد مؤخراً ليس بهدف «تحذير أو تخويف» الأردن من التورط عسكريا في بلاده، ولكن بهدف «منع التحرك» والإبقاء على»أزمة الجنوب» كما هي تحسباً لبرنامج نظامه الزمني.
رد عمان الصلب على الرئيس الأسد وتجريحاته المبرمجة التي تشكّك بالدولة الأردنية وإستقلالية قرارها لم يقرأ بإنفعال في غرفة القرار الأردنية العميقة.
وعند البحث عن الدلالات الأكثر حساسية توصل الخبراء الأردنيون إلى إستنتاج يؤشر على ان الأسد يريد إحتياطا المناكفة والمشاغبة ليس على الأردن بل منعه من التفاعل الإضطراري مع خطط بريطانية عسكرية لا مجال أمامها للتحرك إلا عبر الحدود مع الأردن وأخرى أمريكية تريد «مراقبة» مقاتلي تنظيم «داعش» تحديدا وهم يتجهون للصحراء في البادية الوسطى بمحيط تدمر عند إشتداد الضغط عليهم في محيط الرقة ودير الزور ومنطقة الجزيرة التي وضع الأمريكيون عمليا فيها كميات كبيرة من السلاح الثقيل ونفذت إنزالات فيها مع عدد كبير جدا من الجنود يخطط للبقاء طويلا من دون ان يتعلق الأمر حصريا بعمليات عسكرية ضد «داعش» في الرقة قررها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الرئيس بشار الأسد فقد السيطرة وكما قال تماما الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد مومني على مساحة واسعة من ارض جمهوريته.
وكما فهمت «القدس العربي» من وزير الخارجية أيمن الصفدي لم تكن موجة إتهامات الأسد الأخيرة لبلاده وحيدة أو مستجدة فهي مسبوقة.
و لوحظ في السياق ان الوزير الصفدي وبعد تحذيرات الأسد للأردن تواصل هاتفيا مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون.
ولوحظ أن النص الرسمي لخبر الإتصال الهاتفي لم يستخدم صيغة «بحث المستجدات» بل صيغة مباحثات جرت من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية.
معنى ذلك ان الأسد يتحدث عن قوات اردنية وأمريكية تتحشد لدخول بلاده من الجنوب فيما تصر عمان على البحث عن صيغة للحل السياسي.
لكن الأهم ان صيغة الحل السياسي تحمل في طياتها حديثا منقولا لنخبة من كبار المسؤولين الأردنيين عن «متطلبات إجبارية» يحتاجها الحل السياسي بكل الأحوال خصوصا عندما يتعلق الأمر بجنوب سوريا المتروك تماما لفصائل تم الإتفاق على أنها إرهابية بما فيها قوات الحرس الثوري ومجموعات من حركة النجباء العراقية وحزب الله اللبناني.
أبرز متطلب إجباري في السياق تحدث عن كواليس الحكومة الأردنية هنا هو دوليا ما يسميه الرئيس ترامب بـ»إجتثاث» تنظيم «داعش» في معركة شرسة يتوقع الأردنيون ان تندلع قريبا في محيط الرقة ودير الزور وبأهداف ليست عسكرية فقط ولكن «نفطية وإقتصادية» وتؤدي وظيفة حيوية في مجال توازن الصراع داخل سوريا بين روسيا وأمريكا.
هذا ما يقوله دبلوماسيون غربيون في العاصمة الأردنية عمان وهو بعنوان معركة خفية وقودها الأزمة السورية وفكرتها سيطرة الروس العسكرية على «غاز الساحل السوري» والأمريكيون بصدد التحويط على منطقة النفط في الرقة والجزيرة وجوارهما عسكريا ايضا.
البريطانيون ومعهم بعض الأوروبيين المهتمين مثل فرنسا وألمانيا وهولندا حتى لا يخرجوا من المولد بلا حمص لا مجال أمامهم لضمان بعض المصالح أو ما تيسر منها إلا عبر التواجد وبقوة عسكرية مباشرة بأقرب نقطة من جنوب سورية حيث درعا وحوران وعشائر سورية محسوبة على الأردن تحوطا لإقتراب لحظة المناطق العازلة التي تعني بلغة المال والأعمال تدشين «إعادة الإعمار».
فقط الحدود السورية مع «الصديق الأردني» تضمن للبريطانيين والأوروبيين التحوط على المصالح المتبقية وبطبيعة الحال وكما فعلت تركيا ثمة قطاعات أردنية إقتصادية مهتمة جدا وتحتاج لإلتقاط «رزقها» عندما تقترب مشاريع إعادة الإعمار.
الدولة الأردنية التي ينكر الأسد وجودها أصلا لديها حسابات معقدة ودقيقة في البعد الأمني خلافا للإقتصادي، فبشار الأسد ترك درعا عسكريا ولا يريد العودة إليها وحملة الجيش الأمريكي الوشيكة على تنظيم «داعش» في دير الزور والرقة تعني بالذهنية الأردنية وفي أول ما تعنيه ان مقاتلي التنظيم الإرهابي سيتجهون جنوبا بصورة إضطرارية لتحصين انفسهم.
بمعنى أدق يوجد «ملاذان» لمقاتلي «داعش» عند الهرب والبحث عن مخارج إستراتيجية للإفلات عند المواجهة مع قوات ترامب: الأول نحو صحراء البادية الوسطي قرب تدمر وهي تقع جغرافيا في عمق مسافة الأمن الأردنية عند المخططين العسكريين ولا يمكن التساهل مع الأمر بدليل ان الأسد رفض عدة مرات عروضا اردنية لمساعدته في تدمر،
والملاذ الثاني جنوب هضبة الجولان حيث يتصور الأردن ان تنظيم «داعش» سيسعى لعدم التورط مع إسرائيل وبالتالي ستكون حركته الأكبر في إتجاه المثلث الخطر ما بين شمال تدمر ومحيط دير الزور وجبل العرب وبالتالي البادية الشمالية الأردنية والتماس مع مساحة الأمن في درعا.
لذلك بدأ الأردن يعزز حراساته ويستعد لأي طاريء بإضافة قوات خاصة تستطيع الإشتباك إذا ما اقترب تنظيم داعش من نقاط تماسه مع درعا.
ولذلك ايضا تقدمت عمان بتحركات محددة يعتقد انها تمثل تلك «المعلومات» التي يتحدث عنها الأسد وهو يهاجم الأردن مؤخراً.
بين تلك التحوطات الأردنية الترحيب بقوات عسكرية بريطانية تحديدا استقرت وتراقب الأن والموافقة على نقل مناورات الأسد المتأهب في موسمها الخامس لمنطقة الشمال ويوجد أصلا وقبلا عسكريون أمريكيون في نطاق منظومة الدفاع الجوي ومقاتلون فرنسيون في قطاع الطائرات وغرف عمليات التحالف ضد «داعش».
إقتراب داعش من أقصى شمال الجنوب في منطقة تماس مع البادية الشمالية في الأردن يتطلب ايضا وجود «قوات سعودية» موجودة على الأرض فعلا بهدف منع «داعش» من اللجوء والإستقرار في منطقة صحراوية وعرة متلامسة جداً ما بين سوريا والأردن والسعودية نفسها.
تلك حسب مصادر «القدس العربي» الخبيرة والرسمية والمشاركة في الطبخة «وقائع» التحركات العسكرية الأخيرة على الحدود الأردنية مع سوريا والتي تعامل معها الأسد بقراءة غير واقعية وهو يتحدث عن «إقتحام بري» أردني لم يتقرر بعد وقد لا يتقرر عملياً.

درعا ـ تدمر ـ الجولان… على وشك الإلتهاب «العسكري»… و«كوكتيل» نفط وغاز وإرهاب ينقل الأزمة مع تنظيم «الدولة» إلى الصحراء وقوات بريطانية وسعودية في عمق الإشتباك
«القدس العربي» تكشف سر ما يصفه بشار الأسد بـ «إقتحام بري» من الأردن بالتزامن مع مناورات «الأسد المتأهب»
بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    الملاذ الطبيعي لداعش في سوريا هو صحراء العراق
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سامح //الأردن:

    *أرجو أن تبق بلدي الأردن بعيدا
    عن الأشرار أمثال (الأسد) وشبيحته
    وداعش.
    * ولا تتورط ف المحرقة السورية.
    حمى الله الأردن الغالي من الأشرار
    والفاسدين.
    سلام

  3. يقول محمد الأمين:

    في لبنان الكل يتكلم عن حرب وشيكة على الحدود الأردنية .كما قال لي أحد الصحافيين المقربين( لمحور المقاومة ) ( الطبخة أصبحت ناضجة) .والمسؤول عن ذلك النظام إلاردني.كما قال. سألته مازحا.ومن سياكل الطبخة .قال حتما الأردن .انا اعتقد ان المخطط السوري هو الدفع.بمقاتلي.داعش نحو الجنوب السوري ومنه إلى أرض المملكة الهاشمية .ليعلن امارته.هناك . الأجدى بالأردن الشقيق .الذي نريد له كل الخير .أن يبتعد عن النار .لأن الجميع يعرف حساسية الوضع في المنطقة .ناهيك هذا الجرح الجديد مع العراق.فالمساس.باكبر مرجعية للشيعة في العالم .له تأثير كبير في العراق. إن شاء الله خير.

  4. يقول غالب الدقم حواتمه - الاردن:

    للاردن كل الحق في الدفاع عن نفسه وصيانة اراضيه وتعزيز حدوده بالطريقه التي يراها مناسبه وبالتعاون مع من يريد من اصدقاوءه للوقوف في وجه اي اعتداء ولكن من غير التورط في حرب ليست هي حربه ولكن قد يجد نفسه مضطرا لملاحقة المعتدي مخترقا الحدود الشماليه وخاصه بعد التهديدات الاخيره لداعش وهذا حق طبيعي في الدفاع عن النفس .

  5. يقول سوري:

    ان النظام القاتل في سورية لم يعد يمتلك من أمر قراره شيئا فالقرار اليوم في يد بوتين وولاية الفقيه يقول ما قالا له كما تقول الببغاـ فسقوط طاغية دمشق هو سقوط مشروع القياصرة والملالي في سورية ولهذا السبب التحق حسن الشاطر بالجوقة في تهديد الاردن، وبوتين يقوم بقصف درعا البلد منذ شهرين للسيطرة عليها وحتى الان مع كل الشراسة والاجرام لم يستطيع هو وكل مليشيات ابو شحاطة السيطرة على حي من احيائها حي المنشية بفضل الثوار وصمودهم البطولي

  6. يقول حسام محمد:

    استراتيجيا ومنطقيا وإنسانيا وعمليا وجغرافيا تتطابق مصالح الاْردن مع مصالح اسراءيل فيما يخص الحرب الأهلية الدولية في سوريا اكثر من اي دولة اخرى!

إشترك في قائمتنا البريدية