تعقيبا على مقال بروين حبيب: أدب المنقبات
ابن رشد
مقال في الصميم؛ وخرجت منه سيدتي كالشاطر حسن الذي غلب المحن. هو ليس أدباً إسلامياً بل اتخذ من الدّين غطاء ترويجياً ؛ كما اتخذت قريش من أصنامها تجارة رائجة على قبائل العرب في المواسم.
لم نجد هذا النمط من الأدب بعد الفتوح الإسلامية بل وجدنا أدباً عربياً يمتدّ من بغداد إلى الصين كما قالها كاظم الساهر؛ ومن بغداد إلى الأندلس أيضاً…
وكلّ ذلك كان تحت دولة الخلافة سواء في المدينة أو في دمشق أو في بغداد أو في القاهرة أو في قرطبة أو في خراسان…لكن ظاهرة الأحزاب السياسية اللاحقة هي التي غلّفت نواياها بالدّين لتتاجر كسباً للأنصار والمؤيدين نفاقاً وخداعاً وإفكاً..
وكما قالها الفيلسوف ابن رشد ( إذا أردت أنْ تتحكم في جاهل فعليك أنْ تغلّف كلّ باطل بغلاف دينيّ ).يا سيدتي هم يتخذون من الليل جملاً كما يقول المثل العربي ؛ في سعيهم الخفيّ والعلنيّ لتحقيق مآرب شتى ؛ سندهم الجهل والتحريف والتزييف. انظري إلى قول الله الكريم :{ وقرن في بيوتكنّ }(الأحزاب 33).تمّ تفسيرها أنّ المرأة لا يصحّ لها الخروج من بيت زوجها…لأنهم لم يفقهوا معنى { وقرن }. وهنا الواو للإغراء والترغيب؛ { قرن} من القارورة وهي قنينة العطر والطيّب والكحل والضحكة كالتي بين الزوج وزوجه؛ لهذا سمّت العرب المرأة: القارورة.
الدكتور جمال البدري