سكان «الطبقة» يعيشون أوضاعا صعبة بعد دخول «قوات سوريا الديمقراطية» المدينة

حجم الخط
0

الحسكة ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي تحتدم المعارك داخل مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي بين «قوات سوريا الديمقراطية» المكونة أساساً من «وحدات الحماية الكردية» ومسلحي تنظيم «الدولة»، يعيش السكان أوضاعاً إنسانية صعبة تتمثل في نقص الغذاء والدواء والوقود في ظل استمرار الحصار الخانق المفروض على المدينة من جهاتها الأربع، وكذلك استهداف طائرات التحالف الدولي للمدنيين أثناء محاولتهم الخروج منها.
وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» دخلت الاثنين الماضي إلى القسم الجنوبي الغربي من مدينة الطبقة بعد معارك مع تنظيم «الدولة» بإسناد جوي من مقاتلات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وصلت هذه القوات إلى دوار العجراوي وجامع الرحمة وسوق الجمعة، لتسيطر بذلك على نحو 20% من المدينة المحاصرة التي تشكل البوابة الغربية لمدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم الدولة في سوريا.
وقال الناشط الإعلامي مهاب ناصر وهو من سكان مدينة الطبقة «إن طيران التحالف الدولي استهدف مئات العائلات في مدنية الطبقة أثناء محاولتهم الهرب، حيث استشهد وأصيب العشرات منهم ولم ينج إلا القليل، فيما تزداد المعاناة داخل أحياء المدينة بشكل كبير نتيجة غياب الخدمات والمعدات الطبية والكوادر بالإضافة إلى قلة الغذاء والدواء».
وأضاف لـ «القدس العربي»: «إن الكوادر الطبية الموجودة في المدينة غير قادرة على التعامل مع جميع الحالات وهناك العشرات من الجرحى من المدنيين الذين اصيبوا في قصف سابق أو بسبب الالغام او الاشتباكات، يحتاجون إلى مستشفيات وعمليات جراحية دقيقة يستحيل فعلها في المدينة في هذه الأوضاع وهم بحاجة إلى الخروج من المدينة لتلقي العلاج اللازم».
وأكد ناصر «أن انتقال المعارك إلى داخل أحياء الطبقة تسبب في ازدياد معاناة السكان بسبب استمرار الحصار المطبق على أكثر من 30 ألف شخص في ظل استمرار انقطاع الماء والكهرباء منذ 31 يوماً، وتوقف الافران عن العمل بسبب المعارك التي تجري داخل الاحياء الجنوبية من المدينة وعمليات القنص التي تقوم بها «قسد» بالاضافة إلى النقص الكبير في المواد الغذائية وعدم قدرة المدنيين على الخروج من منازلهم لتأمين حاجاتهم».
وأشار ناصر إلى أن «التحالف الدولي حجب الاتصالات الفضائية عن مدينة الطبقة بعد قيام طائراته باستهداف مبنى بريد الاتصالات الأرضية في المدينة، ما أدى إلى انقطاع الاتصالات الأرضية داخل المدينة والتي كانت الوسيلة الوحيدة للمدنيين المحاصرين للتواصل مع الخارج ليصبحوا معزولين عن الخارج بشكل كامل، حيث حاول العديد منهم الخروج عبر طرق برية من شرق المدينة ليفروا بأرواحهم لكنهم وقعوا في حقول الالغام التي زرعها تنظيم الدولة في محيط المدينة».
وقال الناشط السياسي عبد المعين الأحمد في تصريح لـ «القدس العربي» إن «الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها المدنيون في مدينة الطبقة قد تفاقمت بعد دخول قوات سوريا الديمقراطية إلى أحيائها بالتزامن مع القصف الجوي والمدفعي الذي تسبب في وقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الأبرياء الذين أجبروا على البقاء في مناطقهم».
وأشار إلى «أن جهات مدنية من أبناء محافظة الرقة ناشدت مرات عدة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية بتجنب استهداف المدنيين وفتح ممرات آمنة لخروجهم من الحصار المفروض على المدينة من جهاتها الأربع، لكنهم تجاهلوا ذلك».
ودعا الأحمد «التحالف الدولي وقيادة سوريا الديمقراطية إلى فتح ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين، خاصة وأن المدينة يقطنها حالياً أكثر من ثلاثين ألف مدني داخل أحيائها، لافتاً إلى أن ما يحصل في الطبقة من قصف واستهدف للمدنيين كارثة بكل معنى الكلمة بعدما ما تم قتل المئات وتدمير المنازل فوق رؤوس أصحابها».
يذكر أن «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل وحدات الحماية الكردية عمودها الفقري تشن منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عملية «غضب الفرات» وذلك بهدف السيطرة على محافظة الرقة معقل تنظيم «الدولة» في شمالي سوريا.

سكان «الطبقة» يعيشون أوضاعا صعبة بعد دخول «قوات سوريا الديمقراطية» المدينة

عبد الرزاق النبهان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية